نحو عام 2030: نتحد كي نتقدم

كيف تدعم عائلة جميل الرؤية المشتركة للأمم المتحدة

عندما تأسست الأمم المتحدة في نيويورك في عام 1945، كانت رمزاً قويًا لميلاد عصر جديد، عصر يقوم على التعاون والتفاؤل، حيث نفضت المؤسسات والمجتمعات وعالم الأعمال غبار الحرب وتعاونت معًا من أجل تعزيز السلام واطلاق الشراكات و إحراز التقدم.

كان والدي يفضل المثل العربي القائل “إِذا هَبَّت رِياحُكَ، فَاِغتَنِمها…..”.
محمد عبد اللطيف جميل، حائز على وسام فارس فخري من ملكة بريطانيا

رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي

عبد اللطيف جميل

وفي العام نفسه، وعلى بعد أكثر من 6,000  ميل، تحديدا في المملكة العربية السعودية، رأى رائد الأعمال الشاب عبداللطيف جميل فرصة لتسخير رياح التغيير نفسها. ولم تقتصر أهداف جميل على الأعمال التجارية وحسب، بل امتدت لتشمل نطاق المساهمة في تنمية المجتمع داخل وطنه حيث كان يعمل.

كانت هذه الفلسفة بمثابة منارة ملهمة وقوة دافعة لعائلة جميل على مدار الـ 75 عامًا الماضية. حيث تنطوي تلك الفلسفة على رؤية تتحدى كل ما هو ممكن. وهي الرؤية التي تنطلق مدفوعة بالطموح لتحقيق إمكانات الأفراد والشركات والمجتمعات على نطاق عالمي.

برزت الحاجة إلى الحكومات وكذا إلى قطاع التجارة والأعمال منذ فترة طويلة للإسهام بشكل مادي في النهوض بالجودة والمعايير والحقوق والحريات في مجتمعنا العالمي الحديث.

وفي شهر يونيو عام 1992، وخلال مؤتمر قمة الأرض الذي عقدته الأمم المتحدة في ريو دي جانيرو في البرازيل، صادقت أكثر من 178 دولة على ما كان يعرف آنذاك بخطة القرن الحادي والعشرين، وهي خطة للعمل في إطار تعاون دولي من أجل تحقيق التنمية المستدامة لتحسين حياة الناس والحفاظ على كوكب الأرض.

وقد تبع ذلك العديد من الاتفاقيات متعددة الأطراف والتي اشتملت على إعلان الألفية (مؤتمر قمة الألفية في سبتمبر 2000) والذي تضمن ثمانية أهداف إنمائية للألفية تهدف إلى الحد من الفقر المدقع بحلول عام 2015.  وقد جرى إعادة التأكيد على هذه الأهداف في إعلان جوهانسبرج، الذي تبناه مؤتمر القمة العالمي بشأن التنمية المستدامة (جنوب أفريقيا 2002)، ومؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة أو ما يعرف بمؤتمر (ريو، في 20 يونيو 2012)، إلى إصدار وثيقة “المستقبل الذي نصبو إليه”، والتي حددت أكثر من 200 التزام لتعزيز التنمية المستدامة. ولم يمضي عام واحد حتى تم إطلاق مجموعة عمل مفتوحة مكونة من ثلاثين عضواً من أجل وضع مقترحات لتوحيد كل هذه الأهداف المستدامة في إطار يلائم أهداف التنمية المستدامة المتفق عليها عالميًا.[1]

وفي عام 2015، تم اعتماد خطة التنمية المستدامة لعام 2030 من قبل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وتتضمن هذه الخطة 17 هدفًا من أهداف التنمية المستدامة، وتعتبر نموذجًا للسلام والازدهار من أجل البشرية وكوكب الأرض.

وتتمثل الغاية من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر في بناء مستقبل أفضل من منظور الصحة وأكثر اشراقًا، وذلك من خلال تعاون المؤسسات والحكومات والمجتمعات لبلوغ تلك الأهداف.

