استخدام تقنيات الطاقة الهجينة لتمكين الابتكار في تقنية تحلية مياه
روبرتو دي دييجو أروزامينا، الرئيس التنفيذي لشركة عبد اللطيف جميل للطاقة، يتحدث مع منظمي القمة العالمية لمستقبل الطاقة (WFES) لعام 2018.
تفخر شركة عبد اللطيف جميل للطاقة، باعتبارها إحدى الشركات الرائدة في مجال الطاقة المتجددة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، برعايتها مجددًا للقمة العالمية لمستقبل الطاقة لعام 2018.
من المتوقع أن يتزايد الطلب على الطاقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا بنسبة 7% سنويًا حتى عام 2020، وتسعى شركة عبد اللطيف جميل للطاقة لمواجهة تلك الحاجة المتزايدة للطاقة بزيادة إمداداتها لتصبح أكبر شركة لإنشاء محطات توليد الطاقة الشمسية باستخدام الألواح الضوئية في منطقة الخليج العربي، وشركة رائدة في ذلك القطاع حول العالم، وذلك من خلال شركة فوتواتيو رينيوابل فينتشر (FRV) التابعة لها، وهي شركة متخصصة في مشاريع الطاقة المتجددة، وقد أقامت العديد من محطات توليد الطاقة الشمسية الضخمة حول العالم خلال العشر سنوات الماضية.
تجمع شركة عبد اللطيف جميل للطاقة بين الخبرة العالمية الواسعة في مجال الطاقة، وبين المعرفة العميقة، والخبرة، والالتزام تجاه الأسواق المحلية، والاستدامة. نحن ملتزمون بمواصلة أعمالنا بالسعودية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، كما أننا قد نجحنا في تعزيز نطاقنا العالمي بالعمل في أكثر من 15 دولة حول العالم.
لقد اجتزنا عدة علامات فارقة في طريقنا المستمر نحو التطور خلال عام 2017. في مطلع العام الحالي، بدأنا في إنشاء اثنين من أكبر مشاريع توليد الطاقة الشمسية باستخدام الألواح الضوئية في الأردن، بينما أبرمنا عقدًا لإنشاء مشروع ثالث بها. ونتوقع أن تمد هذه المشاريع أكثر من 120 ألف منزل أردني باحتياجاته من الطاقة حال اكتمالها.
كما أننا بدأنا في بناء محطة كلير للطاقة الشمسية، التي نملك بالفعل مشتر لها، وانتهينا من تمويل محطة أخرى للطاقة الشمسية بمنطقة ليليفيل في أستراليا، ودشّنا محطة ثالثة هناك وهي محطة موري لتوليد الطاقة الشمسية. وسيبلغ إجمالي ألواح الطاقة الشمسية التي قامت شركة FRV بإنشائها في أستراليا وحدها أكثر من مليون لوح عند بداية تشغيل محطة ليليفيل في نهاية عام 2018.
اجتازت الشركة علامة فارقة أخرى ببيعها لمحطة لا جاسينتا بأوروجواي، التي تنتج 65 ميجاواط من التيار الكهربائي المستمر، وهي أول محطة ضخمة للطاقة الشمسية في أوروجواي، وواحدة من أكبر محطات الطاقة الشمسية بأمريكا الجنوبية.
واصلت شركة عبد اللطيف جميل للطاقة استثماراتها وازدهارها، مرتكزة على نجاحها في قطاع الطاقة الشمسية، وبناء الشراكات والخبرات لإنشاء مشاريع متنوعة للطاقة المتجددة حول العالم. يتضمن ذلك حاليًا محطات الطاقة الهجينة، التي تجمع بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما أن الشركة تقدم حلولًا لتحلية المياه ومعالجتها، حيث أنها تدرك التحديات التي تواجهها مناطق كثيرة حول العالم بسبب نقص الموارد المائية.
الاهتمام الخاص بالشرق الأوسط
تعمل الشركة في قطاع صناعات المياه والطاقة المتجددة بالعديد من الدول حول العالم، وتتعامل أثناء مزاولة أعمالها مع أطر تنظيمية مختلفة، ومنظمات وهياكل تنفيذية عديدة، ونماذج مالية وظروف اقتصادية متنوعة. ونتيجة لتلك المعطيات، تمتلك شركة عبد اللطيف جميل للطاقة منظورًا عالميًا، وإدراكًا واسعًا، لا يتوفران سوى لعدد محدود من الشركات. يمكن تبني تلك الرؤى والممارسات الرشيدة حول العالم وتطبيقها في قطاع الطاقة المتجددة المتنامي بمنطقتنا الأم، وذلك لكي نستغل إمكانات الشرق الأوسط، والفرص المتاحة به بالشكل الأمثل ونصل للاستفادة القصوى منها.
لقد أطلقنا شركة ألمار لحلول المياه في بداية عام 2017، وهي شركة متخصصة في تطوير محطات تحلية ومعالجة المياه. وتعمل ألمار حاليًا، بالتعاون مع شركائها، هيئة كهرباء ومياه دبي (DEWA)، كما أنها قد حصلت على موافقة مبدئية لإنشاء واحدة من أكبر محطات تحلية المياه في العالم، بمدينة رابغ بالسعودية.
نحن نؤمن بأن الجمع بين الخبرة المتأصلة في مجالي الطاقة المتجددة وحلول المياه يتيح لنا تقديم مشروعات متفردة في السوق، ولعب دور رائد في التصدي لتحديات الطاقة والمياه التي تواجهها مجتمعاتنا، وتوظيف خبراتنا لصالح ازدهار مجتمعاتنا عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا.
