سطوع يُحتذى به
في خضم هذا المشهد الذي يُهيمن عليه الغموض والاضطراب والانكماش الاقتصادي نتيجة الجائحة الأخيرة، يبدو من المشجع أن نرى أنه لا تزال هناك بعض المؤشرات الإيجابية التي تُبشر بقرب حلول أكثر إشراقًا.
ولنأخذ قطاع الطاقة العالمي مثالًا. فعلى الرغم من انخفاض الاستهلاك العالمي لمعظم أنواع الوقود خلال هذا العام “المنصرم”، إلا أن مصادر الطاقة المتجددة خالفت هذا الاتجاه بقوة، وشهدت طلبًا غير مسبوق في مختلف الأسواق العالمية. وقد كانت الطاقة الشمسية في طليعة هذا النمو المثير للدهشة. ففي العام 2020، سجلت الطاقة الشمسية نموًا بنسبة 23٪ في تركيبات الخلايا الشمسية الجديدة لتصل إلى ما يقرب من 135 جيجاوات في جميع أنحاء العالم،[1] مدفوعة بموجة من الزخم الجديد الذي قفز بسعة الطاقة الشمسية العالمية إلى عتبة تجاوزت 700 جيجاوات[2] لأول مرة.
ولا عجب إذن أن تبادر وكالة الطاقة الدولية (IEA) إلى تتويج الطاقة الشمسية بلقب “الملك الجديد” لأسواق الكهرباء العالمية، مؤكدة بأن التوجه نحو الطاقة الشمسية لا يظهر أي علامة على التراجع.
كما تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن يصل التوسع في الطاقة الشمسية إلى 145 جيجاواط في عام 2021 و 162 جيجاوات بحلول عام 2022 (أعلى بنسبة 50٪ تقريبًا من مستويات ما قبل الجائحة لعام 2019)، وهو ما يمثل معًا أكثر من نصف إجمالي معدل التوسع في الطاقة الخضراء خلال فترة السنتين تلك.[3] وليس هذا مستغربًا بالنظر إلى أن الطاقة الشمسية هي الآن الطريقة الأقل تكلفة لتوليد الطاقة في العديد من البلدان التي تزخر بمزيج وافر من أشعة الشمس الوفيرة والتمويل الجاهز.
الطاقة الشمسية تبهر الجميع حول العالم
بالرجوع إلى الأرقام المفصلة، نجد أن السوق سجلت حوالي 135 جيجاواط من الطاقة الشمسية الجديدة لعام 2020، ويشمل ذلك 75.9 جيجاواط من التركيبات على نطاق المحطات، و30.1 جيجاواط على مستوى المنشآت التجارية / الصناعية، و27.5 جيجاواط على مستوى المنشآت السكنية، و0.5 جيجاواط على مستوى المنشآت خارج الشبكة.
ولم تُثبت الطاقة الشمسية تنوعها من حيث الاستخدامات في عام 2020 فحسب، بل كان هذا النمو عالميًا أيضًا، حيث تصدرت الصين مؤشر الزيادة في الطاقة الشمسية بقدرة إضافية قدرها 48.2 جيجاواط، مدفوعة جزئيًا بإكمال خططها لدعم الطاقة الشمسية.
وفي أماكن أخرى، سجلت أوروبا نموًا يصل إلى 20.4 جيجاواط من الطاقة الشمسية، وحققت الولايات المتحدة الأمريكية 19.3 جيجاواط، والآسيان (رابطة دول جنوب شرق آسيا) 12 جيجاواط، واليابان 9 جيجاواط، وأمريكا اللاتينية 6 جيجاواط، وأستراليا 5 جيجاواط، والهند 3.9 جيجاواط[4].