وتعكس أهداف التنمية المستدامة الفلسفة الشاملة التي عملت عائلة جميل على تحقيقها منذ أيامها الأولى في منتصف الأربعينيات. ونعني هنا تلك الفلسفة التي عمل مؤسس الشركة المغفور له الشيخ عبدللطيف جميل على إرسائها وترسيخها منذ الأيام الأولى لتأسيس الشركة. وتحمل تلك الفلسفة تقليدًا عائليا لم تتوقف استثمارات الشركة فيه منذ ذلك الحين، وهو ما يعكس مسعى دؤوب لجعل العالم مكانًا أفضل للجميع.

تمتد أنشطة شركة عبد اللطيف جميل عبر مجموعة متنوعة من المجالات المهمة. ويشمل ذلك: التنقل والطاقة المتجددة وتخزين الطاقة والمناخ والمياه والخدمات المالية والصحة والتعليم وسبل العيش والفقر والفنون والثقافة. ولذا فإن ثمة علاقة وثيقة بين مجالات عمل شركة عائلة جميل – التجارية منها والخيرية – وجميع أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر تقريبًا.

على الرغم من ذلك، ثمة عدد من المجالات التي يبرز دور الشركة فيها ويتضح تأثيرها المباشر والفوري، لاسيما عندما تسعى إلى التصدي لبعض أكبر التحديات التي تواجه البشرية.

الحد من الفقر

على الرغم من الثراء الذي يحياه عالم اليوم والذي لم يشهده في أي وقت مضى، يعتبر التفاوت في مستويات الفقر العالمي – الهدف 1 – التحدي الأكبر الذي يواجه عالمنا الحديث. وتمثل مواجهة الفقر أحد أبرز المجالات التي اهتمت بها عائلة جميل منذ بدايات انطلاقها في المجتمعات المحلية في عام 2005.

اكتسبت أنشطة العائلة أهمية عالمية كبرى في عام 2005 عقب تأسيس معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)  في عام 2003، ليبدأ بعدها مشوار التعاون الطويل مع مجتمع جميل .

ويعمل معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر على الحد من الفقر من خلال ضمان أن سياسة العمل تنطلق مستندة إلى الأدلة العلمية.

يقوم معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقرJ-PAL ، المدعوم بشبكة تضم أكثر من 220 أستاذًا منتسبًا من جامعات حول العالم، بإجراء تقييمات عشوائية للأثر تهدف إلى الإجابة على الأسئلة المهمة فيما يتعلق بمكافحة الفقر. وفي عام 2019، حصل اثنان من مؤسسي معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر J-PAL، وهما استر دفلو وابهيت بانرجي، على جائزة نوبل للاقتصاد تقديراً لنهجهما المبتكر في التخفيف من حدة الفقر العالمي.

القضاء على الجوع

وإلى جانب الفقر، يعتبر الجوع – من وجه نظر الكثيرين –  أحد أبرز صور إخفاقات عالم اليوم (الهدف 2). والإخفاق هنا لا يتعلق بالموارد- حيث أن هناك ما يكفي لإطعام كل فرد يحيا على كوكبنا – بل إنه إخفاق يتعلق بالالتزام وبالتفاهم وبالاستثمارات وبإدارة الموارد. وقد أوضح فادي جميل، نائب الرئيس ونائب رئيس مجلس الإدارة بشركة عبد اللطيف جميل، في إحدى مقالات “سبوت لايت” أنه من بين سكان العالم الحاليين والبالغ تعدادهم 7.8 مليار نسمة، يعاني 820 مليون شخص من الجوع. على رغم من ذلك، لا يتم استهلاك 30٪ من المواد الغذائية التي يتم إنتاجها على هذا الكوكب[2]. كما أن تزايد عدد سكان العالم يفرض طلبات متزايدة على إنتاج الغذاء وتوزيعه وسلامته.