طاقة متجددة على مدار الساعة
نحن نفخر بإعلان فوز شركة FRV بعقد أول مشاريعها للطاقة الهجينة (الشمس-الرياح)، ما يعكس التزامنا بتقديم مجموعة من متنوعة من المشاريع في مجال حلول الطاقة المتجددة.
سوف تجمع محطة الطاقة بتشيلي بين تقنيات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة لبطارية لتخزين الطاقة، وستعمل بقدرة 540 جيجاواط/ساعة لتوفير الطاقة المتجددة بشكل مستمر-24/7- لا يعتمد على حالة الجو، أو سرعة الرياح، أو ضوء الشمس.
حين تشرق الشمس، أو تهب الرياح، يتم توليد الطاقة باستخدام الألواح الضوئية والطواحين الهوائية، والتي تقع على بعد بضعة كيلومترات من بعضها البعض، ثم يتم تحويل تلك الطاقة في تغذية الشبكة الكهربائية وشحن البطاريات. وحين تكون الظروف غير ملائمة لتوليد الطاقة باستخدام الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، ستعمل البطاريات تلقائيًا لتحافظ على استقرار معدل إمداد الشبكة بالطاقة المتجددة طوال الوقت.
يوفر ذلك الجمع المبتكر بين الطاقة المتجددة وتخزين الطاقة بالبطاريات فرصة عظيمة لواحد من أهم القطاعات في الشرق الأوسط: قطاع تحلية المياه.
الريادة في تحلية المياه باستخدام تقنية محايدة الكربون
تستهلك محطات تحلية المياه الحرارية التقليدية كميات هائلة من الطاقة. وفي الوقت الحالي، يتم تشغيل معظم هذه المحطات بواسطة محطات توليد الطاقة التقليدية، التي ينتج عنها كميات كبيرة من انبعاثات الكربون. وحتى في حالة استخدام حلول الطاقة المتجددة، كالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، فإن موارد الطاقة تلك لا تعمل طوال الوقت، 24/7، لذا يلزم استخدام مولدات تعمل بالغاز الطبيعي أو البترول، وتنتج انبعاثات كربونية.
كفاءة الطاقة بالجيل الجديد من محطات تحلية المياه التي تعتمد تقنية التناضح العكسي أكبر من نظيرتها في المحطات التي تستخدم الطاقة الحرارية، حيث تقدر الزيادة في مقدار الكفاءة بحوالي عشرة أضعاف، لكن كانت هناك مشكلة عدم وجود مصدر دائم للطاقة المتجددة، يعمل على مدار الساعة. هذا الوضع قد تغير الآن.
يمكننا تشغيل محطات تحلية للمياه بواسطة طاقة متجددة غير متقطعة أثناء الليل أو النهار باستخدام تقنيات الطاقة الهجينة المتجددة (الشمس-الرياح) وبطاريات تخزين الطاقة، وهي نفس التقنيات المستخدمة في المشروع الرائد الذي ستقيمه FRV بتشيلي.
وهناك فائدة أخرى لتلك المحطات، بجانب تحويل عملية تحلية المياه إلى عملية محايدة للكربون، ألا وهي توفير كميات البترول الهائلة التي كانت تستخدم لتشغيل محطات التحلية التقليدية، من أجل استخدامها في عمليات التصدير، فنساهم بذلك بشكل فعال في تنمية الاقتصاد السعودي.
كما ستوفر حلول الطاقة المتجددة درجة أكبر من المرونة فيما يتعلق بموقع محطات تحلية المياه. لن يكون من الضروري بعد الآن إقامة محطات التحلية بالقرب من محطة الطاقة. يمكن إنشاء محطات تحلية المياه بالقرب من المدن والبلدان، حيث تتواجد الحاجة الفعلية للمياه، فتقل تكاليف نقل المياه، واحتمالية إهدارها بالتسريب أثناء عملية النقل.
اغتنام الفرصة بدول الخليج العربي
يُتوقع ارتفاع قدرة تحلية المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا من 21 مليون متر مكعب في اليوم حتى حوالي 110 مليون متر مكعب في اليوم ما بين عامي 2007 و2030. وفي المقابل، سيزيد ذلك من قدر الطاقة الكهربية اللازمة لتشغيل محطات تحلية المياه بمقدار ثلاثة أضعاف، لتصل إلى 122 تيراواط/ساعة بحلول عام 2030[1]. لذا فالطريق مفتوح أمام الشركات لإنشاء وتطوير محطات تحلية المياه التي تعمل بالطاقة المتجددة.
نحن نؤمن بقدرة دول مجلس التعاون الخليجي على ريادة العالم في ذلك القطاع الذي يتطور بسرعة شديدة. وتستطيع دول الخليج العربي التغلب على تحديات ندرة الموارد المائية من خلال الاستغلال الأمثل للتقنيات الجديدة، وتشجيع الابتكار والاستثمار في تلك الصناعة، كما يتيح لها أن تتصدر ذلك القطاع المتنامي والممتلئ بالابتكارات، الذي سيلعب دورًا حيويًا في التنمية العالمية خلال الأعوام القادمة.
[1] https://www.irena.org/DocumentDownloads/Publications/IRENA-ETSAP%20Tech%20Brief%20I12%20Water-Desalination.pdf