نحو تحقيق النمو المسؤول

كيف تعمل عائلة جميل من أجل تحقيق طموحات أهداف التنمية المستدامة التي تشاركها مع الأمم المتحدة  فيما يتعلق بالعمل والبنية التحتية والنمو المسؤول

تلك هي الطموحات التي من شأنها أن تغير العالم من حولنا، والتي أطلقتها الأمم المتحدة ضمن أجندة 2030، متمثلة في أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر. إن المرء قد يغفل في بعض الأحيان حقيقة هامة، وهي أن تلك الطموحات والغايات إنما تحمل في طياتها  فكرة جد بسيطة وجد سامية، ألا وهي: مساعدة البشر.

لا شك أن الأهداف الطموحة المتعلقة بحماية البيئة، وحماية كوكبنا، وتحسين أنظمة الغذاء والمياه، وتعزيز المساواة، والتحول إلى الطاقة النظيفة ميسورة التكلفة، وما إلى ذلك، تمثل غايات مهمة ومعقدة في حد ذاتها. إذ قد يتمخض عن كل منها عواقب بعيدة المدى بالنسبة لمجتمعنا إذا ما أخفقنا في تحقيقها بالشكل الصحيح. وتشير الحقائق إلى أن مجتمعنا الذي نعرفه – بل وكوكبنا باسره – سيكافح من أجل البقاء إذا لم يتم تحقيق هذه الأهداف.

إن معظم تلك الأهداف يقوم على مطمح بسيط للغاية، حتى أنه بسبب بساطته  قد يضيع وسط الأفكار الكبيرة، ألا وهو: مساعدة البشرعلى عيش حياة كريمة ومجزية، ومرضية – والأهم من ذلك كله – حياة مستدامة.

يقع هذا المطمح وهذه الفكرة في الصميم من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة الثامن والتاسع والثاني عشر:

• يسعى الهدف الثامن من أهداف التنمية المستدامة إلى تعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل والمستدام وتشجيع العمالة الكاملة والمنتجة وتوفير فرص الحصول على العمل اللائق للجميع.
• ويركز الهدف التاسع من أهداف التنمية المستدامة على التأسيس لبنية تحتية مرنة، وتعزيز التصنيع الشامل والمستدام، وتشجيع الابتكار. وذلك بالإضافة إلى عدد من الأهداف الفرعية لبعض القضايا مثل: زيادة فرص الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتحسين البنية التحتية لدعم رفاهية الإنسان وتحسين فرص الحصول على الخدمات المالية.
• ويتمثل الهدف الثاني عشرمن أهداف التنمية المستدامة في ضمان وجود أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة. وهو يشمل أهدافًا فرعية تتعلق بخفض هدر الغذاء إلى النصف، وزيادة الوعي بالاستدامة، ودعم السياحة المستدامة التي تخلق فرص عمل وتعزز الثقافة المحلية.

على الرغم من ذلك، وكما هو الحال مع العديد من أهداف التنمية المستدامة، ظل التقدم الذي يتم إحرازه من أجل تحقيق تلك الأهداف في شتى أرجاء العالم يعوزه الاتساق، لا سيما خلال فترة 2020-2021. فبحلول منتصف عام 2021، وبعد أن فقد أكثر من 3 ملايين شخص حياتهم، وتعطلت عجلة الاقتصاد العالمي، وانقلبت جميع مجالات الحياة البشرية رأسا على عقب بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، يمكن القول بأن وتيرة ما تحقق من تقدم فيما يتعلق ببعض الأهداف قد تحولت للأسف من “البطء” إلى ” الإتجاه المعاكس”.

لقد دفع التباطؤ الاقتصادي االذي سببته الجائحة بما بين 119 و 124 مليون شخص إلى الفقر المدقع خلال عام 2020، بينما فقد حوالي  255 مليون شخص وظيفة بدوام كامل. وكانت السياحة من أكثر القطاعات تضررا. فعلى الصعيد العالمي، انخفض عدد السائحين الوافدين بنسبة 74٪ خلال عام 2020 مقارنة بعام 2019 ، وهو ما يمثل خسارة تقدر ب 1.3 تريليون دولار أمريكي في نفقات السياحة الوافدة ، أي أكثر من 11 ضعف الخسائر الناتجة عن الأزمة العالمية لعام 2009.

