خريج معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يقدم محمد عبداللطيف جميل هدية أساسية لحل التحديات الملحة في مجال الأمن الغذائي والمائي العالمي
تلقّى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) منحة نوعية كبرى من السيّد محمد عبد اللطيف جميل، والذي تخرج في المعهد في 1978. وتهدف هذه المنحة إلى العمل على مواجهة تحديات الأمن الغذائي والمائي في العالم خلال القرن الحادي والعشرين.
وبموجب المنحة، سيجري العمل على تأسيس معمل عبد اللطيف جميل للأمن الغذائي والمائي العالمي (J-WAFS)، الذي يحمل هذا الاسم تكريماً لوالده الراحل عبد اللطيف جميل، ليكون مركزاً رائداً في مجال الأبحاث التي تساعد البشرية على التكيف مع عالمٍ سريع التغير وتكافح مشكلة ندرة المياه ونقص الإمدادات الغذائية في جميع أنحاء العالم. وإضافةً إلى ذلك، سيعزز المعمل أيضاً من التزام معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في مواجهة الضغط الجماعي الذي يفرضه النمو السكاني المتزايد والتمدد الحضري والتقلبات المناخية – وهي عوامل تُهدد أنظمة الغذاء والمياه في الدول النامية والمتقدمة على حدٍ سواء.
“ضمان الوصول المستدام إلى المياه والغذاء لكل شخص وبتكلفة ميسورة هو أحد التحديات الأكثر إلحاحاً التي تواجهها البشرية. صرّح السيد رافائيل ريف، رئيس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قائلاً: “إن جود وسخاء السيد عبد اللطيف جميل من شأنه تحفيز العمل في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وفي جميع أنحاء العالم بغية إحراز تقدمٍ حقيقيٍ في قضية النقص الحادّ على مستوى الأمن الغذائي والمائي، ومساندة جهود المعهد الرامية إلى معالجة كبرى القضايا التي تدور حول كيفية ضمان الاستدامة”. “ويعد هذا الالتزام الاستثنائي استثماراً في صحة الأرض ومستقبلها، ومن شأنه أن يعود بالنفع على جميع أنحاء العالم، ونحن ممتنون للغاية”.
وفي الوقت الراهن، يفتقر حوالي مليار شخصٍ إلى مصدر مياه يُعول عليه، بينما يعاني ملياران آخران من الجوع المزمن أو سوء التغذية. ومن المتوقع أن ينمو عدد سكان العالم من 7 ملياراتٍ اليوم إلى 9 ملياراتٍ بحلول عام 2050. وقال السيد جميل “إن التحديات الكبرى التي نواجهها اليوم بالفعل ستتفاقم أكثر مع ارتفاع عدد السكان”. “ويهدف المعمل إلى تطوير حلولٍ على أوسع نطاقٍ ممكن. وفي هذا السياق، وضع المعمل أمام أعينه تحدياً محدداً وهو الوصول إلى نصف مليار شخص بحلول عام 2025.”
وتابع السيد جميل: “لقد كنت محظوظاً بدراستي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، حيث اطلعت بصورةٍ مباشرةٍ على كيفية توظيف المعهد للعلوم والتكنولوجيا والمنح الدراسية للتصدي لمشكلات “العالم الحقيقية” التي تُهدد الإنسانية. ” وقد دفعتني هذه الخبرة إلى عدم التردد في مساعدة المعهد من خلال تقديم الموارد الضرورية لإطلاق المعمل، والذي من شأنه المساعدة في إيجاد حلولٍ لاثنين من أكبر التحديات التي تواجه البشرية. الماء والغذاء هما شريانا الحياة: فبدونهما لن يكون هناك بشرٌ على قيد الحياة. فكيف لنا أن نعثر على ما يكفي من الغذاء لإطعام ملياري شخصٍ بحلول منتصف هذا القرن في ظل تراجع البصمة الزراعية والموارد المائية في نهاية المطاف؟ آمل أن يكون بمقدور المعمل الجديد مواجهة هذه التحديات الأزلية التي تعترضنا جميعاً والمساعدة في تغيير المستقبل الآن من أجل الأجيال القادمة”.