وجاء معدل النمو البالغ 19.3 جيجاوات في الولايات المتحدة، والذي تجاوز معدل الـ 13.2 جيجاوات في عام 2019، ليرسخ مكانتها كأكبر سوق لاتفاقيات شراء الطاقة في العالم (PPA) للمشاريع على نطاق المحطات. وكان النصف الثاني من العام نشطًا للغاية لدرجة أنه عوض أكثر من الخمول الناجم عن جائحة كوفيد-19 في الأشهر الستة الأولى، حيث تجاوزت الولايات المتحدة هدف السعة الإجمالية المركبة للطاقة الشمسية البالغ 100 جيجاواط.
وجاء التوسع الأوروبي ليمثل ثاني أفضل عام على الإطلاق لنمو الطاقة الشمسية في الاتحاد الأوروبي، وفقًا لوكالة الطاقة الشمسية بأوروبا. وكانت الأسواق الثلاثة الأولى من حيث الأداء هي ألمانيا وهولندا وإسبانيا[5]، حيث عززت ألمانيا مكانتها كرائد في مجال الطاقة الشمسية في أوروبا بسماحها للمستثمرين بالاستفادة من التعريفات التفضيلية لأسعار الطاقة المتجددة للأنظمة المتوسطة والكبيرة الحجم بداية من 40 كيلوواط إلى 750 كيلوواط، مدعومين بمجموعة من المزادات للأنظمة حتى 10 ميجاوات. وسجلت الطاقة الشمسية في ألمانيا نموًا بمقدار 4.8 جيجاواط في عام 2020، بزيادة قدرها 25٪ عن العام السابق.
وأصبحت هولندا ثاني أكبر سوق للطاقة الشمسية في أوروبا بعد نجاحها في إضافة 2.8 جيجاواط من التركيبات الجديدة في عام 2020، بزيادة قدرها 23٪ على أساس سنوي، وذلك إلى جانب التركيبات التجارية على الأسطح والتي تمثل ما يقرب من نصف إجمالي الطاقة الشمسية. كما شهد هذا العام دخول أكبر محطة للطاقة الشمسية في هولندا إلى الخدمة، وهي منشأة تعمل بقدرة 110 ميجاوات في مقاطعة جرونينجن.
ونجحت إسبانيا في زيادة انتاجها من الطاقة الشمسية بمقدار 2.6 جيجاواط، بانخفاض حاد عن هدفها البالغ 4.8 جيجاواط في العام السابق (عندما انحرفت الأرقام عن طريق مناقصتين لمحطة توليد الكهرباء تم طرحهما عبر الإنترنت)، لكن المعدل الجديد كان كافيًا للحفاظ على مكانتها على خريطة الطاقة الشمسية في أوروبا. وساهمت منشآت آخرى تم تدشينها في إسبانيا عام 2020 بنحو 1.5 جيجاواط عبر اتفاقيات شراء الطاقة المنبثقة عن محطة قيد التنفيذ بسعة 100 جيجاوات.
وليس في هذا الحماس تجاه الطاقة الشمسية ما يثير الاستغراب خاصة إذا ما علمنا أن هذه الصناعة كفيلة بتلبية خمس الطلب على الكهرباء في أوروبا بحلول عام 2030، مما يوفر ما يصل إلى 4 ملايين وظيفة جديدة في سياق هذا التحول.[6]
مستقبل مشرق على الرغم من انتكاسات سلسلة التوريد
تشير البيانات إلى أن الطاقة الشمسية وُجدت لتبقى رغم المطبات اللوجستية المتفرقة التي قد تصادفها في الطريق، ومنها على سبيل المثال سلسلة الحرائق التي اندلعت في معملين لتصنيع السيليكون في الصين (المُصَدِر الرئيسي للخلايا الشمسية)، والتي أدت إلى خفض إنتاج السيليكون في البلاد إلى النصف في عام 2020. تسببت الحوادث أيضًا في انخفاض أسعار الوحدات الشمسية بنسبة 25٪ خلال النصف الأول من عام 2020، لكن أسعار السيليكون ارتفعت مجددًا إلى 60% بحلول سبتمبر.[7]
كما تصاعدت تكلفة المواد الأخرى المهمة للألواح الشمسية في النصف الثاني من العام. على سبيل المثال، ارتفعت أسعار الزجاج الكهروضوئي بمقدار النصف بسبب التأخير في تحديث خطوط الإنتاج، في حين ارتفعت أسعار الصلب والنحاس بنسبة 40٪ من سبتمبر 2020 إلى مارس 2021 تزامنًا مع تعافي الصناعات من آثار الجائحة وزيادة الطلب. وأدى ارتفاع أسعار النفط إلى زيادة تكاليف الشحن ثلاثة أضعاف، ما أثر على الربحية في فترة حرجة.
