هل يمثل مؤتمر كوب – 26 خطوة على طريق النجاح؟
مازال بالإمكان بلوغ الهدف المنشود … ولكن الإجراءات العاجلة مطلوبة لتجنب الكوارث.
حكم صائب وجدير بالملاحظة استهدف مستقبل الحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة عالميا عند مستوى ال 1.5 درجة مئوية خلال العقود القادمة، وذلك عقب إنطلاق مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) خلال شهر نوفمبر في جلاسكو بالمملكة المتحدة.
قد يعتمد الأمر على اختيارك للمعلق الذي تود الاستماع إليه كي ترى ما إذا كان المؤتمر قد حقق أعظم الغايات البشرية أو أنه لم يحقق شيئا على الإطلاق. ولعل هذا الجمع بين النقيضين يصبح حتميًا عندما نكون بصدد السياسة التي يتم تبنيها عالميا فيما يتعلق بمستقبل كوكبنا الوحيد.
على الرغم من ذلك، فإن الأمر الذي لا يحتمل التشكيك فيه هو أن القرارات التي صدرت عن مؤ تمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) تمثل تقدمًا غير مسبوقا، وإن كان ذك في مسار يحتاج إلى الدعم والتحفيز من أجل عالم مستدام ينعم به الجميع.
واليوم، يبدو التحرك العالمي ضروريا بصورة تفوق ما شاهدناه عقب اتفاقية باريس لعام 2015، وهي المعاهدة الدولية السابقة بشأن تغير المناخ. فعلى الرغم من الموافقة آنذاك على وضع حد لارتفاع درجات الحرارة عالميا كي لا يتجاوز ال 1.5 درجة مئوية، اعتُبرت التعهدات الخاصة بكل بلد غير كافية فيما بعد، وتسبب عدم وجود شروط ملزمة قانونًا في تحييد فعالية الاتفاقية.
وعلى الرغم من التقاعس الذي شاهدناه خلال السنوات الست الفاصلة والذي كان له تأثيرا سلبيا على هدف ال 1.5 درجة مئوية، يعالج مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) العديد من الانتقادات من خلال سلسلة من إعلانات السياسات التي سيكون لها تأثير واضح على درجات الحرارة العالمية.
ويجدر بنا ألا نتفاجأ عند ملاحظة محاور الاهتمام الجديدة.
فعالم عام 2021 يختلف تماما عن عالم عام 2015. وقد ظهرت على الساحة شخصيات بارزة تتحدث بلسان من حُرموا دوما التمثيل السياسي – بما في ذلك الشباب والأقل ثراءً.
لقد عانت البلدان الثرية من الأحداث المناخية القاسية المتكررة، وهو ما أدى إلى تحول توجه المناقشات من الواقع الافتراضي إلى الواقع اليومي. وعندما انعقد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) ، لم يكن العالم يتابع الفاعليات وحسب بل راح يتوقع النتائج وينتظر المخرجات.
وعلى هذا النحو، يمثل مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) خطا فاصلا، وحدثا اجتمعت فيه مختلف البلدان حول العالم لإعلان انتفاضة منسقة ضد تغير المناخ.
سلسلة من القرارات الكبيرة صدرت عن جلاسكو وجعلت الإجراءات البيئية الطارئة تتصدر عناوين الصحف.
أبرز ما جاء في مؤتمر تغيير قواعد اللعبة
الفحم – يعتبر الفحم مسئولا عن حوالي 40٪ من كامل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. وقد انطلقت العديد من المفاوضات الأكثر حماسة خلال مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26)[1] بسبب الفحم، وتمثل غرضها في إغاثة العديد من الدول الضعيفة. وقد خرج المشاركون من المؤتمر بالتزامات قوية فيما يتعلق بالحد من اعتماد العالم على هذا الوقود الحفري عالي التلوث.
وافقت معظم دول أوروبا وأمريكا الشمالية على إلغاء الدعم المالي الذي يقدم لمشروعات الوقود الحفري الخارجية في غضون 12 شهرًا، ويضاف ذلك إلى التزام الصين الأخير بوقف تمويل مشروعات الفحم الأجنبية.