وفيما يتعلق بالبنية التحتية والصناعة، تسببت الجائحة في تعطل سلاسل القيمة العالمية، كما فرضت قيودا على تحركات الأفراد والسلع على حد سواء. وقد نتج عن ذلك تراجعا ملحوظا في الإنتاج الصناعي بلغت نسبته خلال عام 2020 حوالي 8.4٪. ومن المتوقع أن يسجل نمو التصنيع في أقل البلدان نمواً نسبة  تبلغ 1.2٪ في عام 2020، وهو ما يمثل معدلا بطيئا للنمو لا يفي بهدف مضاعفة حصة الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.

وخلال السنوات الأخيرة، ظلت وتيرة تحقيق التقدم فيما يتعلق بضمان أنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة غير منتظمة. ولا تعتبر الجائحة السبب الوحيد وراء ذلك. فعادات الاستهلاك لا تزال بعيدة كل البعد عن فكرة الاستدامة. وتشير البيانات، التي تم جمعها من قبل الأمم المتحدة، إلى ارتفاع نصيب الفرد من البصمة المادية العالمية  بنسبة 40٪ تقريبًا، إذ ارتفع من 8.8 طن متري في عام 2000 ليصل إلى 12.2 طنًا متريًا خلا عام 2017، على سبيل المثال. في الوقت نفسه، زاد استهلاك المواد المحلية للفرد بأكثر من 40٪ خلال الفترة نفسها.  وبالمثل، بلغ المعدل السنوي للنمو فيما يتعلق بإعادة تدوير النفايات الإلكترونية خلال العقد الماضي حوالي 0.05 كجم للفرد. والجدير بالذكر، أن هذا الرقم يجب أن يزيد بأكثر من عشرة أضعاف إذا ما أردنا تحقيق هدف التنمية المستدامة الخاص بجميع النفايات الإلكترونية المعاد تدويرها بحلول عام 2030.

لا شك أن هذه الإحصائيات ترسم لنا صورة قاتمة تدعو إلى القلق. ولكن ذلك يجب ألا يكون سببًا للاستسلام. فعلينا أن نعتبر تلك الصورة محفزا لنا لمضاعفة الجهود المبذولة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وحماية مستقبل مجتمعنا –  بل وكوكبنا.

فعلى الرغم من آثار الوباء، الذي لا يزال مستشريًا في أماكن كثيرة حول العالم، مازال هناك ما يدعونا للأمل. فقد تواصلت المجتمعات حول العالم معًا على نحو لم نشهده من قبل. واتخذت الحكومات إجراءات حاسمة من أجل تطوير خدمات الرعاية الصحية وحماية الوظائف. من ناحية أخرى، شهد العالم تسارعا ملحوظا في التحول الرقمي. كما ساهم التعاون العالمي غير المسبوق في تطوير اللقاحات والعلاجات المنقذة للحياة ونشرها في وقت قياسي.

بالإضافة إلى ذلك، ثمة أسس قوية يمكن الاعتماد عليها في العديد من المجالات. وإن كنا نطمح في العودة إلى المسار الصحيح فيما يتعلق بخطة عام 2030، كما جاء في تقرير الأمم المتحدة المرحلي بشأن أهداف التنمية المستدامة، “سيتعين على الحكومات والمدن والشركات والمجتمعات والصناعات الاستفادة من التعافي لاعتماد مسارات تنمية منخفضة الكربون تتسم بالمرونة والشمول. ومن المنتظر أن تسهم تلك المسارات في الحد من انبعاثات الكربون، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وخلق فرص عمل أفضل، وتعزيز المساواة بين الجنسين ومعالجة التفاوتات المتزايدة “.

