فرص واعدة مع كل شروق شمس
أعلنت فوتواتيو-اكس (FRV-X)، ذراع الابتكار لشركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة (FRV)، وهي جزء من شركة عبد اللطيف جميل للطاقة، مؤخراً عن استثمارها 10.6 مليون دولار أمريكي في شركة ايكوليجو (ecoligo)، وهي شركة ألمانية رائدة في مجال توفير “الطاقة الشمسية كخدمة”. تأسست شركة ايكوليجو عام 2016، وهي متخصصة في بناء مشاريع الطاقة الشمسية للعملاء من القطاعيّن التجاري والصناعي في الأسواق الناشئة، وتعمل حالياً في 11 دولة، بما فيها كينيا وغانا وكوستاريكا وفيتنام والفلبين وتشيلي.
تعتمد ايكوليجو في كل مشروع من مشاريعها على تمويل من مستثمرين أفراد عبر منصة استثمار جماعي مبتكرة، وسيُسهم الاستثمار الأخير من جانب فوتواتيو-كس (FRV-X) في تعزيز قدرة ايكوليجو على توفير الطاقة الشمسية لعدد أكبر من العملاء في الأسواق الناشئة، وتسريع خطط توسعها في تلك الأسواق. تحدثنا إلى مؤسسي ايكوليجو، مارتن بارت، الرئيس التنفيذي، وماركوس شوانينجر، المدير المالي، حول طبيعة عمل الشركة، ونموذج الاستثمار الجماعي، وطموحاتهم للمستقبل.
من أين أتت فكرة ايكوليجو؟
م.ب.: أنا مهندس كهربائي بالتدريب وأمضيت حياتي المهنية بأكملها في مجال الطاقة الشمسية في أدوار مختلفة من هندسة المنتجات إلى المبيعات وتطوير الأعمال. كنت أعمل على تطوير مشاريع هجينة للطاقة الشمسية / الديزل في شرق إفريقيا عندما قابلت ماركوس.
لاحظنا أن هناك طلباً متزايداً من الشركات المحلية على توليد الطاقة الشمسية، وأردنا أن نساهم بشيء ما من جانبنا، لكننا أدركنا أنه بغض النظر عن حجم الطلب أو مدى ذكاء التكنولوجيا، فإن المشكلة الأكبر كانت دائماً التمويل.
بعد عامين من محاولة إطلاق المشاريع باستخدام نماذج التمويل التقليدية، قررنا اتباع نهج مختلف تماماً من شأنه أن يمكننا من التغلب على مشكلة التمويل.
م.س: أنا متخصص بالأساس في هندسة الأعمال والتمويل. بدأت حياتي المهنية في كينيا، وهناك عملت في مشاريع الطاقة الشمسية للقطاعيّن التجاري والصناعي. وكانت مسؤلياتي تتضمن مساعدة شركات الطاقة المتجددة الألمانية على دخول السوق في كينيا وبعد ذلك في تنزانيا وغانا وميانمار، والعثور على شركاء، والتنسيق مع الجهات التنظيمية، وتدبير التمويل للمشاريع وما إلى ذلك. وكما يقول مارتن، كان التمويل دائماً أكبر مشكلة واجهتنا. كان مارتن منخرطاً في القطاع الخاص وكان يعمل لدى إحدى الشركات التي ساعدناها في دخول السوق، لذلك كان بيننا نوع من التوافق في جوانب عديدة، وكنا مهتمين بإيجاد طريقة مختلفة للقيام بأعمالنا الخاصة. تناقشنا كثيراً وبحثنا طرقاً مختلفة للتعامل مع السوق، وفي النهاية أصبح لدينا ايكوليجو.
كيف يمكن لنموذج التمويل الجماعي في ايكوليجو حل مشكلة التمويل؟
م.س: حجم المبيعات هو أحد الجوانب المهمة في نماذج التمويل المعتادة لمشاريع الطاقة الشمسية التي تستهدف القطاعيّن التجاري والصناعي. وقد كان هناك اهتمام قوي من جانب المقرضين والمستثمرين التقليديين، مثل بنوك التنمية وصناديق التقاعد المحلية وصناديق الأسهم الخاصة، لكن لم يكن بوسعهم توفير التمويل سوى للمشاريع التي تبلغ قيمتها على سبيل المثال 5 ملايين دولار أمريكي وما فوق، في حين أن الحجم المعتاد لمشاريع الطاقة الشمسية في القطاعيّن التجاري والصناعي يتراوح بين 500 ألف دولار ومليون دولار أمريكي. لذلك، أدركنا أننا بحاجة إلى التفكير بطريقة مختلفة.