وعلاوة على ما يقوم به معمل عبد اللطيف جميل لمواجهة الفقر من عمل قيم يسهم في توجيه صناعة السياسات في هذا المجال، فإن معمل جميل للماء والغذاء (J-WAFS) في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا – والذي شارك في تأسيسه مجتمع جميل ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا – يقدم التمويل اللازم للبحوث والابتكارات والتكنولوجيا، وذلك لغرض ضمان توفير إمدادات غذائية ومياه آمنة مع الوصول بالتأثير البيئي إلى الحد الأدنى.

ويقول البروفيسور جون إتش لينهارد، مدير معمل عبداللطيف جميل للماء والغذاء (J-WAFS) : ” يقدم معمل عبداللطيف جميل للماء والغذاء التمويل للأبحاث المتقدمة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والموجهة لتوفير إمدادات آمنة ومستقرة من المياه والغذاء في جميع أنحاء العالم على جميع مستويات المجتمع وفي العديد من البلدان والأماكن “.

ومنذ أن تأسس في عام 2014، قام معمل عبد اللطيف جميل للماء والغذاء (J-WAFS) بتمويل أكثر من 60 مشروعًا، مما أسفر عن صناديق متابعة تهدف إلى توسعة نطاق الابحاث بقيمة 12 مليون دولار أمريكي.  وتتضمن قصص النجاح التي تحققت من خلال المعمل: مرشحًا من الخشب الطبيعي مصنوعًا من أغصان الأشجار لتنقية مياه الشرب، ومستشعر طعام يشبه الفيلكرو، مصنوع من مجموعة من الإبر الدقيقة الحريرية التي يمكنها اختراق العبوات البلاستيكية لأخذ عينات من الطعام للكشف عن علامات التلف والتلوث البكتيري.

تحسين الرعاية الصحية

بدأ مسعى شركة عبد اللطيف جميل لتوفير خدمات الرعاية الصحية للجميع بأسعار معقولة – هدف التنمية المستدامة رقم  3 – بإنشاء مستشفى عبد اللطيف جميل في عام 1995، وهو أول مستشفى لإعادة التأهيل غير هادف للربح في المملكة العربية السعودية، يقدم رعاية شاملة للبالغين والأطفال على حد سواء.

وفي العقود التي تلت ذلك، تم إنشاء مركزين إضافيين لأبحاث مجتمع جميل لغرض توفير الرعاية الصحية على نطاق أوسع لمن هم في أمس الحاجة إليها. وقد تم تسليط الضوء على ذلك في إحدى مقالات وجهات نظر التي صدرت مؤخرًا عن شركة عبد اللطيف جميل.

تأسست عيادة جميل (عيادة عبد اللطيف جميل لتقنيات التعلم الآلي في مجال الرعاية الصحية) من قبل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومجتمع جميل في سبتمبر 2018، وما لبثت أن أصبحت مركزًا للذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وينصب تركيز العيادة على استخدام الذكاء الاصطناعي لنمذجة البيانات البيولوجية من خلال طرائق مختلفة تشمل التصوير والنصوص وعلم الجينوم، وتحقيق اكتشافات جديدة في مجالات التعلم الآلي وعلم الأحياء وعلم الكيمياء والعلوم السريرية.

في أوائل عام 2020، استخدمت عيادة جميل التعلم الآلي في اكتشاف مضاد حيوي جديد قوي، تم التوصل إليه باستخدام خوارزمية “التعلم العميق” الرائدة. هاليسين Halicin  هو أول مضاد حيوي يتم اكتشافه اعتمادًا على الذكاء الاصطناعي، ويمكنه أن يقتل بعضًا من أخطر أنواع البكتيريا المقاومة للأدوية في العالم. وفي المختبر، أخضع فريق البحث الهاليسين لعشرات السلالات البكتيرية، بما في ذلك بعض السلالات المعروفة بمقاومتها للمضادات الحيوية مثل Clostridium difficile (C. diff) و Acinetobacter baumannii (A. baumannii) و Mycobacterium tuberculosis (M. tb).