إن التزام عائلة جميل بالاستثمار في الصناعات التي تعتبر من العناصر الحيوية للبنية التحتية للحياة، مثل النقل والطاقة والمياه والخدمات المالية والصحة، فضلا عن تاريخنا الطويل في العمل الخيري، يجعلنا نفخر بما نقوم به في إطار تحقيق هذه الغايات، بما يعكس أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة الثامن والتاسع والثاني عشر.

فعلى سبيل المثال، يعكس معمل عبداللطيف جميل العالمي للتعليم في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والذي شارك في تأسيسه مجتمع جميل ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إيماننا بأن التعليم يمكن أن يكون محركا لتعزيز تكافؤ الفرص للجميع، كما أنه يمكن الأفراد من تحقيق إمكاناتهم في مكان العمل. فالتدريب لمدة شهر واحدًا قد يوفر لك عملا مدى الحياة . وعندما تتوافر فرصة العمل للفرد، تتوافر له فرصة للإسهام في المجتمع، وتجعله يفخر بذاته وينعم بالاستقرار الأسري، إذ يتوافرله المال لشراء احتياجاته  فيشعر بالحرية وتقدير الذات.

تعمل المنظمات الأعضاء في معمل عبداللطيف جميل العالمي للتعليم مع أعضاء هيئة التدريس والموظفين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لغرض الاستفادة من الفرص العالمية لتحقيق طفرات في مجال التعليم، مع التركيز على ثلاثة مجالات رئيسة وهي:

• يقوم برنامج بي كيه – 12 التابع لمعمل عبداللطيف جميل العالمي للتعليم J-WEL pK-12 بإعادة صياغة نموذج التعليم قبل المدرسي و التعليم الابتدائي والاعدادي والثانوي، وذلك من خلال تصميم الابتكارات التعليمية والقيام ببحوث حولها وتنفيذها.
• يهدف برنامج معمل عبداللطيف جميل العالمي للتعليم الخاص بالتعليم العالي J-WEL Higher Education إلى إعداد مجموعة من القادة العالميين الذين يستطيعون تغيير مجال التعليم العالي، وهو ما يحقق النجاح للطلاب في جميع أنحاء العالم.
• يعمل برنامج معمل عبداللطيف جميل العالمي للتعليم الخاص بتعليم القوي العاملة J-WEL Workforce Learning مع المدارس والشركات والحكومات والمنظمات غير الهادفة للربح من أجل تغيير طبيعة تعليم القوى العاملة في جميع أنحاء العالم.

و يمثل معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) شكلا أخر من أشكال التعاون بين مجتمع جميل ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وهو ينطوي في جوهره على الطموح السامي نفسه المتمثل في مساعدة الأفراد على النجاة من براثن الفقر وعيش حياة مُرضية. ويقوم قطاع أسواق العمل التابع للمعمل بتقييم المجالات الجاذبة للباحثين عن عمل، وذلك لغرض تيسير دخول الشباب إلى سوق العمل، وتوفير المهارات التي يحتاجها رواد الأعمال من أجل تحقيق النجاح ومساعدة الشركات على النمو والابتكار.

وتشمل المشروعات ذات الصلة بعض البحوث التي تناولت بالدراسة فعالية برامج التدريب المدعومة للشباب في أوغندا، وتأثير الرقابة المالية على عروض عمل المرأة والمعايير الجنسانية في الهند.

وبالإضافة إلى دعم صانعي السياسات فيما يتعلق بتطبيق الأدلة الناتجة عن التقييمات العشوائية في عملهم، يكتب خبراء معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر رؤى السياسات التي تستفيد من الدروس العامة التي تخلص إليها البحوث، وتستخلص النتائج من تقييمات لمنشورات السياسات وملخصات التقييم، وتمول البحوث الجديدة من خلال مبادرة الوظائف والفرص.

المساهمة في توفير الفرص

هناك بعض الأبحاث المهمة التي تشير إلى أن جائحة فيروس كورونا المستجد تركت تأثيرات غير متناسبة على النساء، لا سيما فيما يتعلق بالعمل. لقد ظل مجتمع جميل يعمل بجد في هذا المضمار لأكثر من 15 عامًا، وذلك بهدف مساعدة النساء في الحصول على فرص التدريب والتوظيف.