أجرينا أنا ومارتن بعض المحادثات المبكرة حول نموذج الاستثمار الجماعي، لأننا اعتقدنا أنه قد يكون مجدياً لنا. أمضينا عاماً أو نحو ذلك في إجراء بعض الأبحاث في أوروبا حول كيفية عمل الاستثمار الجماعي، وأنواع المشاريع التي تم تمويلها، وطبيعة المستثمرين، والإطار التنظيمي وما إلى ذلك.
كان استنتاجنا هو أن هناك بالتأكيد شهية للتمويل الجماعي لمشاريع الطاقة المتجددة في أوروبا، وعندها تسائلنا لماذا لا يحدث هذا في الأسواق الناشئة؟ كان الاختلاف الكبير هو المخاطرة المتوقعة، لكننا اعتقدنا أن بإمكاننا التغلب على ذلك من خلال خبرتنا والثقة التي بنيناها في الصناعة وفي تلك الأسواق.
م.ب.: ما يجعل نموذجنا فريداً من نوعه هو أننا نسيطر على جانبي العمل: نقوم بتأمين رأس المال من المستثمرين، ونمتلك أيضاً مشروعات الطاقة الشمسية ونديرها. وهذا يمكننا من التوسع بسرعة، خاصة عندما يكون لدينا إمكانية الوصول إلى التمويل وإلى المشاريع. يمكننا التأكد من أنه كلما كان هناك مشروع جديد، سنحصل على التمويل الصحيح قبل أن نبدأ العمل، ومن ثم يمكننا التحرك بسرعة عالية في التنفيذ.
ما مدى الصعوبات التي واجهتموها في جذب المستثمرين للاستثمار في مشاريعكم الأولى؟
م.ب.: في البداية كانت الصعوبة تكمن في العثور على عملاء القطاعيّن التجاري والصناعي الذين يرغبون في تدبير احتياجاتهم من الكهرباء من محطة للطاقة الشمسية. قبل خمس أو ست سنوات عندما كنا نتحدث إلى عملائنا الأوائل، كانت تكلفة بناء نظام لتوليد الطاقة الشمسية لا تزال أعلى بكثير مما هي عليه اليوم، كما كان سجل انجازاتنا لا يزال محدوداً. لم تكن مشاريع الطاقة الشمسية للقطاعيّن التجاري والصناعي في الأسواق الناشئة معروفة بعد، لذلك لم تكن هناك أي مراجع أخرى يمكننا استخدامها كنموذج استرشادي. كان الأمر يتعلق حقاً بإقناع العملاء وبناء الثقة في التكنولوجيا لنبرهن لهم أنهم إذا أبرموا اتفاقية لشراء الطاقة لمدة 20 عاماً، فلن يكون هناك خطر عليهم من منظور تقني.
م.س: من ناحية جمع التمويل، كان الأمر أسهل مما توقعنا، إلى حد أن أول مشروع عرضناه على منصة التمويل الجماعي تم تمويله في أربعة أيام فقط، فيما اكتمل تمويل المشروعين التاليين في 10 و 7 أيام على التوالي. وهكذا سارت الأمور بسرعة فائقة. ولم يكن هؤلاء المستثمرون من “الأصدقاء والعائلة وعديمي الخبرة” كالمعتاد – فقد نجحنا في جذب مجموعة متنوعة من المستثمرين إلى المنصة. في الواقع، لم يسبق وأن التقينا أياً منهم من قبل، وربما أنهم سمعوا عن مشروعنا من خلال قراءة مقال في صحيفة أو مجلة وأرادوا المشاركة فيما نفعله.
