يتولى البروفيسور جيفري رافيل، رئيس كلية التاريخ بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) والدكتورة سوزان مركوت، المهندسة البيئية والمحاضرة في معمل D بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، قيادة مشروع لتطوير مجموعة أدوات اختبار بسيطة منخفضة التكاليف لاختبار وجود الإشريكية القولونية في مياه الشرب. إن التركيز الأولى منصب على المجتمعات في نيبال، مع هدف متوسط الأمد للتوزيع في أسواق أخرى.

 أجرت “فتح الآفاق” حوارًا مع البروفسورجيرفي (ج) وسوزان (سو) عن هذا المشروع وما يهدف إليه.

س. ما عنوان مشروعك البحثي؟

ج: يُسمى هذا المشروع تصنيع وتسويق مجموعة أدوات اختبار وجود الإشريكية القولونية للارتقاء بمياه شرب من مدارة بأمان وتحسين الصحة العامة في نيبال.

سوزان ماركوت مهندسة مياه/ مياه صرف وتشرف على جيل من طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ممن يعملون بابتكاراتهم على تقاطع مسائل المياه والصرف الحصي وحلول النظافة الشخصية في البليون الأكثر فقرًا.

ما المشكلة التي تسعى إلى حلها؟

سو: لتوفير قدر المعلومات حول سياق عملنا، نشير بداية إلى أحد أهداف الأمم المتحدة الإنمائية للألفية كان يرتكز بالأساس حول الوصول إلى مياه “محسنة”.

لذا فإنه لمن المهم فهم أن مصطلح مياه “محسنة” إنما يشير إلى البنية التحتية التي توصل المياه – مثل توصيلات المنازل والمواسير العامة وبئر ارتوازية أو نبع محمي – وليس جودة المياه أو أمنها. لذا نجد في الهند مثلاً أن هناك إمداد مياه على امتداد خمسة ساعات يوميًا لكن لا يعني أنها مياه آمنة للشرب. فالسبيل الوحيد لتحديد أمان المياه ومناسبتها للشرب هو اختبارها.

لذا فإن أهداف الأمم المتحدة الإنمائية المستدامة جعلت هذا الطموح خطوة إضافية ووضعت هدف تحسين الوصول إلى “مياه شرب مدارة بأمان” بحلول العام 2030.

إن أحد المعايير التي تحكم على أمان المياه للشرب هو اختبار وجود الإشريكية القولونية فيها.

وهنا يبرز دور مشروعنا الرامي إلى إنتاج وتوزيع معدات اختبار بسيطة يسيرة التكلفة للكشف عن وجود الإشريكية القولونية وذلك على مستوى العالم.

صحيح أنه يوجد بالفعل معدات وأدوات أخرى لتنفيذ مهمة مماثلة لكن ثمة أسباب مختلفة تجعلها ليست بالضرورة مناسبة لكل المواقف مثل المواضيع البعيدة التي لا يتوافر فيها بالضرورة معدات اختبار عالية الجودة أو مواضع نائية لا تبلغها الكهرباء. وتشمل هذه الأسباب كذلك إمكانية حمل المعدات ومستوى تعقيدها وتكاليفها وسهولة استخدامها وما إلى ذلك.

لذا جاء تصميم مجموعة أدواتنا لتتغلب على هذه التحديات وذلك بكونها محمولة منخفضة التكاليف إذا يكلف الاختبار أقل من 1 دولار، فضلاً عن سهولة الاستخدام ودقتها العالية.

 

جيفري رافيل بروفيسور ورئيس قسم التاريخ بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)

س. بعبارات بسيطة، هل يمكنكم شرح الحل الذي تعرضونه، وكيفية عمله؟

سو: تؤدي مجموعة أدوات الاختبار هذه وظيفتي اختبار. أولهما هو اختبار بسيط لوجود الإشريكية القولونية أو عدم وجودها. فهي ببساطة تُخبرنا ما إذا كانت المياه تحتوي على الإشريكية القولونية أم لا. أما العنصر الثاني فهو اختبار كمي يقدم إلينا مزيدًا من المعلومات حول طبيعة أي تلوث بالمياه.

ج: إن الجزء الابتكاري بحق في مجموعة أدواتنا هو حزام الجسم الحاضن. فما أن يُمزج الماء بالاختبار فإنه يجري الاحتفاظ بالقوارير في حزام جسم حاضن خاص يرتديه المستخدم لمدة 24 ساعة. ويوفر جسد المستخدم الحرارة اللازمة المطلوبة لعملية الاختبار الكيميائية. أما ذلك فيعني ببساطة عدم الحاجة لمصدر طاقة خارجي لاختبار سلامة المياه وأمنها. لذا يمكن اختبار المياه في أي مكان حرفيًا.