وفي عام 2006، تأسست نفيسة شمس في المملكة العربية السعودية لغرض توفير بيئة عمل متكاملة للمرأة كي تساعدها على انتاج منتجات حرفية عالية الجودة. ويتحقق ذلك من خلال برامج التدريب المتخصصة وخطوط الإنتاج. وتشمل هذه  لبرامج برنامج العمل من المنزل، والذي يمكن المرأة السعودية من تحقيق التوازن بين المسؤوليات

ويعتمد نجاح نفيسة شمس على إنجازات باب رزق جميل، والتي أضفت الطابع الرسمي على مبادرات تساهم في توفير فرص العمل التي تطلقها عائلة جميل وجمعتها في كيان واحد في العام 2003. ويساعد باب رزق جميل الشباب في المملكة العربية السعودية ومصر والمغرب في العثور على فرص للعمل. وهو يعمل بمثابة حلقة وصل بين الأفراد والوظائف المتاحة. ويساعد في توفير فرص العمل باعتبارها خطوة نحو الاستقلال الاقتصادي، كما يسعى إلى زيادة فرص الحصول على التمويل والدعم للشركات الجديدة والشركات الناشئة.

ويمكن تقسيم الخدمات المقدمة إلى ثلاثة برامج رئيسة:

• يسعى باب رزق جميل للتمويل إلى إحداث تغيير إيجابي في حياة الشباب والشابات الواعدين من خلال مجموعة من برامج التوظيف والتدريب الفعالة.
• يقدم باب رزق جميل للتمويل المصغر قروضًا لأصحاب المشروعات والشركات الصغيرة والمتوسطة والعائلات، كما يوفر خطط سداد مرنة وأقساط شهرية ميسرة.
• ويوفر باب رزق جميل للخدمات مجموعة شاملة من خدمات الأعمال المصممة لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات الناشئة وأصحاب الأعمال في تحقيق طموحاتهم التجارية.

ومنذ تاسيسه،  قام باب رزق جميل ومبادراته الرئيسة بدعم عشرات الآلاف من رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة والعائلات، وذلك من خلال تقديم قروض بدون فوائد. كما ساعد أكثر من 248،000 امرأة على العمل، ودعم ما يقارب عن 35،000 شركة صغيرة من خلال برامج مختلفة. ويشمل ذلك برنامج تملك سيارة أجرة. وقد تجاوزت القيمة الإجمالية لما قدمه باب رزق جميل من دعم  500 مليون دولار أمريكي.

ومن ناحية أخرى، يعمل منتدى MIT لريادة الأعمال في السعودية، والذي يعتبر مجتمع جميل شريكًا رئيسًا فيه، على تمكين الأفراد وتوفير الفرص لهم لتحقيق التميز وتنمية مهاراتهم. وقد تم إطلاق المنتدى بهدف تشجيع منظومة ريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية على وجه التحديد، والاحتفاء بها من خلال مسابقة سنوية. ويقوم المنتدى بتنظيم منتدى الاستثمار في الشركات الناشئة، وهو معرض يمتد لثلاثة أيام ويوفر فرصًا للشركات الناشئة التي تشارك من جميع أنحاء العالم لتوسيع نطاق أعمالها من خلال النفاذ إلى السوق السعودية والاجتماع بالمستثمرين المحتملين.

وبالمثل، وعلى المستوى الإقليمي، يتمثل الهدف الرئيس  لمنتدى MIT لريادة الأعمال في العالم العربي في تعزيز وإثراء النظام البيئي الخاص بريادة الأعمال في العالم العربي، بالإضافة إلى دعم الشركات الناشئة ورجال الأعمال في المنطقة من خلال مجموعة متنوعة من البرامج والمبادرات التي تم تصميمها خصيصيا لغرض دفع عجلة النمو الاقتصادي.