ما هو الحجم النموذجي للاستثمار الجماعي؟
م.س: في الواقع لا يوجد حجم نموذجي، ولكن هناك ثلاث فئات من المستثمرين: الفئة الأولى هي فئة الشباب، أو الجيل الرقمي، وهم يركزون على تنويع المخاطر والاستثمار بمبالغ صغيرة في العديد من المشاريع. وقد يكونون نشيطين أيضاً على منصات الاستثمار الجماعي الأخرى. الفئة الثانية هي المستثمرون المؤثرون، الذين يختارون مشروعاً معيناً يجذب اهتمامهم ويستثمرون فيه مبلغاً كبيراً، ربما حوالي 10,000 يورو. ومن ثم هناك مجموعة متنوعة من المستثمرين الذين يستثمرون ما بين 1000 يورو و 5000 يورو عبر عدد قليل من المشاريع المختلفة.
هل جميع المستثمرين من ألمانيا؟
م.س: للأسف، اللوائح والانظمة لا تجيز لنا طرح المشاريع سوى للمستثمرين في ألمانيا، لذلك يأتي غالبية المستثمرين من ألمانيا، وهذا هو أيضا السبب في عدم توفر المعلومات الاستثمارية بأي لغة خلاف اللغة الألمانية.
ما هو الترتيب الذي تسير به الأمور – بمعنى هل تبدأون بجذب الاستثمارات أولاً ثم التفكير بعد ذلك في مشروع مناسب، أم أنكم تحددون المشروع أولاً ثم تسعون لتأمين التمويل له؟
م.ب.: دائماً ما تكون البداية بتحديد بالمشاريع. ولإيجاد مشروع مناسب، نتبع نهج التعامل مع الشركات وليس الأفراد. وهذا يقتضي منا أن يكون لدينا شركة فرعية محلية ومديرون إقليميون في جميع الأسواق التي نتواجد بها، مع التركيز على تواجد فرق مبيعات أكبر في الأسواق التي نعمل فيها لفترة أطول، حيث يتم تكليفهم بإيجاد العملاء المحتملين من خلال زيارة المجمعات الصناعية، ومجمعات الأعمال، والمراكز الزراعية؛ والتواصل مع الفنادق والمصانع والمنتجعات، وهلم جرا، ويشرحون لهم فحوى عرضنا، ويقولون لهم تحديداً، “يمكننا بناء محطة للطاقة الشمسية، ونبرم معكم اتفاقاً لشراء الطاقة، وهذا من شأنه أن يقلل من تكاليف الطاقة لديكم ويحد أيضاً من انبعاثات الكربون – دون أن يكون مطلوباً منكم القيام بأي استثمار. فهل أنتم مهتمون بهذا العرض؟” ومن ثم نعمل معهم لتقييم موقعهم، وحساب احتياجاتهم من الطاقة، وصياغة اتفاق محدد يمكنهم الدخول فيه. نحن نجتذب حوالي 50% من مشاريعنا بهذه الطريقة.
أما نسبة الـ 50% المتبقية فتأتي من خلال شركائنا الموثوق بهم في مجال الهندسة والمشتريات والبناء، وهم يملكون فرقاً وشبكات خاصة بهم في هذه الأسواق. وقد يكون لديهم عميل على استعداد لبناء محطة للطاقة الشمسية ولكن لا يمكنه الحصول على تمويل، وعندها يعرضون المشروع علينا لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا المساعدة في جانب التمويل.
وعندما ننتهي من توقيع العقد مع العميل، فإننا نشرع في عرض المشروع على المنصة كفرصة استثمارية. وهكذا نبدأ بتنفيذ المشروع بمجرد حصولنا على التمويل الكافي من مستثمرينا – والذي لا يستغرق عادةً وقتاً طويلاً. كان هذا يستغرق ما بين ستة وتسعة أشهر، لكنه تباطئ خلال العام أو العامين الماضيين بسبب أزمات سلسلة التوريد على مستوى العالم.
هل هناك صناعات أو أنواع معينة من الأعمال أكثر ملاءمة لنهج ايكوليجو؟
م.ب.: هذا يعتمد على السوق. في بعض الأسواق، تعكس قاعدة عملائنا الصناعات السائدة في تلك السوق. لذلك، في كوستاريكا، على سبيل المثال، الكثير من عملائنا يعملون في قطاع الضيافة، أي النزل والفنادق وهلم جرا، بينما في فيتنام، يعمل معظم عملائنا في قطاع الصناعات التحويلية.