من المقرر أن يبدأ معمل عبد اللطيف جميل للأمن المائي والغذائي العالمي (J-WAFS) أنشطته في شهر سبتمبر/ أيلول 2014. ونظراً إلى أن نظم المياه والغذاء والاحتياجات والتحديات غالباً ما تكون مقتصرة على بلدٍ ما أو منطقةٍ بعينها، فإن نهج المعمل يأخذ السياق بعين الاعتبار ويسعى لتأمين حلولٍ تختلف باختلاف سياق النشاط. وسيسعى المعمل إلى تطوير مناهج واسعة النطاق عبر مجموعة من التخصصات: التخطيط والتصميم الحضريين، والهندسة والتكنولوجيا، والمناخ والهيدرولوجيا، والسياسة، والاقتصاد، والعلوم الاجتماعية.
تقول ماريا زوبر، نائبة رئيس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا للبحوث والأستاذة في كرسي إي إيه غريسولد للجيوفيزياء: “إن تحديات الغذاء والماء معضلة معقدة لأنها تحديات تجمع بين الجانب العلمي والتقني، والاعتبارات الإقليمية، والعوامل الاقتصادية، ومسائل تتعلق بالسياسة والحوكمة”. “لن تؤتي المساعي ثمارها إلا إذا تضافرت جهود معمل عبد اللطيف جميل للأمن المائي والغذائي العالمي ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في مختلف المجالات”.
وبحسب الدكتور جون لينهارد، الأستاذ الجامعي ومدير المعمل الجديد، فإن العديد الدوائر والكليات العلمية في المعهد تعمل بالفعل في الوقت الحالي على قضايا تتعلق بالأمن الغذائي والمائي. وأضاف أن أحد أدوار معمل J-WAFS يتمثل في تنسيق وتنظيم هذه الجهود والتركيز على “التحديات الكبرى”.
وتابع لينهارد: “ستكون بوسعنا صياغة أسئلةٍ كبيرة وعالية المستوى في مجاليّ العلوم والهندسة، ومن ثم تنسيق جهود أعضاء هيئة التدريس في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والمعامل والمراكز في سبيل العمل لإيجاد حلولٍ لقضايا الأمن المائي والغذائي، على أن تخدم هذه الحلول الأهداف البيئية، وأن تتمتع بالكفاءة في استهلاك الطاقة”. “وسنسعى أيضاً إلى عقد شراكاتٍ مع معاهد ومؤسساتٍ وقطاعاتٍ وحكوماتٍ أخرى لتطوير حلولٍ ملائمةٍ إقليمياً، وذلك سواءً للمدن الكبرى سريعة النمو أو للدول النامية والمناطق الريفية. فعلى سبيل المثال، قد تستفيد إمدادات المياه في المناطق الحضرية من سياسات الحفظ وتوسيع نظم البنية التحتية، في حين أن سكان المناطق الريفية قد يحتاجون إلى معداتٍ صغيرةٍ لتنقية المياه تعمل بالطاقة المحلية. ويستلزم ضمان مصادر غذائية دائمة لهؤلاء السكان اتباع منهجيات مختلفة أيضاً، على النسق نفسه، بما يلائم السياق”.
سيتمثل الهدف الأسمى لمعمل عبد اللطيف جميل للأمن الغذائي والمائي العالمي في توظيف العلم والتكنولوجيا للوصول إلى نهج صحيح للارتقاء بحياة البشر، سواء في الولايات المتحدة أو العالم أجمع. ولتحقيق أكبر قدر من التأثير، سيستفيد معمل J-WAFS من خبرة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تحديداً في التخطيط الحضري لمعالجة المشكلات الملحّة التي تواجهها المدن. وقد صرّح روبرت آرمسترونغ، أستاذ شيفرون لقسم الهندسة الكيميائية ومدير مبادرة الطاقة التي أطلقها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أن المعمل سيكون مكملاً للجهود البحثية في مبادرة الطاقة (MITEI).
وأضاف آرمسترونغ: “إن الطاقة والماء والغذاء هي محاور أساسية ترتبط ببعضها البعض بصورةٍ عميقة، وذلك سواء أكنا نتحدث عن طرقٍ تتميز بالكفاءة في استخدام الطاقة لتنقية الماء، أو عن استهلاك الماء لتوليد الطاقة، أو عن حصّة الطاقة العالمية الموجهة نحو النظم الغذائية أو استغلال الأرض من أجل محاصيل الطاقة.” “ويجب أن يتضمن أي بحثٍ في مجال الطاقة والمياه والغذاء مسائل التغير المناخي والسكان وأنماط معيشتهم. وإننا نرحّب بانضمام هذا الشريك الجديد والقوي إلى مؤسسة أبحاث معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.”
