’رالي جميل‘ يخطّ سطوراً جديدة في تاريخ عالم سباقات السيارات مع انطلاقة قوية من حائل
شهدت المملكة العربية السعودية يوم أمس حدثاً رياضياً تاريخياً بارزاً، حيث تم الاحتفال بانطلاق مبادرة عبد اللطيف جميل للسيارات، ’رالي جميل‘، الذي يُعتبَر الرالي الملاحي الأول من نوعه للنساء فقط في المنطقة، ويشكّل جزءً من جهود ’رؤية السعودية 2030‘ الرامية لتمكين المواطنين السعوديين في شتّى المجالات والميادين وبالأخص السيدات منهم.
أقيم الحفل في ’قصر القشلة‘ التاريخي بمدينة حائل، وتم الإعلان عن انطلاق الرالي من قِبَل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد بن عبدالعزيز، أمير منطقة حائل، الذي قال بهذه المناسبة:
“تتميّز مدينة حائل بكونها موقعاً أيقونياً غنياً بكثير من الثقافة والتاريخ وأنها وجهة للمغامَرات الشيّقة، كما إنها معروفة بفعالياتها الدولية التي تحتفي بالحضارة العريقة لهذه المنطقة. ونحن نستضيف مختلف أنواع الرياضات في هذه المنطقة وخصوصاً المغامِرة منها، ويسعدنا جداً المساهمة الدائمة في رعاية المهارات المحلّية. وهذا الأمر ينطبق بالتحديد على سيدات المملكة اللواتي بإذن الله ستشاركن بقوّة في هذا السباق الشيّق والفريد من نوعه.”
وكان المؤتمر الصحفي الخاص بالإعلان عن بدء الرالي قد أقيم على مقربة من صحراء النفود المتألّقة بالكثبان الرملية الحمراء الأخّاذة، والتي تم تصنيفها موقعاً للتراث العالمي من قِبِل منظّمة ’اليونسكو‘. وشاركت في المؤتمر الصحفي مجموعة فرق من العديد من الدول وتحدّثت عن أهمية الرالي والحماس الكبير لخوض غمار هكذا منافَسة بارزة.
وفي تعليق لها على مشارَكتها في ’رالي جميل‘، قالت فاطمة باناز من فريق ’ديزيرت هيلرز‘ السعودي:
“أنا ابنة وزوجة وأم إضافة إلى كوني طبيبة جرّاحة. لكن شغفي بالراليات بدأ منذ سن صغيرة جداً، وتعلّمت مع مرور الوقت كيفية تخصيص الوقت المناسب لكل هواياتي والتزاماتي. والمشارَكة في هذا السباق ستُضفي الكثير إلى خبراتي في الحياة، عدا عن تمكيني من اللقاء مع الكثير من الأشخاص الجدد. إلا إن هدفي الأبرز بعد هذا هو بالطبع المنافَسة في ’رالي داكار‘.”
من جهتها، قالت دانه ساكستن التي قدمت من الولايات المتحدة الأمريكية خصّيصاً لخوض غمار ’رالي جميل‘:
“أودّ في البداية أن أتقدّم بالشكر الجزيل إلى منظّمي ’رالي جميل‘ الذين وجّهوا الدعوة للفرق الأمريكية للمشارَكة في هذا السباق الجديد. ويشرّفني فعلاً أن أكون هنا ويسعدني كثيراً أن أتعرّف على المملكة وناسها. وبما إني أخوض المنافسات برفقة ابنتي، فإن الرالي سيكون أكثر حماساً وأنا أتطلّع بشوق لبدء المنافسات.”
وعلّقت نجود زاهد من فريق ’اربان بدوينز‘ السعودي بالقول: “بعد شرائي لسيارة رياضية، قرّرت أن أعزّز مهاراتي في القيادة، واكتشفت بعد فترة قصيرة أن هنالك فعلاً سائقات محترفات في المملكة، ومنذ ذلك الحين بدأت بتعلّم الكثير في هذا المجال. وعندما سمعت للمرّة الأولى عن ’رالي جميل‘، أيقنت أن هذه فرصة بارزة لي. ورغم أن الرالي ملاحي بطبيعته ويقام على دروب وعرة، وهو ما لم أختبره سابقاً، إلا إن المنافَسة مع سيدات أخريات كانت فكرة مميّزة جداً بالنسبة لي، وأنا بغاية الحماسة للمشارَكة في هذا الرالي.”
يُذكَر أن زاهد كانت أول سائقة تتسجّل لخوض غمار الرالي حيث أكّدت مشارَكتها بعد ثلاث دقائق فقط من فتح مجال التسجيل عبر الموقع الإلكتروني. كما إن معظم الفرق هي من المملكة العربية السعودية، لكن هناك متنافِسات أيضاً من الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان ومصر، إضافة لفرق من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية. وبهذا، تكون 15 دولة من أربع قارّات ممثّلة في ’رالي جميل‘، مما يجعل منه حدثاً دولياً حقيقياً يُقام على أرض السعودية.
وكانت الليلة الماضية قد شهدت الكثير من التحضيرات من الفرق الـ34 المشارِكة للتعرّف أكثر على المسار وقوانين الرالي بهدف التمكّن من المنافَسة بقوّة من البداية.
يُشار إلى أن ’رالي جميل‘ يركّز على المهارات الملاحية بدل أن يكون مجرّد اختبار للسرعة. وستخوض خلاله المشارِكات من صاحبات المهارات المختلفة – بدءً من المبتدئات وصولاً إلى المحترفات في عالم الراليات والقادمات من دول عدّة – منافَسات قوية على الدرب إلى مدينة القصيم خلال اليوم الأول، ليتم بعد ذلك التوجّه نحو العاصمة الرياض في اليوم الثاني. وسيعبر الرالي خلال هذه المراحل في العديد من الإحداثيات التي تشكّل مسار الرالي ويواجه الكثير من التحدّيات المختلفة.
تجدر الإشارة إلى أن ’رالي جميل‘ قد حظي بدعم من عبد اللطيف جميل للسيارات وتويوتا التي تُعتبَر السيارة الرسمية للرالي. ويتم تقديم الرعاية له من قِبَل ’ساسكو‘، وعبد اللطيف جميل للزيوت، وJME للإعلانات و’نوڤا‘.
ويوجّه المنظّمون الدعوة للجمهور المحلّي للانخراط عن كثب في تشجيع الفرق المشارِكة والاستمتاع بحضور فعالية رياضية من المتوقَّع أن تصبح حدثاً بارزاً ضمن الرزنامة السنوية لفعاليات رياضة السيارات في مجلس التعاون الخليجي.