لحسن الحظ، لا يُتوقع أن يُطول أجل مشكلات سلسلة التوريد هذه وما نجم عنها من ارتفاع في التكاليف، خاصة مع اتجاه الصين إلى تشغيل دفعة جديدة من مصانع السيليكون بحلول منتصف عام 2022، وعزم مصنعو الزجاج على زيادة إنتاجهم، مما سيؤدي إلى تراجع أسعار الوحدات عن ارتفاعها البالغ 0.205 دولارًا أمريكيًا لكل واط في العام 2020.
ومن الواضح أن المستثمرين في جميع أنحاء العالم يتحينون الفرصة للانقضاض على إمكانات الطاقة الشمسية في المستقبل القريب، وهو ما يبدو جليًا من التطورات في بعض الأسواق الرئيسية التي أخذت تتبنى تشريعات داعمة للطاقة الشمسية[8].
وتتوقع الولايات المتحدة أن تتمكن من إضافة 44.3 جيجاواط من الطاقة الشمسية الجديدة خلال 2021/2022، مدعومة بتمديد بالتخفيض الضريبي للاستثمار في البلاد لمدة عام إضافي. وسيرتفع عدد المشاريع على مستوى المرافق جراء ارتفاع طلب الشركات على اتفاقيات شراء الطاقة، مدفوعة إلى حد كبير بانخفاض التكاليف.
ومن المتوقع أن تضيف أوروبا 49.1 جيجاواط من الطاقة الشمسية الجديدة في 2021/2022، وذلك بفضل المزادات الأخيرة التي شهدتها ألمانيا وفرنسا وبولندا وتركيا، بالإضافة إلى اتفاقيات شراء الطاقة الخاصة بالشركات الإسبانية.
فيما تعتزم الصين إضافة 110.5 جيجاواط من السعة الشمسية الجديدة في عام 2021/2022، تزامنًا مع إقرار حزمة تبلغ نحو 40 جيجاواط من المشاريع الخالية من الدعم بموجب عقود مدتها 20 عامًا، على الرغم من إلغاء الإعانات مؤخرًا لمشاريع الطاقة الكهروضوئية التجارية / الصناعية على نطاق المحطات. ومن المتوقع أيضًا أن يستمر دعم الطاقة الشمسية السكنية، مما يحافظ على الاتجاه التصاعدي في المنشآت الكهروضوئية الأصغر.
وفي الوقت نفسه، تسعى أمريكا اللاتينية إلى إضافة 21 جيجاواط من السعة الشمسية الجديدة لعام 2021/2022، مع توقع نمو سريع للطاقة الشمسية في البرازيل وتشيلي. وسيؤدي مخطط القياس الصافي في البرازيل إلى توسع سريع في مشاريع الطاقة الكهروضوئية الموزعة، بينما يتوقع سوق المرافق العامة في تشيلي مستويات عالية من الزخم المدفوع بالمزادات السابقة. ومن المتوقع أن يؤدي إلغاء مزادات شهادات الطاقة النظيفة إلى إعاقة التطورات الجديدة في المكسيك، لكن العديد من المشاريع الجارية بالفعل على نطاق المرافق ستصبح جاهزة للعمل في 2021/2022 قبل دخول أي لوائح جديدة حيز التنفيذ.