وبالمثل، يستخدم معهد جميل (معهد عبداللطيف جميل لمكافحة الأمراض المزمنة والأوبئة والأزمات الطارئة)، والذي تأسس بالتعاون مع إمبريال كوليدج لندن في أكتوبر 2019، الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الجديدة لغرض مواجهة الخطر العالمي الذي يتعلق بالأمراض وما تنطوي عليه من مخاطر يمكن الوقاية منها – وقد شمل ذلك مؤخرا جائحة  فيروس كورونا المستجد الذي داهم العالم في عام 2020- وتعزيز أنظمة الصحة العامة في أكثر الأماكن ضعفًا.

ومع إنشاء عبد اللطيف جميل للرعاية الصحية في عام 2020، نجحت عائلة جميل في ترجمة التزامها بتحسين الرعاية الصحية إلى واقع ملموس في فضاء العمل التجاري تحت قيادة الرئيس التنفيذي أكرم بوشناقي، وأخذت منذ ذلك الحين في معالجة قضايا صحية واقعية وملموسة من خلال التركيز على إدخال خدمات الرعاية الصحية إلى الجنوب العالمي، وتسريع توفير خدمات الرعاية الطبية الحديثة لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليها عبر فتح وتنمية أسواق جديدة لنشر الحلول الحالية على نطاق واسع والاستثمار في مستقبل التكنولوجيا الطبية.

وتهدف شركة عبد للطيف جميل للرعاية الصحية أيضًا إلى توفير خدمات الرعاية الصحية الحديثة بشكل أسرع من خلال الاستثمار في المشروعات والتكنولوجيات المبتكرة والرائعة، وذلك بهدف رسم ملامح ايجابية لمستقبل الصناعات الطبية وقطاع الرعاية الصحية. ويشمل ذلك كل شيء بدءًا من الأدوية واللقاحات ووصولاً إلى أحدث التقنيات الطبية. وفي وقت قصير، انطلقت المشروعات وسبل التعاون بسرعة، وقد تضمن ذلك الشراكة التي عقدتها مع ايفلو بايوساينس Evelo Biosciences ، وهي شركة تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية في مرحلة التجارب السريرية وتقوم بتطوير نموذج جديد للأدوية التي يتم تناولها عن طريق الفم، وكذلك استثمارها في شركة سيلاريتي  Cellarity.

التوسع في التعليم

لا يعد التوسع في التعليم وإتاحة الفرص للجميع (هدف التنمية المستدامة رقم 4) طموحًا مجديًا في حد ذاته وحسب. إذ أنه يدعم في الوقت نفسه العديد من أهداف التنمية المستدامة الأخرى. ويعتبر التعليم، على وجه الخصوص، حجر الزاوية في مسعى الدول نحو تحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل (هدف التنمية المستدامة رقم 8)، كما أنه يمثل مسارا نحو التصدي لعدم المساواة بصورها المختلفة (هدف التنمية المستدامة رقم 10).

تعمل عائلة جميل على تحسين فرص الحصول على التعليم المميز لمن هم في أمس الحاجة إليه، مع الالتزام بإزالة الحواجز التي تعيق عملية التعلم، من خلال عقد الشراكات وإطلاق المبادرات.

في عام 2017، قام معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومجتمع جميل بتأسيس معمل عبد اللطيف جميل العالمي للتعليم (J-WEL)، والذي تمثل هدفه في تحقيق نهضة عالمية في مجال التعليم.

يشجع معمل عبد اللطيف جميل العالمي للتعليم التميز والتحول في مجال التعليم من خلال إشراك المعلمين والتقنيين وصانعي السياسات وقادة المجتمع وأصحاب الأعمال والموظفين في معالجة الفرص العالمية من أجل تحقيق طفرة حقيقية في مجال التعليم.

وثمة أيضًا برنامجان للمنح الدراسية لتمكين الطلاب الواعدين من جميع أنحاء العالم من الاستفادة من تعليم عالي الجودة والذي قد يتعذر الحصول عليه بطريقة أخرى.