لا أعتقد أن هناك أي توجه عام نحو قطاعات صناعية محددة. والأهم من ذلك أن الشركات بشكل عام تدرك بشكل متزايد أنه لا يمكنها فقط تقليل تكاليف الطاقة من خلال تقنياتنا، ولكنها ستُسهم أيضاً في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وستحصل كذلك على ميزة تنافسية. لنفرض مثلا أن أحد مصنعي المنسوجات في فيتنام يرغب في أن يكون مورداً لكبرى العلامات التجارية مثل “نايكي” أو “أديداس” أو أي شركة أخرى، ففي هذه الحالة سيكون عليه الامتثال لمعايير الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات المعمول بها لدى تلك الشركات – وبالطبع يمكن لمحطة الطاقة الشمسية أن تساعده في ذلك.
ما هو برأيك الدافع الأكبر الذي يحفز عملاء القطاعيّن التجاري والصناعي للتحول إلى الطاقة الشمسية – هل هو خفض التكاليف أم التخلص من ضغوط سلسلة التوريد؟
م.ب.: أعتقد أن الحافز يكمن في كلا السببين. قبل أربع أو خمس سنوات، كان الدافع مقتصراً على خفض التكاليف. وقد لاحظنا ذلك خلال تفاوضنا مع العملاء، حيث كان التركيز دائماً على السعر. ولكن الآن هناك الكثير من الوعي حول مقدار انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يمكنهم تجنبها، وحجم البيانات التي يمكنهم الاعتماد عليها وتقديمها إلى عملائهم وأصحاب المصلحة.
لقد ذكرت أن “نقطة التوازن” لحجم مشروعاتكم تتراوح بين 500,000 يورو ومليون يورو. فهل كان هذا هو الحال دائماً؟
م.س: في بداياتنا الأولى، ركزنا بشكل متعمد على المشاريع الأصغر حجماً حتى نتمكن من تمويلها بسرعة أكبر، عادة ما بين 100 كيلوواط و 200 كيلوواط، بمتوسط مبيعات يبلغ 100,000 يورو. أصبح هذا الحجم أكبر بكثير في الوقت الراهن، حوالي 600 كيلوواط في المتوسط، أي ما يُعادل 500,000 يورو، وهكذا نجحنا في زيادة حجم مشروعاتنا بشكل كبير. ونعتقد أن هذا الاتجاه الصعودي سيستمر وسيصل قريباً إلى 1 ميجاوات في المتوسط، ليصبح حجم الاستثمار حوالي 750,000 يورو.
م.ب.: الآن لدينا سجل حافل وسنوات عديدة من الخبرة التي نرتكز عليها، هذا إلى جانب أننا الآن أصبحنا أكثر قدرة على كسب ثقة عملاء أكبر حجماً لبناء مشاريع أكبر لهم.
قبل أربع أو خمس سنوات، كان من الصعب جداً إقناع العميل بالموافقة لنا على بناء محطة لانتاج 1 ميجاوات أو 2 ميجاوات عندما كان نطاق مشاريعنا السابقة لا يتجاوز 10 كيلوواط أو 20 كيلوواط. لكن سجل انجازاتنا الحالي يضعنا في موقف أقوى بكثير، سيما وأننا قمنا بتوقيع عقود لأكثر من 200 مشروع، أكبرها بسعة 6 ميجاوات.
أرى أن تركيزكم لا يزال منصباً حتى الآن على الأسواق الناشئة في الجنوب العالمي، فهل هذا لأن هذه الأسواق هي الأكثر احتياجاً للطاقة؟
م.س: نعم، هذا هو المكان الذي يبرز فيه تفرد نموذج أعمالنا. هناك فجوة تمويلية لمشاريع الطاقة الشمسية للقطاعيّن التجاري والصناعي في هذه الأسواق التي لا يمكن لقطاع التمويل المحلي سدها. أو على الأقل، لا يمكنه تقديم عروض مجدية من الناحية المالية. صحيح أنه يمكنك الحصول على قروض من البنوك، ولكن سعر الفائدة سيكون مرتفعا جدا وستكون الشروط مقيدة بحيث تجعل المشروع غير قابل للاستمرار. لكن في نموذجنا، نقوم بتأمين التمويل من أوروبا حيث تكون تكلفة رأس المال جذابة، ثم نضخه في الأسواق الناشئة حيث تكون تكلفة رأس المال مرتفعة.