وشهدت أستراليا فائضا في المعروض من شهادات الطاقة النظيفة في عام 2020 مما أعاق الربحية على مستوى نطاق المرافق العامة. ومن المرجح أن تعيد اتفاقيات شراء الطاقة الخاصة بالشركات الثقة التجارية على نحو قد يؤدي إلى إضافة 9 جيجاوات من الطاقة الشمسية الإضافية لعام 2021/2022. وعلى مستوى السياسات الحكومية، تتجه بعض الولايات الهندية إلى تحفيز نمو المنشآت الكهروضوئية من خلال دعم التوسع في مرافق تخزين الطاقة بالبطاريات.
كما تضاعفت إضافات الطاقة الشمسية في الهند ثلاث مرات في عام 2021 مقارنة بعام 2020 مع دخول العديد من مشاريع المرافق إلى الخدمة مؤخرًا. وأرست الحكومة عقودًا جديدة في مجال الطاقة الشمسية بسعة 27 جيجاواط خلال عام 2020 عبر المزادات، مما يضمن استمرار نمو المنشآت الكهروضوئية هذا العام والعام المقبل كذلك. ومع ذلك، لا يزال التنافر التنظيمي بين الولايات الهندية يقيد توسع الأنظمة الكهروضوئي الموزعة على الأسطح. وبشكل عام، تتوقع الهند إضافة 26.1 جيجاواط من الطاقة الشمسية الجديدة في 2021/2022.
لكن يبقى أن السياسات الحكومية تظل محورية لازدهار سوق الطاقة الشمسية، ويمكن أن يكون عام 2021 عامًا بارزًا لسياسات الطاقة المتجددة على مستوى العالم.
صناع السياسات ينجذبون إلى الطاقة الشمسية
بفضل إمكاناتها غير المحدودة، حجزت الطاقة الشمسية مكاناً دائماً لها في الوعي العام خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (COP26)، الذي عُقد في جلاسكو بالمملكة المتحدة خلال شهر نوفمبر بحضور قادة العالم، ووصف بأنه فرصة أخيرة لتجنب الانهيار البيئي على مدى العقود المقبلة.
وجاء انعقاد المؤتمر في توقيت حاسم لكون الخطط التي وضعت قبل مؤتمر كوب-16 لخفض انبعاثات الكربون العالمية تقل بنسبة 60٪ عن الأهداف اللازمة لتحقيق صافي الصفر، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.[9] وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن هناك حاجة ملحة لضخ 4 تريليونات دولار أمريكي في صورة استثمارات إضافية لتحويل مفهوم صافي الصفر من حلم بعيد المنال إلى حقيقة ملموسة. وسيتطلب ذلك تحولًا كبيرًا في سياسات الاستثمار في القطاع العام، فقبل انعقاد مؤتمر كوب26، كان نصيب الفرد الواحد في دعم صناعات الوقود الأحفوري يبلغ 1.05 دولار أمريكي مقابل دولار أمريكي للفرد للطاقة النظيفة في حزم التعافي من جائحة كوفيد-19 في الـ 20 بلدًا.[10]
ومع مغادرة قادة الدول للمؤتمر وترك المزيد من الاتفاقات للمفاوضين، كان من الواضح أن الطاقة الشمسية ستلعب دورًا محوريًا في التحول العالمي إلى الطاقة النظيفة. وتسعى وكالة الطاقة الشمسية في أوروبا بالفعل إلى تحقيق هدف الطاقة المتجددة في الاتحاد الأوروبي بنسبة 45٪ بحلول عام 2030، وتقول إنه يوفر المسار الأكثر فعالية من حيث التكلفة للحفاظ على حد 1.5 درجة مئوية المحدد في اتفاقية باريس، ويضع القارة على المسار الصحيح نحو تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050.[11].
وترى والبورغا هيميتسبرجر، الرئيس التنفيذي لوكالة الطاقة الشمسية في أوروبا، أن
“زيادة طموح الاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة المتجددة أمر ممكن وسيحمي المستهلكين من ارتفاع أسعار الطاقة مع تحفيز نمو صناعة الطاقة الشمسية المحلية“.
وأشارت إلى أن “الطاقة الشمسية ستظل أداة حاسمة في مواجهة تغير المناخ كونها تسهم في منع أكثر من 90٪ من انبعاثات الكربون مقارنة بالغاز أو الفحم، فضلا عن أنها توفر معظم فرص العمل بمعدل يفوق أي تكنولوجيا أخرى لتوليد الطاقة“.