انطلقت أحدث تلك المبادرات في عام 2019، وهي منحة مؤسسة أندريا بوتشيلي – مجتمع جميل، التي تدعم الطلاب الذين يدرسون بدوام كامل في الكلية الملكية للموسيقى، في لندن، والتي تعتبر أحد المعاهد الموسيقية الرائدة في العالم في مجال فنون الأداء. وتمثلت المبادرة الثانية في إطلاق صندوق عبد اللطيف جميل – تويوتا للمنح الدراسية، والذي احتفل بالذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسه في عام 2019، وواصل مد يد العون للشباب من أجل تحقيق إمكاناتهم في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والذي يعد أحد المؤسسات الأكاديمية الرائدة في العالم.

وفي مجال الأعمال، يعد دعم التعليم أمرًا حيويًا، حيث تقوم فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة، وهي الذراع الرائد لشركة عبد اللطيف جميل في مجال الطاقة المتجددة، بتمويل منح دراسية في جامعة آي إي IE الإسبانية لصالح الطلاب القاطنين في مناطق متاخمة لمحطات الطاقة الشمسية التابعة للشركة، وذلك عبر برنامج القادة الموهوبين الشباب.

وتشمل المبادرات الأخرى مبادرة التحول بتعليم اللاجئين نحو التميز. وتعتبر تلك المبادرة ثمرة التعاون بين منظمة إنقاذ الطفل ومعمل عبد للطيف جميل العالمي للتعليم، والذي يساعد المعلمين على التغلب على ما يتعرضون إليه من صدمات وتقديم تعليم فعال. وهناك أيضا برنامج تنوير جميل، والذي يعمل بالتعاون مع وزارة العمل السعودية والخطوط الجوية السعودية بهدف مكافأة الأطفال الأيتام الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 18 عامًا، ممن حققوا بانتظام مستويات عالية من الأداء المدرسي، وذلك من خلال رحلة سنوية إلى الخارج.

وفي مجال الشركات، تساعد شركة المبادئ الأربعة، وهي شركة استشارات للإدارة اللّينة، في تثقيف وتوعية الشركات والقادة في جميع أنحاء الشرق الأوسط فيما يتعلق بمبادئ الإدارة اللْينة، ومساعدتهم على الحد من الهدر (هدف التنمية المستدامة رقم 12) وكذلك على أن يصبحوا منافسين أكثر كفاءة وفاعلية في مجالات أعمالهم (هدف التنمية المستدامة رقم 9).

زيادة فرص العمل

لدى عائلة جميل اعتقاد راسخ بأن العمل يعتبر الطريقة المثلى لتحسين المجتمع وأنه ليس ثمة سبيل أفضل منه لتحقيق هذا الهدف. فعندما تتوافر فرص العمل للفرد، فإنه يعمل وتصبح لديه القدرة على المساهمة في المجتمع، كما أنه يفتخر بذاته، ويحظى بالاستقرار العائلي، ويتوفر لديه المال الذي ينفقه ويشعر بالحرية (هدف التنمية المستدامة رقم 8).

يساعد باب رزق جميل الشباب والفتيات في المملكة العربية السعودية ومصر والمغرب في العثور على عمل. حيث يقوم بتوصيل الباحثين عن عمل بأصحاب العمل، كما يقدم الدعم والقروض بدون فوائد لأصحاب المشروعات من رواد الأعمال، إلى جانب برامج العمل من المنزل والعمل عن بعد.

وبالمثل، فإن أكاديمية نفيسة شمس تقوم بتوفير فرص التوظيف وبرامج تدريب للمرأة، وتمكنها من تحقيق التوازن بين المسؤوليات الأسرية ولعب دور فعال في سوق العمل (هدف التنمية المستدامة رقم 5). بالإضافة إلى ذلك، فقد أطلقت أكاديمية نفيسة شمس حاضنة نفيسة شمس، وهي واحدة من أولى حاضنات الأعمال النسائية في المملكة العربية السعودية والمتخصصة في التصميم والحرف اليدوية.