سو: هذا صحيح. الاختبارات ذاتها ليست بجديدة. إنما الابتكار يتمثل في الجمع بين هذه العناصر الموجودة بالفعل في مجموعة أدوات اختبار قابلة للارتداء منخفضة التكاليف ومن ثم توزيعها توزيعًا حيويًا على الأقاليم في نيبال حيث يمثل أمن المياه مسألة ذات أولوية قصوى.

س. ما هي أولوياتكم في الاثنى عشر شهرًا القادمة؟

ج: يُدعى مشروعنا “تصنيع وتسويق أدوات اختبار الإشريكية القولونية في نيبال، لذا فإن الجزء الرئيسي فيه يتمثل في كيفية تصنيع هذه الأدوات ثم خفض السعر ليكون دولار واحد للاختبار.

أما الجزء الثاني فيتمثل في الوصول لاستراتيجية تسويق بتحديد أي المجتمعات لنستهدفها وما نوع التغليف والتقديم والطرح وهكذا. فسوق مجموعات الأدوات هذه يتراوح بين المستهلكين الفرديين وحتى المجموعات الخاصة والمنظمات غير الحكومية والكيانات الحكومية. لذا فإننا بحاجة للتفكير في هذه المكونات والأقسام المختلفة واحتياجاتهم المختلفة بوصف ذلك جزءًا من استراتيجية التسويق.

س. هل تستهدف مجموعة أدواتكم الأفراد أم على مستوى القرية والمجتمع؟

سو: هدفنا أن يستخدم أي شخص مجموعة الأدوات هذه ويباشر الاختبارات. أما إذا تبين لك أن بئرك ملوثًا وأردت مزيدًا من التأكيد فإن عليك إخبار مسئولي الحكومة المحلية ونأمل بدورنا أن يباشروا مزيدًا من الاختبارات.

س. هل مجموعات الأدوات مناسبة للاستخدام في بيئات أخرى أم يقتصر الأمر على نيبال؟

ج: هذه نقطة أخرى نخطط لنتناولها وبحثها ألا وهي متانة مجموعة الأدوات وتنوع أوجه استخدامها. فنيبال تمتاز بتنوع جغرافي كبير. لذا فإن أحد المسائل التي نتمنى تناولها مع منحة معمل عبداللطيف جميل لأنظمة الماء والغذاء (J-WAFS) هي إرسال نماذج أولية من مجموعات الأدوات إلى مناطق مختلفة من البلاد، بدء من سفوح تلال الهيمالايا إلى أماكن المناخ المداري على سطح البحر في الجزء الجنوبي من البلاد وذلك الاختبار متانة مجموعة الادوات، ومواد التغليف، والمواد الكيميائية في الاختبارات أنفسها. فنحن سنبدأ في نيبال ونمضي قدمًا إلى بنجلاديش العام القادم كما نأمل ثم نتحول إلى إقليم جنوب آسيا الأوسع.

س. كيف سيمكنكم تمويل معمل عبداللطيف جميل لأنظمة الماء والغذاء (J-WAFS) من المضي قدمًا في أبحاثكم؟

سو: إننا نعتمد حتى الآن على تركيب مجموعات الأدوات بأنفسنا على أساس كل حالة على حدة. وفي عام 2016، تولينا شحن 2000 مجموعة أدوات إلى المنظمات غير الحكومية في نيبال ومنظمة البيئة والصحة العام (ENPHO)، وذلك لاختبار المياه الموجود في شاحنات الغذاء وخزانات المياه المتنقلة في وادي كاتماندو على إثر زلزال أبريل 2015. ولقد أثبتت فعالية كبرى في اختبار وجود الإشريكية القولونية.  

على إثر هذا النجاح، ستمكننا منحة معمل عبداللطيف جميل لأنظمة الماء والغذاء (J-WAFS) من الدخول في شراكة مع منظمة البيئة والصحة العامة، وشركتها التابعة EcoConcern لتحسين تصميم مجموعة الأدوات بحسب التعقيبات التي بلغتنا من المستخدمين في كاتماندو وعملي اللاحق على تصميم المجموعة واستخدامها في غانا والفلبين وبورتو ريكو.  

ما أن يكتمل التصميم فإننا ننوي الدخول في شراكة مع كلية الإدارة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وبرنامج معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) للتكنولوجيا والسياسة لتطوير خطة إنتاج مجدية اقتصاديًا لتصنيع مجموعة الأدوات وخطة مبيعات لطرحها تجاريا وتقديمها للسوق. لذا فإن ثمة الكثير من الجوانب التي نأمل تحقيقها على مدى الاثنى عشر شهرًا القادمة، ولم نكن لنحقق ذلك دون تمويل معمل عبداللطيف جميل لأنظمة الماء والغذاء (J-WAFS).