وأطلقت الهند والمملكة المتحدة أيضًا مشروعًا لإنشاء شبكة شمسية تربط البلدان حول العالم،[12] فيما يسمى بمبادرة الشبكات الخضراء، والتي تستهدف نقل الطاقة الشمسية من بلد إلى آخر مع شروق الشمس وغروبها، مما يوفر الطاقة الخضراء على مدار الساعة، حتى في الليل. ويسعى الجانبان حاليًا للحصول على تمويل يبلغ حوالي 10 مليارات دولار أمريكي لبدء المشروع، على الرغم من أنه من غير المرجح أن تبدأ العمليات قبل عام واحد على الأقل.
وكانت الهند غائبة عن اتفاق رئيسي آخر، تعهدت فيه أكثر من 40 دولة بالتخلص التدريجي من استخدام الطاقة القائمة على الفحم بالكامل وإعادة التركيز على مصادر الطاقة المتجددة بدلا من ذلك،[13] حيث تعهدت كندا وبولندا وكوريا الجنوبية وأوكرانيا وإندونيسيا وفيتنام بالتوقف عن استخدام الفحم لتوليد الكهرباء بحلول ثلاثينيات وأربعينيات القرن الواحد العشرين. وإلى جانب الهند، رفضت العديد من الاقتصادات الأخرى المعتمدة على الفحم التوقيع على الاتفاق، بما فيها الصين وأستراليا والولايات المتحدة، لكن دعاة حماية البيئة تعهدوا بمواصلة الضغط على الدول الرافضة.
كما تم الكشف خلال المؤتمر عن منحة دولية بقيمة 8.5 مليار دولار أمريكي لمساعدة جنوب إفريقيا – التي تعد حاليًا واحدة من أكبر الدول المعتمدة على الفحم في العالم – على تعزيز مصادر الطاقة المتجددة والتوقف عن حرق الوقود الأحفوري.[14] وتستهدف المنحة بناء ستة مجمعات للطاقة الشمسية بقدرة 75 ميجاوات في توكولوغو، وفي منطقة ليجويليبوتسوا التابعة لمقاطعة فري ستيت،
ومن المتوقع أن يتبع ذلك المزيد من المبادرات مع تزايد الثقة في الجدوى التجارية للطاقة الشمسية. ومع استمرار انخفاض تكلفة الطاقة المتجددة، تنضم الطاقة الشمسية إلى الرياح باعتبارهما أرخص مصدريّن للكهرباء في العديد من الأسواق.
كما شهدت أسعار الطاقة الشمسية انخفاضًا بمتوسط 0.057 دولار أمريكي لكل كيلوواط ساعة في عام 2020، مقارنة بـ 0.381 دولار أمريكي لكل كيلوواط ساعة قبل نحو عشر سنوات.[15] فيما سجلت الطاقة الكهرومائية (0.044 دولار أمريكي لكل كيلوواط ساعة) والرياح البرية (0.039 دولار أمريكي لكل كيلوواط ساعة) أدنى سعر بين مصادر الطاقة المتجددة في عام 2020.
وترى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA) أنه من أجل تحقيق أهداف المناخ لعام 2050، يجب أن تصل سعة الطاقة الشمسية بحلول ذلك التاريخ إلى 15000 جيجاواط على مستوى العالم. وما من شك في أن هذه المهمة الهائلة تتطلب تسخير الرؤى والمهارات إلى جانب القدرة الشرائية للقطاع الخاص.
في طليعة التحول إلى الطاقة الخضراء
في عبداللطيف جميل، نلتزم بلعب دورنا المعهود في جهود تحول الطاقة من خلال ذراعنا الرائد في مجال الطاقة المتجددة، فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة (FRV)، وهي جزء من عبداللطيف جميل للطاقة.