وعلى الرغم من تعديل الألفاظ المستخدمة في صياغة الاتفاقية في وقت لاحق من اليوم لتستبدل عبارة “التقليل التدريجي” بعبارة “التخلص التدريجي” من استخدام الفحم، إلا أن الاتفاقية لا تزال تشير إلى “ناقوس الموت”، كما وصفها رئيس الوزراء البريطاني المضيف بوريس جونسون.[2]
ولأن الفحم ليس مسؤولاً بنسبة 100٪ عن الاحتباس الحراري، لا يمكن أن ينتج عن انخفاضه حلا جذريا للمشكلة.
الميثان – [ضع الرابط الخاص بمقال سبوتلايت] يعد من غازات الاحتباس الحراري، وهو يفوق في خطورته غاز ثاني أكسيد الكربون بـ 80 مرة، ويعتبر مسئولا أيضا عن المشكلة. وقد أكدت الأمم المتحدة أهمية التخلص من الميثان، معتبرة ذلك أسرع الطرق الفردية لإبطاء الاحترار العالمي خلال هذا العقد، وأحد العوامل الفعالة التي من شأنها التخلص من 0.2 درجة مئوية من الاحترار بحلول منتصف القرن.[3]
وفي السياق نفسه، قامت أكثر من 100 دولة (بما في ذلك البلدان التي تعد المصدر الرئيس للانبعاثات وهي كندا والبرازيل ونيجيريا) بالتوقيع على ميثاق الميثان العالمي خلال القمة متعهدة بخفض انبعاثات الميثان بنسبة 30 +٪ خلال العقد المقبل.
ومن المنتظر أن تتمتع الأشجار – والتي تعتبر آلية الطبيعة لامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي – بمزيد من الحماية بعد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26).
إزالة الغابات – تعهدت أكثر من 100 دولة بها 85٪ من غابات العالم – بما في ذلك البرازيل والتي تعد موطن غابات الأمازون المطيرة المهمة – بوقف إزالة الغابات بحلول عام 2030.[4]
ويتم دعم هذا الالتزام بمبلغ 19.2 مليار دولار أمريكي من الصناديق العامة والخاصة. ومن المنتظر أن يسهم جزء من هذا المبلغ في مواجهة حرائق الغابات، ودعم السكان الأصليين، واستعادة الأراضي المتضررة.
وفي خطوة مفاجئة، كشفت الولايات المتحدة والصين، وهما يمثلا معا المصدر الرئيس للتلوث في العالم، عن إعلان مشترك يشمل العمل معًا خلال العقد المقبل بشأن استراتيجيات تهدف إلى الحفاظ على معدل ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية[5].
وقد اتفق الزعيمان جو بايدن وشي جين بينج على التعاون من أجل إزالة الكربون والقضاء على الميثان والتحول إلى الطاقة النظيفة.
وقد وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش هذه الخطوة التضامنية غير المتوقعة بأنها “خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح”.[6]
وقد ركزت المساهمة الكبرى الأخرى للمؤتمر على مساعدة البلدان الفقيرة على التحول إلى الطاقة الخضراء والعمل على الحد من آثار تغير المناخ. وتعد تلك النقطة نقطة خلافية منذ القدم إذ تسعى الاقتصادات المتقدمة إلى حث الدول النامية على تجنب الوقود الحفري والذي كان سبب تقدمها في الماضي.
ولذا فإنه من الضروري أن يقطع صندوق التريليون دولار المقترح اعتبارًا من عام 2025 شوطًا فيما يتعلق بمواجهة هذا الخلل[7]: وتشمل أبرز مزايا الصندوق ما يلي:
- تعهدت الولايات المتحدة بتقديم 11.4 مليار دولار أمريكي سنويًا بحلول عام 2024
- تقدم اليابان 10 مليارات دولار أمريكي على مدار السنوات الخمس المقبلة للحد من الانبعاثات في آسيا
- تضاعف المملكة المتحدة تمويل المناخ إلى 11.6 مليار دولار أمريكي على مدى السنوات الأربع القادمة
- تضاعف كندا تمويل المناخ إلى 5.3 مليار دولار أمريكي خلال الفترة نفسها.
ستصبح البلدان النامية قادرة على الاعتماد على هذه الأموال لبناء دفاعات ساحلية، أو تصميم أنظمة زراعية مقاومة للجفاف، أو الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة المائية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية.