نحو بناء بنية تحتية مرنة

تمثل شركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة ، الذراع الرائد لشركة عبد للطيف جميل للطاقة والخدمات البيئية في مجال الطاقة المتجددة، الدليل الأوضح علي التزامنا بالاستثمار في مجالات “البنية التحتية للحياة” بما يحقق المصلحة لمجتمعنا.

تلعب شركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة  دورا مهما، فهي تسهم في اتجاه التحول إلى الطاقة المستدامة المتجددة، وتكتشف تقنيات جديدة للتصدي لظاهرة تغير المناخ. وتتواجد الشركة في الوقت الحالي في خمس قارات. وقد قامت بإنشاء أكثر من 50 محطة للطاقة المتجددة، ولديها محفظة مشروعات تزيد قدرتها عن 2.7 جيجاوات في أسواق الطاقة الشمسية العالمية في جميع أنحاء أستراليا والشرق الأوسط وأوروبا والهند وأفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية. وتمتلك فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة  أيضا  خطا من المشروعات قيد الإنشاء حالياً بقدرة تزيد عن 9 جيجاواط.

وتمثل أستراليا أحد أكبر الأسواق التي تعمل بها فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة . حيث بلغ حجم استثمارات الشركة فيها حتى الآن حوالي مليار دولار أمريكي. وفي ديسمبر2020، حصلت الشركة على الموافقة على تأسيس مزرعتها التاسعة للطاقة الشمسية في منطقة والا والا، والتي من المنتظر أن تقوم بتوفير الطاقة النظيفة إلى 90 ألف منزل وشركة. وتنضم والا والا إلى مشروعات محطات الطاقة الشمسية القائمة في ميتز وسيباستوبول وجونومبلا وموري، وجميعها تقع في نيو ساوث ويلز، وذلك بالإضافة إلى مزارع الطاقة الشمسية في دالبي وليلفيل (كوينزلاند) ، ووينتون (فيكتوريا).

وبشكل خاص، تُعد محطة دالبي دليلاً على إسهام شركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة في بناء بنية تحتية مرنة لغرض تحفيزالتصنيع المستدام، بما يتماشى مع غايات الهدف رقم 9 من أهداف التنمية المستدامة. ويشمل المشروع  محطة طاقة هجينة تجمع بين توليد الطاقة الشمسية الكهروضوئية وبطاريات تخزين الطاقة في مكان واحد. وتعتبر تلك المحطة أول مشروع هجين لشركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة  في البلاد كما تمثل أولى مشروعات أنظمة بطاريات تخزين الطاقة في كوينزلاند.

وثمة سوق أخرى تتوسع فيها شركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة  بوتيرة سريعة وهو أمريكا اللاتينية، لاسيما المكسيك وتشيلي، التي تمتلك أحد أكثر قطاعات الطاقة المتجددة تقدمًا في القارة.

ويتمثل أحد مشروعات شركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة  في تشيلي في مشروع هجين للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، يوفر إمكانية لإمداد ما يقرب من 250،000 منزل بالطاقة النظيفة على مدار السنة. ويضم المشروع موقعين – محطة طاقة شمسية في شمال البلاد ومحطة لطاقة الرياح في الجنوب.

وتمتلك شركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة  أيضًا محطتين رئيسيتين في المكسيك، تقعا في سان لويس دي بوتوسي وفي بوتريرو.

ومن خلال هذين المشروعين، تمتلك شركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة الآن قدرة مركبة تبلغ 640 ميجاوات في المكسيك. وقد تنامت الشركة لتصبح لاعبًا بارزاً في هذا المضمار خلال فترة جد وجيزة. وهي تعمل حاليا على استكشاف المزيد من الفرص في أوروجواي والبرازيل وبيرو وكولومبيا.

وعلاوة على ذلك، تعمل شركة عبداللطيف جميل على تطوير فرص جديدة في قطاع طاقة الرياح. ففي عام 2019، دشنت شركة عبداللطيف جميل للتجارة العامة باليابان أثنين من توربينات الرياح المصغرة في كيب إريمو الواقعة في جنوب شرق هوكايدو. وتُعرف كيب إريمو في اليابان باسم “مدينة الرياح”، حيث تهب الرياح هناك بسرعة تزيد عن 10 أمتار/ دقيقة لأكثر من 260 يومًا في السنة، وهو ما يجعلها واحدة من أكثر المناطق المناسبة لإنتاج طاقة الرياح في البلاد.