وفيما يتعلق بالقطاع الثقافي، تقوم مؤسسة فن جميل بدعم الفنانين وتطوير المجتمعات الإبداعية من خلال برنامج دولي مكثف للفنون ومبادرات التعلم. وقد تم افتتاح أحد مشاريعها الرئيسة في نوفمبر 2018، وهو مركز جميل للفنون بدبي، والذي يحظى اليوم بمكانة رائدة كمتحف للفنون المعاصرة في الإمارة، ويتمثل الغرض منه في عرض الفن المعاصر للجمهور وتشجيع مشاركة الجماهير العريضة من خلال المعارض والتعلم والأبحاث والتكليفات والبرامج العامة.

ومن المشروعات النوعية الأخرى، “حي جميل”، في جدة، بالمملكة العربية السعودية، والذي من المقرر افتتاحه في عام 2021. ويضم “المركز الإبداعي”، والذي تبلغ مساحته 17,000   متر مربع مركزًا للفنون والمعارض، وأول مركز سينمائي ومركز سمعي بصري مستقل في السعودية؛ كما يحتضن معهدًا تعليميًا واستوديوهات للفنانين؛ بالإضافة إلى مساحات لـ 12 منظمة شريكة، بما في ذلك نادي كوميدي ومعارض أزياء وفنون وتصميم ومقاهي ومساحة عمل مشتركة ومدرسة للطهي.

حماية كوكبنا

قد يكون الاهتمام بكوكبنا – وضمان كوكب صالح للحياة من أجل الأجيال القادمة – من أهم مهامنا على الإطلاق (أهداف التنمية المستدامة 11 و 13 و 15). ويعد ذلك أحد الأسباب التي دفعتنا إلى قضاء أكثر من 75 عامًا في الاستثمار في البنية التحتية للحياة.

وبينما يدعم معمل عبد اللطيف جميل للأمن المائي والغذائي (J-WAFS) الأبحاث الجديدة التي تعنى بمعالجة تغير المناخ وندرة المياه والحد من الهدر، تقوم مؤسستان من مؤسسات عائلة جميل بوضع الابتكار موضع التنفيذ بهدف إيجاد طرق جديدة لتغذية مجتمع اليوم ودعمه.

ونحن، من خلال شركة آلمار لحلول المياه وهي جزء من شركة عبد اللطيف جميل للطاقة والخدمات البيئية، نتصدى للقضايا الخاصة بالمورد الأكثر قيمة على كوكبنا وهو المياه، وذلك من خلال المعالجة وإعادة التدوير وتحلية المياه المستدامة.

تعتبر شركة آلمار لحلول المياه شركة متخصصة فيما يتعلق بتوفير القدرات الفنية الخاصة بتطوير البنية التحتية للمياه، ويشمل ذلك التصميم والتمويل والتشغيل.

تمتلك الشركة حصة كبيرة في محطة المحرق لمعالجة مياه الصرف الصحي في البحرين، وهي تقوم بتطوير أول محطة كبرى لتحلية المياه في كينيا في مومباسا، والتي تعد ثاني أكبر مدينة في البلاد، وذلك لغرض توفير مياه الشرب لأكثر من مليون شخص. وفي عام 2019، حصلت شركة آلمار لحلول المياه على عقد لتطوير واحدة من أضخم محطات تحلية المياه في العالم، وهي محطة الشقيق 3 لتحلية المياه المطلة على البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية، بتكلفة تصل إلى 600 مليون دولار أمريكي. وستسهم محطة الشقيق 3 في توفير المياه النظيفة لحوالي 1.8 مليون شخص يوميًا. كما تواصل شركة ألمار توسيع نطاق عملياتها بشكل سريع في كل من تشيلي ومصر.

وهكذا فإن نمو محفظة شركة آلمار في مشاريع البنية التحتية للمياه لا يعكس إلا رغبة عائلة جميل والتزامها بمواجهة هذه التحديات الأكثر إلحاحًا، وتحسين فرص المجتمعات في جميع أنحاء العالم في الحصول علي إمدادات مستدامة من المياه.

