بمناسبة احتفالها بـ  اليوم العالمي للمياه في 22 مارس 2021 ، تناشد الأمم المتحدة المجتمعات والشركات والأفراد إعادة النظرفيما تعنيه المياه بالنسبة لهم.

ومن بين الأسئلة التي تطرحها الأمم المتحدة في هذا الصدد:

  • ما هي أهمية الماء في منزلك وحياتك العائلية؟
  • ما مدى أهميتها لمعيشتك وثقافتك ورفاهيتك وبيئتك المحلية؟

ولعلنا، ونحن نحتفل ونحتفي باليوم العالمي للمياه ، نتأمل في حقيقة أن المياه هي أثمن مواردنا الطبيعية التي يجب أن نحسن إدارتها ونحميها بأي ثمن.

تغطي المياه ما يقرب من ثلاثة أرباع كوكبنا، وقد يبدو ذلك من الوهلة الأولى مؤشرًا على سهولة زيادة إمداداتنا من المياه اعتمادًا على هذه الكمية الهائلة. لكن الحقيقة هي أن ما يصلح للاستهلاك البشري من هذه الكمية لا يمثل سوى 1٪ فقط. ولذا فإن معالجة مشكلة شح المياه لا تقتصر على توفير المياه للشرب وتلبية احتياجات مجتمعاتنا منها والحفاظ على دوران عجلة الصناعة وحسب، بل يمتد إلى قضايا أخرى تعتبر محورية لرفاهية ونجاح واستدامة الحضارة الإنسانية نفسها.

ولذا ينبغي أن تقودنا قراءتنا الشاملة للإحصاءات الصادرة حول سوء إدارة مجتمعاتنا للمياه إلى اتخاذ تدابير تتجاوز مجرد إثارة الدهشة.

ALJ Water Mismanagement Infographic

في مقالته الأخيرة ضمن سلسلة مقالات “أضواء” حول مستقبل تحلية المياه، أوضح فادي جميل، نائب الرئيس ونائب رئيس مجلس إدارة  العمليات الدولية لشركة عبد اللطيف جميل ، أن مشكلة ندرة المياه تمثل في جوهرها أزمة إنسانية واقتصادية وبيئية. وهذا الطرح يتفق تمامًا مع التقرير الذي أصدرته اليونيسف و منظمة الصحة العالمية في عام 2019، والذي خلص إلى أن 1 من كل 3 أشخاص في العالم لا يحصل على مياه شرب آمنة.

ولهذا تسعى عبد اللطيف جميل للطاقة، مع ذراعها المتخصص في حلول المياه، ألمار لحلول المياه، إلى القيام بدور ريادي  على مستوى العالم في قطاع حلول المياه، وتلبية احتياجات الأمن المائي لسكان العالم المتزايدين، من خلال تنفيذ برنامج مستدام لتحلية المياه ومعالجة المياه ومياه الصرف الصحي، إلى جانب مبادرات إعادة تدوير المياه وإعادة استخدامها.

يوجد بالفعل أكثر من 17,000 محطة تحلية في جميع أنحاء العالم، لكن الشرق الأوسط يمثل أقل بقليل من نصف إجمالي الطاقة الإنتاجية لهذه المحطات مجتمعة، بينما تعمل آسيا والصين والولايات المتحدة بوتيرة سريعة على زيادة قدراتها في قطاع تحلية المياه، مثلما هو الحال في العديد من بلدان أمريكا اللاتينية.

ففي تشيلي، على سبيل المثال، استحوذت شركة ألمار لحلول المياه على شركة معالجة المياه اوسموفلو، وعملت منذ هذا الاستحواذ على توسيع محفظة عملائها، وهو ما تُوج بفوزها بعقد لخدمات المياه لمدة ثلاث سنوات لصالح شركة التعدين مانتوس كوبر. كما تمتلك ألمار كذلك حصة كبيرة في محطة المحرق لمعالجة مياه الصرف الصحي في البحرين، وفازت كذلك بعقد لإنشاء أول محطة تحلية متكاملة  في مومباسا بكينيا لتوفير مياه الشرب لأكثر من مليون شخص.

وفي مطلع عام 2019 ، فازت الشركة بعقد لتطوير مشروع محطة الشقيق 3  ​لتحلية المياه بمدينة ​​الشقيق المطلة على ساحل البحر الأحمر بالمملكة العربية السعودية، وهي تُصنف اليوم كواحدة من أضخم محطات تحلية المياه في العالم، وستوفر المياه النظيفة لأكثر من 1.8 مليون شخص يوميًا.

وفي وقت لاحق من ذات العام، دخلت ألمار في مشروع مشترك مع شركة حسن علام للمرافق بمصر، وهو المشروع الذي ساهم في تعزيز البنية التحتية للمياه في البلاد، وتكلل بصفقة الاستحواذ على مجموعة ريدجوود، وهي شركة رائدة في قطاع التحلية وتدير 58 محطة تحلية في جميع أنحاء البلاد.

وهذا التوسع السريع في محفظة ألمار من أصول البنية التحتية للمياه إنما يعكس نية والتزام عبد اللطيف جميل بمواجهة هذه التحديات الأكثر إلحاحًا، وتحسين الوصول إلى إمدادات المياه المستدامة للمجتمعات في جميع أنحاء العالم.

أما فيما يتعلق بردنا على سؤال الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للمياه لعام 2021: ما الذي تعنيه المياه بالنسبة لنا؟ فالجواب هو أن التركيز على تحديات المياه كأولوية قصوى، وتشجيع الاستثمار والابتكار والشراكات عبر المجتمع، هو السبيل الوحيد نحو إيجاد الحلول الضرورية لتعزيز الأمن المائي وتأمين إمدادات المياه لكل من يحتاج إليها. فإذا كان السؤال: ما هي قيمة الماء بالنسبة لنا؟ فالجواب أنها أغلى ما لدينا ، لأنها تعني كل شيء.