فمن خلال تواجدها في خمس قارات، طورت فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة أكثر من 50 محطة للطاقة المتجددة ولديها محفظة مشاريع تعمل بسعة تزيد عن 2.5 جيجاوات في العديد من أسواق الطاقة الشمسية العالمية، بما فيها أستراليا والشرق الأوسط والهند وأفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية.
تُعد أستراليا من أكثر الأسواق التي تنشط فيها فوتواتيو، حيث قامت، في ديسمبر 2020، بتأمين التمويل لمزرعة ميتز للطاقة الشمسية بقوة 150 ميجاوات في نيو ساوث ويلز، والتي يُتوقع أن تزود حوالي 40 ألف منزل بالكهرباء. كما حصلت على الموافقة التنظيمية لإنشاء مزرعة “والا والا” (Walla Walla) للطاقة الشمسية بقدرة 300 ميجاوات في نيو ساوث ويلز لتزويد 90 ألف عقار محلي وتجاري إضافي بالكهرباء. تضيف هذه المخططات إلى سلسلة المشاريع الحالية لشركة فوتواتيو في أستراليا، وعلى رأسها محطة سيباستوبول وجونومبلا وموري (وجميعها في ولاية نيو ساوث ويلز)، ومحطة ليلفيل (كوينزلاند)، ومحطة وينتون (فيكتوريا)، بالإضافة إلى مشروع تخزين الطاقة الشمسية بالبطاريات في دالبي (كوينزلاند).
وفي الوقت نفسه، تواصل فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة توسيع حضورها أمريكا اللاتينية. ففي تشيلي، تدعم الشركة مشروعًا هجينًا للطاقة الشمسية والرياح لتزويد ما يقرب من 250,000 منزل بالطاقة النظيفة. وأكملت الشركة كذلك تطوير محطة الطاقة الشمسية الضخمة “لا جاسينتا” بقدرة 65 ميجاوات في سالتو بالأوروغواي. وفي المكسيك، طورت فوتواتيو مشروعان رئيسيان للطاقة الشمسية، وهما محطة بوتوسي للطاقة الشمسية في سان لويس دي بوتوسي، والتي بدأت عملياتها في عام 2019 وتولد 815,000 ميجاوات سنويًا؛ ومحطة بوتريرو (Potrero) في خاليسكو، والتي تزود 128,000 منزل بالكهرباء منذ عام 2020.
ولدى فوتواتيو أيضًا محفظة متنامية في جميع أنحاء أوروبا وأرمينيا والأردن، حيث توفر محطات الصفاوي والمفرق 1 وإمباير للطاقة الشمسية 435 مليون كيلوواط / ساعة من الكهرباء سنويًا، وتزود 65,500 منزلًا بالكهرباء في جميع أنحاء البلاد.
وتُعد فوتواتيو أيضًا في طليعة تقنيات البطاريات عالية التقنية، من خلال ذراعها المبتكر “فوتواتيو-اكس” (FRV-X).
تُسهم تقنية البطاريات بالفعل في تعظيم الاستفادة من إمكانات الطاقة المتجددة، مما يسرع رحلة الطاقة الشمسية إلى قمة جدول أعمال الطاقة. وقد أثبتت فوتواتيو التزامها بتبني أحدث حلول تخزين الطاقة من خلال مشروعين بارزين لتخزين الطاقة بالبطاريات في المملكة المتحدة بالشراكة مع هارموني انيرجي.
الأول، هو محطة تضم مجموعة بطاريات بحجم 15 ميجاوات في “هولز باي” (Holes Bay) بمقاطعة دورست، وترتبط بشبكة توزيع الطاقة الكهربائية الجنوبية، وقد بدأت العمل فعليًا في يوليو 2020. أما المشروع الثاني فهو محطة كونتيجو (Contego) الواقعة بالقرب من برجس هيل في غرب ساسكس، وتضم نظامًا مكونًا من 28 بطارية ليثيوم أيون تيسلا ميجاباك، وستخدم برنامج تسلا “أوتوبيدر” (Autobidder AI) الذي يتيح التحكم في الطاقة وتوزيعها في الوقت الفعلي. كما تم الإعلان مؤخرًا عن أحدث مشروع لشركة فوتواتيو في محطة “كلاي تاي” (Clay Tye) في إسكس، والتي تُضم أكبر نظام لتخزين الطاقة بالبطاريات في المملكة المتحدة.