ومن شأن منحة السيد جميل أن تكون داعماً رئيسياً وركيزة أساسية لإطلاق مبادرة أوسع نطاقاً يقودها المعهد وتتعلق بالبيئة، ومن المقرر أن يُعلن عن تلك المبادرة في الأيام المقبلة.
لطالما كان السيد محمد عبد اللطيف جميل داعماً متفانياً في خدمة المبادرات البحثية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بهدف تحسين حياة الأفراد والمجتمعات حول العالم. ففي عام 2005، قدّم جميل منحة نوعية إلى مختبر جميل لمكافحة الفقر (J-PAL)، وتلت ذلك مساهمةٌ قيّمة أخرى لتوسيع أنشطة المعمل بصورةٍ كبيرةٍ عام 2009. وتجدر الإشارة إلى أن مختبر جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) هو مركز أبحاثٍ تابعٌ لقسم الاقتصاد بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أسسه كلٌ من الأستاذة إستر دوفلو والأستاذ أبهيجيت بانيرجي، وهما رائدان في مضمار استخدام التجارب المنضبطة المعشّاة Randomized Controlled Trials لاختبار فعالية برامج مكافحة الفقر في البلدان النامية. واليوم، يتمتع مختبر جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) بشبكة فروع تتألف من سبعة مكاتب حول العالم، فضلاً عن 102 باحث يعملون في أكثر من 500 مشروعٍ ميدانيٍ في 56 بلداً. وقد استطاع المختبر الوصول إلى 164 مليون شخص عبر سياساتٍ أثبتت فاعليتها من خلال دراسات أجراها مختبر جميل لمكافحة الفقر (J-PAL). ويدير مختبر جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) بالفعل مبادرتين رائدتين تتعلقان بالأمن المائي والغذائي: وهما مبادرة اعتماد التكنولوجيا الزراعية (التي تختبر آليات تهدف إلى تشجيع الاعتماد على التقنيات الزراعية واستخدامها الإنتاجي في أوساط صغار المزارعين)، ومبادرات الخدمات الحضرية.
وقد دعم أيضاً برامج “scale-ups” لمعمل D-Lab، الذي يهدف إلى تطوير منتجاتٍ معقولة التكلفة لتحسين حياة الفقراء وتسويقها بأسعارٍ ميسورة. ومنذ عام 1994، دعم السيد جميل عشرات الطلاب لاستكمال مسيرتهم التعليمية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا من خلال صندوق عبد اللطيف جميل وتويوتا للمنح الدراسية. ويأتي معظم هؤلاء الطلبة من دول نامية.
حاز السيد محمد عبد اللطيف جميل على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 1978. وهو الآن يشغل منصب رئيس مجموعة عبد اللطيف جميل (ALJ) ورئيس مجلس إداراتها. وتقع المقرات الرئيسية للشركة التي أسسها والده الراحل عام 1945 في جدّة ودبي. وتتمتع الشركة الآن بشبكة موزعين ووكلاء لسيارات تويوتا ودايهاتسو في المملكة العربية السعودية وتركيا والمغرب والجزائر ومصر والمملكة المتحدة وألمانيا وموناكو واليابان والصين. وتعتبر شركة عبد اللطيف جميل اليوم الموزع المستقل الأكبر لسيارات تويوتا ولكزس في العالم. وتشمل أنشطة الشركة المتنوعة أيضاً السلع الاستهلاكية المعمرة والتطوير العقاري والطاقة والإعلام ورؤوس الأموال الاستثمارية والخدمات المالية وخلق فرص العمل. وتوظف الشركة أكثر من 15000 شخص حول العالم. ويترأس السيد جميل أيضاً مؤسسة عبد اللطيف جميل للمبادرات الاجتماعية (ALJCI)، التي تدعم توفير فرص العمل من خلال خلق عشرات الآلاف من فرص العمل سنوياً، بالإضافة إلى برامج أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.