كما تم الكشف خلال المؤتمر عن منحة دولية بقيمة 8.5 مليار دولار أمريكي لمساعدة جنوب إفريقيا – التي تعد في الوقت الحالي واحدة من أكبر مصادر التلوث بالفحم في العالم – وذلك لغرض تعزيز مصادر الطاقة المتجددة ووقف حرق الوقود الحفري[8]. ومثل هذا التحرك الاستباقي يعد ذا قيمة من الناحية المالية، نظرًا لأن كل سنت يُستثمر الآن في مواجهة الاحتباس الحراري العالمي سيمنع تكاليف تفوق ذلك بكثيرسيتكبدها العالم ما لم يتم مواجهة تغير المناخ.
وفي القطاع الخاص، وافق ما يقرب من 500 بنك وشركة تأمين وصندوق معاشات تقاعدية على تركيز أصولهم المجمعة البالغة 130 تريليون دولار أمريكي من الأصول القابلة للاستثمار (حوالي 40٪ من الإجمالي العالمي) على التكنولوجيات النظيفة والطاقة المتجددة، مما يجعل أولويات شركاتهم تتماشى مع أهداف صافي الصفر المهمة لعام 2050.[9]
وقد أظهر مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) أيضًا قوة الابتكار عبر الثقافات، حيث أطلقت الهند والمملكة المتحدة مشروعًا مشتركًا لإنشاء شبكة شمسية تربط البلدان حول العالم.[10] وتستطيع مبادرة الشبكات الخضراء – كما يطلق عليها – نقل الطاقة الشمسية من بلد إلى آخر مع شروق الشمس وغروبها، وهو ما يسمح بالحصول على الطاقة الخضراء على مدار الساعة، وحتى في الليل.
مع هذه الموجة من إبرام المعاهدات والتفكير خارج الصندوق، لماذا لم يبتهج الجميع بالتطورات التي غيرت قواعد اللعبة في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26)؟ هل يمكن أن يكون حجم المشكلة يفوق حتى القرارات بالغة الأهمية التي تم الاتفاق عليها في جلاسكو؟
القصور يعني أن المعركة قد بدأت للتو
قد يصاب الكثيرون بالإحباط لأن مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) قد أخفق في نهاية المطاف في تأمين ما يكفي من المساهمات المحددة وطنياً (NDCs) من أجل الحفاظ على الاحترار العالمي عند مستوى الـ 1.5 درجة أو أقل.
وذلك على الرغم من التقرير الذي صدر مؤخراً عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، والذي أكد أن تجاوز مستوى الـ 1.5 درجة مئوية يتمخض عنه آثار لا يمكن معالجتها مثل: ذوبان الغطاء الجليدي بشكل أسرع، وانقراض أنواع متعددة من الكائنات، وغرق الجزر الصغيرة والمناطق الساحلية، وتعرض العديد من المناطق إلى الموجات الشديدة والمتكررة من الجفاف والفيضانات و الحر والعواصف[11].
وتعتبر تلك المسألة شائكة وجد مهمة نظرا لأن درجة المعاناة المرتبطة بالمناخ في المستقبل ستتفاوت من مكان إلى آخر، إذ أكد المؤتمر أن ارتفاع درجة الحرارة علي مستوى العالم بمقدار 1.5 درجة قد يعني في الواقع ارتفاع درجات الحرارة بمعدلات قد تصل إلى 3 درجات مئوية في بعض المناطق في إفريقيا.[12]
من ناحية أخرى، تظهر أجزاء عديدة من المعاهدة عدم مشاركة أبرز العناصر الفاعلة في المشكلة. فعلي سبيل المثال، يفتقر المخطط الذي يرمي إلى خفض انبعاثات غاز الميثان بنسبة 30٪ بحلول عام 2030 في الوقت الحالي إلى دعم أكبر مصادر انبعاثات غاز الميثان والمتمثلة في الصين وروسيا والهند.[13]
وعلى الرغم من التوجه العالمي إلى التحول عن الوقود الحفري، قامت الصين في يوم واحد خلال مؤتمر نوفمبر باستخراج ما يقدر ب 12 مليون طن من الفحم – وهو ما يمثل رقما قياسيا. [14]