ثمة عامل آخر يدفعنا إلى التوجه نحو الجنوب العالمي، وهو القدرة على إحداث تأثير أكبر في تلك الأسواق. وهناك الكثير من الشركات التي تقوم بهذا النوع من الأعمال في أوروبا، على سبيل المثال، ولكن لا أحد يفعل ذلك في الأسواق الناشئة. وبرأيي أن الأسواق الناشئة هي بالضبط المكان الذي يحتاج منا تركيز أكبر على مصادر الطاقة المتجددة، وإلا فإن كل محطة طاقة جديدة يتم بناؤها في تلك الأسواق سيتم تشغيلها بالوقود الأحفوري.
م.ب: عادة ما تكون الرسوم الحكومية المفروضة على عملاء القطاعيّن التجاري والصناعي في تلك الأسواق مرتفعة أيضاً، خاصة بالمقارنة مع الاتحاد الأوروبي، إلى حد أن الشركات العاملة في الأسواق الناشئة عادة ما تدفع حوالي ضعفين إلى خمسة أضعاف ما تدفعه الشركة الأوروبية مقابل الحصول على الطاقة. وهذا يعني أن مشاريع ايكوليجو في قطاع الطاقة الشمسية سيكون لها تأثير تجاري أكبر بكثير على الشركات في تلك الأسواق من خلال تمكينها من خفض تكاليفها، إلى جانب توفير المزيد من فرص العمل محلياً.
أخيراً وليس آخراً، تتميز هذه الأسواق بكمية وافرة من أشعة الشمس، وبالتالي فإن نفس القدرة المركبة ستوفر طاقة أكثر بحوالي 50% إلى 100% – اعتماداً على الموقع – مما يمكنها انتاجه في شمال أوروبا على سبيل المثال، لمجرد أن الشمس أكثر سطوعاً. وهذا يعني أيضاً أنه بنفس قيمة الاستثمار، يمكننا تجنب ما يُعادل 50% إلى 100% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في أوروبا، وهذا في المقابل أتاح لنا إحداث تأثير أسرع بكثير مما لو كنا نبني بنفس المبلغ محطة للطاقة الشمسية في ألمانيا، على سبيل المثال.
عندما تشرعون في بناء مشروع جديد، هل تجلبون فريقكم الخاص أم تستعينون بشركاء محليين؟
م.ب.: نعمل دائماً مع شركاء محليين وهذه فلسفة أساسية في نموذج أعمالنا، لم يسبق وأن أحضرنا فريقاً من ألمانيا أو أوروبا. ونحن على يقين أن هناك ما يكفي من المواهب والخبرات في تلك الأسواق. وهذا إلى جانب أن كل شريك لا بد وأن يخضع لعملية تأهيل للتأكد من مدى استيعابه لمتطلباتنا من حيث الجودة والصحة والسلامة والتوثيق وما إلى ذلك. في بعض الأحيان نتلقى طلبات من شركات محلية تعمل في مجال تركيب ألواح الطاقة الشمسية، لكننا نضطر إلى استبعادها لافتقارها إلى المهارات أو القدرات اللازمة، لكننا في نفس الوقت نقدم لهم أيضاً التوجيه والدعم حول كيفية تحسين قدراتها إلى مستوى قد يؤهلها للعمل معنا في المستقبل.
لقد قطعت ايكوليجو شوطا طويلا في السنوات الخمس أو الست الماضية، فكيف سيساعدكم استثمار فوتواتيو-اكس (FRV-X) في تعظيم النجاح الذي حققتموه حتى الآن؟
م.ب.: أعتقد أن الجانب الأهم لهذا الاستثمار يكمن في أنه يتيح لنا التوسع بشكل أسرع وتسريع جهودنا في دفع التحول العالمي للطاقة. نحن نوظف التمويل بعدة طرق، وإحدى هذه الطرق هي توسيع قاعدة مندوبي المبيعات في الأسواق التي نتواجد فيها بالفعل، وكذلك لدخول أسواق جديدة. وتتمثل الأولوية الثانية في الاستثمار في التكنولوجيا التي تسمح لنا بالتوسع والتعامل مع مئات المشاريع التي نخطط لتنفيذها على مدى السنوات القليلة المقبلة، وأتمتة العمليات ورقمنتها وجعل تأثير الاستثمارات أكثر واقعية وأكثر جاذبية لمستثمرينا الأفراد، الذين نسعى لتزويدهم ببيانات واقعية عن التأثير الذي أحدثته استثماراتهم من حيث الانبعاثات التي تم تجنبها وفرص العمل التي تم توفيرها. والأهم، أننا نريد أن نشجعهم على دعوة أصدقائهم وعائلاتهم للاستثمار. ولا شيء يمكنه مساعدتنا في تحقيق ذلك أكثر من التكنولوجيا.