ويقول دانيال ساجي – فيلا، الرئيس التنفيذي لشركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة “بينما يواجه العالم أحد أكبر التحديات التي عرفها على الإطلاق، تفخر شركتنا بوجودها وسط ميدان المعركة. إننا ننطلق إلى الأمام برؤية جديدة فيما يتعلق بمشهد الطاقة في العالم ونقل المهارات والمعرفة وأفضل الممارسات عالمية المستوى إلى المجتمعات التي نعمل فيها”.

الإبتكار في مجال الطاقة

تم إطلاق تكنولوجيا بطاريات تخزين الطاقة على مستوي المرافق لغرض إحداث ثورة في قطاع توليد الطاقة. وتعتبر تلك التقنية ضرورية لوضع بنية تحتية مرنة ومستدامة في الوقت نفسه.

تتيح هذه التكنولوجيا الحصول علي الطاقة من مصادر مستدامة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتوفير احتياجاتنا من الطاقة على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، حتى وإن لم تكن هناك رياح أو شمس ساطعة.

وتعد شركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة رائدة في مضمار هذه التكنولوجيا التي تغير قواعد اللعبة.

وبالإضافة إلى المحطة التي أسستها الشركة في دالبي بأستراليا، فقد دخلت في شراكة مع المطور البريطاني هارموني إنرجي بشأن مجموعة من البطاريات على مستوي المرافق بقدرة تبلغ 15 ميجاوات، في منطقة هولز باي، بدورست، وكذا في منطقة كونتيج ، في ويست سوسيكس، وكلاهما في المملكة المتحدة.

وقد تم تناول هذا الموضوع بمزيد من الإسهاب والتعمق في بودكاست سبوت لايت، الذي يقدمه فادي جميل.

وقد أعلنت شركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة  مؤخرًا عن أكبر مشروع لبطاريات تخزين الطاقة في المملكة المتحدة، والذي سوف يتم إطلاقه وتطويره في كلاي تاي في إسيكس.

ويقوم فريق إف آر في – إكس، الذراع المختص بالابتكار في شركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة ، بإدخال هذه الروح الرائدة إلى قطاع النقل أيضًا، وهو ما أدى إلى مساهمة شركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة  في الجيل التالي من أنظمة النقل العام التي تعمل بالهيدروجين. وقد تمثل أول هذه المشروعات في شراكة مع اتحاد سائقي سيارات الأجرة في مدريد للمساعدة في استبدال ما لا يقل عن 1000 سيارة أجرة تقليدية بمركبات خضراء تعمل بالهيدروجين بحلول عام 2026. وتقوم شركة تويوتا – وهي شريكة لمؤسسة عبد اللطيف جميل في مضمار المركبات منذ فترة طويلة – بتزويد سيارات الأجرة بطراز تويوتا ميراي التي تعمل بخلايا الوقود، والذي حطم الرقم القياسي العالمي، فهو  قادر على السفر لمسافة تصل إلى 600 كيلومتر دون أن يترك أي تأثير سلبي علي البيئة.

ويقع المشروع التاريخي الثاني في أليكانتي، والتي تعتبر رابع أكبر المقاطعات اكتظاظًا بالسكان في إسبانيا، حيث يتعاون فريق إف آر في – إكس مع فيكتاليا Vectalia من أجل تطوير أول نظام نقل يعتمد على الحافلات الخضراء التي تعمل بالهيدروجين على نطاق واسع.

شريان الحياة

وتتكامل النجاحات التي حققتها شركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة الرائدة في مجال الطاقة المتجددة على نحو مثالي  مع أنشطة ألمار لحلول المياه، التابعة أيضا لشركة عبداللطيف جميل للطاقة والخدمات البيئية، فيما يتعلق بزيادة إمدادات العنصر الأكثر أهمية في البنية التحتية للحياة: المياه.