وقال فادي جميل، نائب الرئيس ونائب رئيس مجلس إدارة عبد اللطيف جميل، في إحدى مقالات “سبوت لايت”:

“يعد الابتكار والتطوير والاستثمار في العمليات والتقنيات التي تمكننا، كمجتمع، من توفير إمدادات كافية من المياه من أجل مجتمعاتنا وصناعاتنا وزراعتنا – بطريقة لا تضر بالبيئة بل تتناغم معها – أحد أكبر التحديات التي سوف نواجهها على الإطلاق “.

توفير الطاقة من أجل  المستقبل

يتكامل النجاح الذي تم إحرازه من خلال شركة آلمار لحلول المياه مع ما تحقق من خلال شركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة، والتي تمثل ذراع الطاقة المتجددة الرائد لشركة عبد اللطيف جميل للطاقة.

وتساعد فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة في التحول إلى الطاقة المستدامة المتجددة واستكشاف تقنيات جديدة لمعالجة مشكلات تغير المناخ. ومن خلال تواجدها في خمس قارات، قامت الشركة بتطوير أكثر من 50 محطة للطاقة المتجددة. كما أن لديها محفظة مشروعات تبلغ قدرتها أكثر عن 2.5 جيجاواط في أسواق الطاقة الشمسية العالمية في كل من أستراليا والشرق الأوسط والهند وإفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية.

إلى جانب التطورات السريعة في مجال تكنولوجيا تخزين الطاقة، فإن الطاقة المتجددة لديها القدرة على تلبية احتياجاتنا من الطاقة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. وتعد فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة بالفعل رائدة في مجال تكنولوجيا بطاريات تخزين الطاقة على مستوى المرافق أيضًا، وذلك بعد أن دخلت في شراكة مع المطور البريطاني هارموني إنرجي في مجموعة بطاريات على مستوى المرافق بقدرة 15 ميجاوات في كل من منطقة هولز باي، بدورست، وأيضًا في ويست سوسيكس، بكونتيجو، وكلاهما في المملكة المتحدة. وقد تم تناول هذا الموضوع بمزيد من التعمق في بودكاست سبوت لايت، الذي يقدمه فادي جميل.

شركاء من أجل مستقبل أكثر إشراقاً

قامت عائلة جميل ببناء تحالفات متنوعة وواسعة النطاق تقوم على الاحترام والقيم المشتركة والالتزام المتبادل، وذلك لغرض إطلاق قيم ملموسة من أجل مستقبل المجتمع البشري – وهي رؤية تتماشى بشكل وثيق مع أهداف التنمية المستدامة، فضلاً عن طموح الأمم المتحدة فيما يخص تحقيق “السلام والكرامة والمساواة على كوكب ينعم بالصحة”.

ومن خلال استثماراتنا المستمرة في “البنية التحتية للحياة” في جميع أنحاء العالم، بدءًا من أنظمة الغذاء إلى الطاقة والتعليم إلى الصحة، فإننا ملتزمون بدعم مستقبل أكثر عدلاً وأكثر اخضرارًا وازدهارًا من أجل الجميع، حيث أننا نسعى جاهدين لإيجاد حلول لبعض من أكبر التحديات التي تواجه البشرية وكوكبنا.

ولولا التزام شركائنا وخبراتهم ومواردهم، لكان من المستحيل الوصول إلى النطاق والتأثير اللذين تم تحقيقهما بالفعل.

إننا نتطلع معا إلى ما هو أبعد من ذلك، ونعمل على الابتكار من أجل مستقبل أفضل.

تعرف على المزيد حول كيفية مساهمة أنشطة عائلة جميل في أهداف التنمية المستدامة من خلال زيارة: https://jameel75.com/sdg  لمشاهدة الفيديو الخاص بنا وتنزيل تقرير موجز.

[1]  https://sdgs.un.org/goals

[2]  حالة الأغذية والزراعة – المضي قدمًا في الحد من الفاقد والهدر من الأغذية ، منظمة الأغذية والزراعة ، 2019