ويقول دانيال ساغي فيلا ، الرئيس التنفيذي لشركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة: “فخورون بأن نكون في طليعة هذا التحول نحو الطاقة المتجددة، والمساهمة في صياغة رؤية جديدة لمشهد الطاقة في العالم، ونقل المهارات والمعرفة وأفضل الممارسات العالمية إلى المجتمعات التي نعمل فيها”
حان وقت تألق الطاقة الشمسية
مع استمرار تراكم الأدلة والبيانات حول الحاجة الملحة للعمل الآن من أجل تجنب كارثة مناخية وشيكة، ومع تزايد الآمال والطموحات – والتحذيرات التي أطلقتها قمة المناخ كوب26 ولا تزال تدق في آذاننا، فلا بد أن نعقد آمالنا على الطاقة الشمسية وأن نستفيد من نموها المتسارع، وقدرتها على تقديم مساهمة كبيرة في مستقبل خالٍ من الكربون.
وما من شك في أن الطاقة الشميبة بتكاليفها المنخفضة ومواردها المتزايدة باستمرار، يمكن أن تشكل لنا طوق نجاة، كونها أكثر الطرق فعالية في معركتنا في مواجهة تغير المناخ، وهي معركة يجب أن تبدأ اليوم وليس بعد ذلك.
يقول فادي جميل، نائب الرئيس ونائب رئيس مجلس إدارة عبداللطيف جميل: “في عالم سريع الاحترار، يمكن أن يساعدنا تسخير الطاقة النظيفة المجانية لشمسنا في وقف الوضع المتدهور للتنوع البيولوجي والمناخ لكوكبنا“
وأضاف: “في عبداللطيف جميل، نعمل في كل يوم وعبر كل صفقة نبرمها على إثبات قدرة القطاع الخاص على قيادة التحول نحو الطاقة الشمسية، وإلهام الحكومات والشركات في جميع أنحاء العالم لحماية بيئتنا للأجيال القادمة.”
[1] https://www.iea.org/reports/renewable-energy-market-update-2021/renewable-electricity
[2] https://ourworldindata.org/grapher/installed-solar-pv-capacity
[3] https://www.iea.org/reports/renewable-energy-market-update-2021/renewable-electricity
[4] https://www.iea.org/reports/renewable-energy-market-update-2021/renewable-electricity
[5] https://www.solarpowereurope.org/wp-content/uploads/2020/12/3520-SPE-EMO-2020-report-11-mr.pdf?cf_id=42694
[6] https://www.solarpowereurope.org/wp-content/uploads/2020/12/3520-SPE-EMO-2020-report-11-mr.pdf?cf_id=42694
[7] https://www.iea.org/reports/renewable-energy-market-update-2021/renewable-electricity
[8] https://www.solarpowereurope.org/wp-content/uploads/2020/12/3520-SPE-EMO-2020-report-11-mr.pdf?cf_id=42694
[9] https://www.iea.org/reports/world-energy-outlook-2021
[10] https://gwec.net/wp-content/uploads/2021/03/GWEC-Global-Wind-Report-2021.pdf
[11] https://www.solarpowereurope.org/post-cop26-the-eu-must-increase-its-renewable-energy-target-to-meet-the-paris-agreement-goal/
[12] https://www.independent.co.uk/news/india-scotland-glasgow-france-paris-b1948542.html
[13] https://www.theguardian.com/environment/2021/nov/03/more-than-40-countries-agree-to-phase-out-coal-fired-power
[14] https://www.pv-magazine.com/2021/11/02/south-africa-gets-8-5-billion-to-phase-out-coal-boost-renewables/
[15] https://www.irena.org/publications/2021/Jun/World-Energy-Transitions-Outlook