وعلي الصعيد العالمي، لا تزال هناك حاجة إلى تحقيق خفض كبير في الانبعاثات من أجل الحد من معدل ارتفاع درجة حرارة الأرض ليقف عند 1.5 درجة مئوية. وحتى إذا تم الالتزام بالتعهدات العديدة التي تم الإعلان عنها أثناء مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) دون تراخي أو اللجوء إلى ما يعرف بالغسل الأخضر (وهو ما يعني تقديم معلومات مغلوطة ومضللة عن مدى الاهتمام بالبيئة)، فإن الأرقام التي تمت مراجعتها فيما يتعلق بتغير المناخ تشير إلى ارتفاع محتمل في درجة الحرارة قد يصل إلى 2.4 درجة مئوية خلال هذا القرن – وهو ما يفوق معدل الأمان النسبي المتمثل في 1.5 درجة مئوية.[15]
ويعرف الساسة والعلماء على حد سواء أن 2.4 درجة مئوية رقم لا يمكن أن يستمر، ولذا فإن الإنجاز الحقيقي الذي تحقق في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) لا يتمثل في قرار محدد تم الاتفاق عليه في المؤتمر، بل في الخروج بنبتة ينتظر لها أن تنمو في وقت لاحق؟ فالموقعون على ميثاق جلاسكو للمناخ ــ والمعروف بإسم معاهدة مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) و الـبالغ عددهم 197 قد اتفقوا على الاجتماع مرة أخرى في العام المقبل في كوب-27 في مصر، لعرض أهداف الانبعاثات العالمية التي تمت مراجعتها، والتي من المأمول أن تدفع بالعالم نحو الهدف المثالي المتمثل في الـ 1.5 درجة مئوية.
وعلى هذا النحو، يجب ألا ننظر إلى مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) على أنه النهاية إذ أنه يمثل بالأحرى نقطة انطلاق حيوية.
ولكن ما الذي يمكن أن يجعلنا نتجاوز الفشل ونحقق النجاح؟ هنا يأتي الدور الحيوي الذي يضطلع به القطاع الخاص.
القطاع الخاص يسهم في الابقاء علي أمل تحقيق الـ 1.5◦
لا شك أن تعهد المؤسسات المالية باستثمار أصول تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات في مخططات تهدف إلى دعم غاية بلوغ “صافي الصفر” يعد خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح. لكن دور القطاع الخاص يفوق بكثير كونه مصدرا للتمويل– إذ يمكن أن يكون هذا القطاع بمثابة حاضنة للابتكار وأرضاً لاختبار التقنيات الجديدة.
تستطيع مؤسسات القطاع الخاص – مثل مؤسسة عبد اللطيف جميل – المساهمة في تحفيز الاستثمار التجاري والحكومي علي حد سواء فيما يتعلق بالتوصل إلي حلول لمكافحة تغير المناخ وتسريع عملية الانتعاش الأخضر. كما تساعد بعض المنظمات مثل نقابة الفرص البيئية المستدامة والنظيفة (CREO Syndicate)، والتي تضم في عضويتها فادي جميل، في تغيير المواقف واستكشاف فرص الاستثمار الخاص داخل أسواق الاستثمار المستدام.
ووفقاً لما اوضحته النقابة في بيان تقني: “يتنامى الاهتمام العام بالاستثمار المستدام بينما يعيد العديد من المستثمرين المؤسسيين وأصحاب الثروات تقييم آثار تعرضهم للوقود الحفري و بينما يتزايد الخطاب السياسي حول مخاطر المناخ.”
وعندما نتطرق بالحديث إلى الابتكار في مجال البيئة والعمل المناخي، تبرز مؤسسة عبد اللطيف جميل كواحدة من الشركات الرائدة في هذا الصدد. ويتضح ذلك في مقالات وجهة نظر التي تصدر عن مؤسسة عبد اللطيف جميل – وهي سلسلة مقالات تسلط الضوء على كيفية مساهمة أنشطة المؤسسة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
ويعد ضمان توفير طاقة نظيفة وبأسعار معقولة للجميع، بشكل خاص، أحد أهداف مؤسستنا، وهو أمر نسعى جاهدين لتحقيقه وندعمه من خلال مجموعة من الالتزامات الطموحة.
فمن خلال شركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة (FRV) الرائدة في مجال الطاقة المتجددة ، تقوم مؤسسة عبد اللطيف جميل بإدارة مجموعة دائمة التوسع من مشروعات الطاقة النظيفة في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأستراليا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.