ما مدى أهمية الدخول في شراكات مع الشركات المستثمرة التي لا توفر التمويل للشركة فحسب، بل تتشارك أيضاً مع ايكوليجو ذات الرؤية والقيم؟
م.س: لا شك في أنه جانب مهم جداً، ولهذا السبب قررنا قبول الاستثمار المقدم من فوتواتيو-اكس (FRV-X). كانت لدينا عروض من مستثمرين آخرين أيضاً، لكننا شعرنا أن فوتواتيو-اكس هي الأنسب لنموذج عملنا، وهذا لأنها تفي بالشرطيّن الأساسيين اللذان يشكلان معيار اختيارنا للمستثمرين، أولهما أن يكون المستثمر متوافقاً مع رؤيتنا ورسالتنا، والشرط الثاني أن يكون قادراً على توفير أكثر من مجرد رأس المال، وهذا يشمل الخبرات والأفكار الضرورية لتطوير أعمالنا. ولأننا نسعى لأن نكون شركة عالمية رائدة في مجالها، فقد كان من المهم أيضاً أن نجتذب شريكاً له حضور عالمي قوي ويمكنه مساعدتنا في نقل ايكوليجو إلى أسواق جديدة حول العالم. وقد وجدنا كل هذا وأكثر مع فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة (FRV) وفوتواتيو-اكس (FRV-X)
م.ب.: أخيراً وليس آخراً، كنا نبحث عن شريك يفكر بنفس طريقتنا. وقد رأينا أن فوتواتيو-اكس هي الشريك الأكثر توافقاً مع طريقتنا في التفكير. لقد لمسنا ثقافتهم وطريقة تفكيرهم في كل المستويات، بداية من الرئيس التنفيذي إلى المهندسين، ورأينا أنهم متوافقون تماماً معنا في طريقة قيامنا بأعمالنا وتعاملنا مع فريقنا. هذا أمر بالغ الأهمية لأن الاستثمار يشبه الزواج تقريباً – ونحن حريصون على أن يكون طويلاً وسعيداً!
إذن ما هي الخطوة التالية لـ ايكوليجو؟ هل الأمر كله يتعلق بالتوسع والدخول في أسواق جديدة أم أن لديكم خططاً أبعد من ذلك؟
م.ب.: من حيث محطات الطاقة الشمسية، فتركيزنا منصبٌ على التوسع، وربما دخول سوق أو سوقيّن جديديّن، وتعزيز تواجدنا في الأسواق الحالية. وسنراقب أيضاً عن كثب تطور التقنيات الجديدة، مثل تخزين الطاقة بالبطاريات، لنرى كيف يمكن أن تعود بالنفع على مشاريعنا.
م.س: وفيما يخص الاستثمار المؤثر، فنحن نسعى أولاً وقبل كل شيء إلى تحسين تجربة المستخدم بشكل كبير على منصتنا، وهذا يأتي على رأس أولوياتنا حالياً. ولذلك سنعمل على إتاحة المزيد من البيانات وجعلها أكثر جاذبية، ليتسنى لنا تقديم قصة أكثر تأثيراً عن كل مشروع من مشاريعنا والفوائد التي يحققها. كما أن وفرة البيانات ستتيح للمستثمرين صورة أكثر عمقاً عن مشاريعنا، وبالتالي معرفة الأثر الإيجابي الذي يصنعونه باستثماراتهم. نتتطلع أيضاً إلى استكشاف بعض المنتجات المالية الجديدة، وهذا لأن الأشخاص المختلفين عادةً ما يبحثون عن أشياء مختلفة، ولكي نتمكن كذلك من تقديم مجموعة متنوعة من المنتجات المالية لكل مستثمر محتمل يزور موقعنا الإلكتروني.