وعلى الرغم من أهمية الطاقة المتجددة التقليدية، تتطلب استدامتها القدرة على توفير الطاقة ليلا ونهارا وعلى مدار الساعة. وهنا يأتي دور البطاريات التي تتيح توفير الطاقة للشبكة حتى مع غياب الشمس أو عدم توافر الرياح.
ولدى شركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة فريقا متخصصا – وهو فريق إف آر في – إكس – والذي يركز على تقنيات الطاقة المتقدمة، مثل بطاريات تخزين الطاقة. ومن المنتظر أن تضمن حلول هذا الفريق الثورية فيما يتعلق بتخزين الكهرباء طاقة خضراء ونظيفة على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع لجميع المجتمعات التي نخدمها، وذلك من خلال مشروعات مميزة في هولز باي ودورست وكونتيجو سوسيكس في المملكة المتحدة – وقد بدأ العمل هناك بالفعل. وذلك بالإضافة إلى مشروع كلاي تاي في إسكس وهو مشروع قيد التطوير ومن المنتظر له أن يصبح أكبر المشروعات في المملكة المتحدة.
ويقول دانيال ساجي فيلا، الرئيس التنفيذي لشركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة: ” نفخر بتواجدنا في ساحة المعركة، وننطلق إلى الأمام برؤية جديدة فيما يخص مشهد الطاقة في العالم، ونقل المهارات والمعرفة وأفضل الممارسات عالمية المستوى إلى المجتمعات التي نعمل فيها“.
وتعكس استثماراتنا البحثية الأخرى نهجًا شاملاً يهدف إلتي مواجهة التحديات الحياتية التي يعيشها العالم والتي تفرضها عليه مشكلة تغير المناخ.
من ناحية أخرى، يكرس فريق العمل في آلمار لحلول المياه جهوده لإدارة كامل الدورة المائية، لغرض توفير المياه للاستهلاك البشري والصناعي من خلال عدد من التقنيات المبتكرة والرائدة والتي تشمل محطات تحلية المياه ومعالجتها.
ويتولى معمل عبد اللطيف جميل للماء والغذاء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، الذي شارك في تأسيسه مجتمع جميل في عام 2014، البحث في التقنيات التي تهدف إلى ضمان إمدادات آمنة ومتسقة وصديقة للبيئة من الموارد الحيوية لعدد متزايد من السكان. وتشمل أوجه التعاون الأخرى بين مجتمع جميل ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر، والذي يهدف إلى التخفيف من حدة الفقر العالمي من خلال ضمان استفادة من يتعرضون للتأثيرات المفرطة لتغير المناخ من السياسات التي يوفرها العلم.
بالإضافة إلى ذلك شارك مجتمع جميل وشركاؤه أثناء مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ ( كوب – 26) في مجموعة من الاجتماعات التي هدفت إلى دفع عجلة التقدم في المجالات الرئيسة التي تتعلق بالتكيف مع تغير المناخ، ويشمل ذلك الأمن الغذائي والصحة.
وقد استضاف مرصد جميل للتدابير الاستباقية في مجال الأمن الغذائي وكليمافور، وهو مشروع تم إطلاقه من قبل كوكينج سيكشنس Cooking Sections وهم المرشحون لجائزة تيرنر لعام 2021 ، اجتماعًا في جولز هاوس في جلاسكو حول تأثير تغير المناخ على الأمن الغذائي في المجتمعات الهشة، وكيفية تأثير النظم الغذائية على مناخنا. وكان من بين المتحدثين إليزابيث أدوبي أوكوسا، مسؤولة الأبحاث وعالمة التربة في منظمة البحوث الزراعية والحيوانية في كينيا (KALTRO)؛ وكوندهافي كاديريسان، العضو المنتدب للمشاركة العالمية والابتكار في منظمة المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية CGIAR؛ وجوين هاينز، الرئيس التنفيذي لمنظمة إنقاذ الطفل Save the Children؛ والبروفيسور آلان دنكان من جامعة إدنبرة والمعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية (ILRI)؛ والبروفيسورة جولي فيتزباتريك الحاصلة علي وسام الامبراطورية البريطانية، وكبيرة المستشارين العلميين في الحكومة الاسكتلندية؛ ومن كوكينج سيكشنس Cooking Sections ألون شواب ودانيال فرنانديز باسكوال؛ ومدير مجتمع جميل جورج ريتشاردز.
وفي الجناح السعودي، استضاف مجتمع جميل ومؤسسة آيون كوليكتف AEON Collective حلقة نقاش لمشاركة النتائج المرحلية لدراسة تجرى في الوقت الراهن عن تأثير تغير المناخ على الصحة في منطقة الخليج. وقد أدارت الجلسة الأميرة مشاعل الشعلان، وقدم فادي جميل بعض الملاحظات، كما ضمت الجلسة البروفيسور الفاتح الطاهر، رئيس مجموعة الطاهر البحثية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وكلير والش من معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر J-PAL؛ وجريج سيكست، من معمل عبد اللطيف جميل للماء والغذاء J-WAFS في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا؛ وانا مارجريدا كوستا من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وميمونة الخليل مديرة المرصد الوطني للمرأة بجامعة الأميرة نورة.
مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) يرسم ملامح الطريق
لا شك أن أزمة المناخ تشكل تهديداً وجودياً لحياتنا. وربما للجنس البشري كله. وهي قضية تؤثر علينا جميعًا، بغض النظر عن مستوى دخلنا والمكان الذي نتخذه وطنا لنا.
ويتفق الخبراء على أنه يجب خفض الانبعاثات بما يقرب من النصف خلال هذا العقد من أجل الحفاظ على هدف مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) المعلن، وهو “عالم لا يزيد معدل ارتفاع درجات الحرارة فيه عن عن 1.5 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية”[16]. ولحسن الحظ لدينا الزخم والدعم الاقتصادي. كما أن هناك أدلة حديثة تثبت أن الطاقة المتجددة في العديد من البلدان قد أصبحت أرخص من بدائل الوقود الحفري.[17]
وقال فادي جميل، نائب الرئيس ونائب رئيس مجلس الإدارة بعبداللطيف جميل “ربما لم يلبي مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) توقعات جميع العلماء والناشطين في مجال المناخ عندما انطلق في جلاسكو، لكن ذلك لم يكن واقعيا”. وعلى الرغم من بعض السلبيات، فالنتائج بلا شك تعد أفضل مما توقعه الكثيرون، وتوفر نقطة انطلاق قوية نحو التزامات بيئية أكثر صرامة في المستقبل القريب”.
“إن التعهدات الوطنية، فضلا عن الاستفادة من قوة رأس المال الخاص، يمكن أن تقربنا من تحقيق هدف الوصول إلي الـ 1.5 درجة والذي يعد بعيد المنال. لقد أطلق مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26) هذه الرحلة. والأمر الآن متروك لنا كي نضمن الوصول إلى وجهتنا وبلوغ هدفنا.
[1] https://www.bbc.co.uk/news/science-environment-56901261
[2] https://www.bbc.co.uk/news/uk-59284505
[3] https://www.independent.co.uk/climate-change/news/cop26-glasgow-pact-alok-sharma-b1956560.html
[4] https://www.bbc.co.uk/news/science-environment-59088498
[5] https://www.bloomberg.com/news/articles/2021-11-10/draft-urges-nations-to-tighten-2030-climate-goals-cop26-update
[6] https://unric.org/en/un-secretary-general-encouraging-signs-in-glasgow-but-not-enough-2/
[7] https://www.bbc.co.uk/news/57975275
[8] https://www.pv-magazine.com/2021/11/02/south-africa-gets-8-5-billion-to-phase-out-coal-boost-renewables/
[9] https://www.bbc.co.uk/news/business-59143027
[10] https://www.independent.co.uk/news/india-scotland-glasgow-france-paris-b1948542.html
[11] https://www.ipcc.ch/report/sixth-assessment-report-working-group-i/
[12] https://www.theguardian.com/environment/2021/nov/15/ratchets-phase-downs-and-a-fragile-agreement-how-cop26-played-out
[13] https://www.bbc.co.uk/news/science-environment-56901261
[14] http://www.news.cn/english/2021-11/11/c_1310305399.htm
[15] https://www.weforum.org/agenda/2021/11/cop26-everything-to-know-about-the-climate-change-summit-on-10-november/
[16] https://www.theguardian.com/environment/2021/nov/09/cop26-sets-course-for-disastrous-heating-of-more-than-24c-says-key-report
[17] https://www.theguardian.com/environment/2021/jun/23/most-new-wind-solar-projects-cheaper-than-coal-report