وشركة آلمار لحلول المياه هي شركة متخصصة في توفير القدرات الفنية الخاصة بتطوير البنية التحتية للمياه. ويشمل ذلك مجالات التصميم والتمويل والتشغيل. وفي عام 2019، وكجزء من كونسورتيوم (اتحاد شركات)، تم منحها عقدًا لتطوير واحدة من أكبر محطات تحلية المياه في العالم، وهي محطة الشقيق 3 المستقلة لتحلية المياه. والمحطة حصلت على جوائز، وهي تقع على ساحل البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية. ومن المنتظر أن تتمتع هذه المنشأة، والتي تبلغ تكلفتها 600 مليون دولار، بالقدرة على توفير المياه النظيفة حتي 450،000 متر مكعب من المياه العذبة يوميًا، وهو ما يخدم أكثر من 1.8 مليون شخص.

كما تمتلك شركة آلمار أيضًا حصة كبيرة في محطة معالجة مياه الصرف الصحي في المحرق الواقعة في البحرين. كما أنها تتوسع بوتيرة سريعة في عملياتها في كل من تشيلي ومصر. ويعتبر نمو حافظتها من الأصول الخاصة بالبنية التحتية للمياه دليلاً على نية والتزام عائلة جميل بالتصدي لهذه التحديات الهائلة، وتحسين إمكانية حصول المجتمعات في جميع أنحاء العالم على إمدادات المياه المستدامة.

وكما يوضح فادي جميل، نائب الرئيس ونائب رئيس مجلس إدارة عبداللطيف جميل، في أحدى مقالات سبوت لايت:

“إن الابتكار والتطوير والاستثمار في العمليات والتقنيات التي تمكننا، كمجتمع، من توفير إمدادات كافية من المياه لمجتمعاتنا وصناعاتنا وزراعتنا – بطريقة لا تترك آثار سلبية على بيئتنا بل تتناغم معها – يعتبر من أكبر التحديات التي سنواجهها على الإطلاق”.

نحو نهج أكثر استدامة للأعمال 

إن إيجاد السبل والحلول التي من شأنها تشجيع وتيسير الاستهلاك والإنتاج المسؤول – وهي غايات  الهدف رقم  12 من أهداف التنمية المستدامة – سوف يتطلب إحداث تغييرات شاملة في مجتمعاتنا، إذ سيحتاج الأمر إلى أن تتكيف الشعوب مع أسلوب حياة أكثر كفاءة وأكثر استدامة وأقل هدرًا.

تتبنى شركة المبادئ الأربعة، شركة استشارات منهج إدارة اللين، التابعة لعبداللطيف جميل، مبادئ فلسفة كايزن لإنهاء الهدر والعمليات المسببة له. وهي تعمل بدءب في جميع أرجاء الشرق الأوسط لغرض تقديم المشورة والتدريب من أجل دفع نشاط القطاع التجاري والحكومي نحو نظام يقضي على الهدر ويصل به إلى مستوى الصفر. ويرتكز نهجهم على المبادئ الأساسية للين:

• حدد القيمة من وجهة نظر العميل
• حدد القيمة وتجنب الهدر
• استبدل الهدر بالقيمة
• طور باستمرار

إن تلك المبادىء تمكن الحكومات والشركات من تبني ممارسات استهلاكية وإنتاجية مسؤولة. ولا يقتصر الأمر على خفض التكاليف وحسب، بل ينطوي على عملية تضمين لعناصر فعالة، مستدامة وطويلة الأجل، تقضي على الهدر وتحسن العوائد وتخلق قيمة لدى العميل.

إن أنشطة شركة المبادئ الأربعة، وشركة ألمار لحلول المياه، وشركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة  وجميع المبادرات الأخرى، التي تم تناولها في هذا المقال، تمثل دليلا علي الالتزامات والاستثمارات التي تفخر عائلة جميل بأنها تسهم من خلالها في تحقيق الغايات الطموحة لأهداف التنمية المستدامة. إنه نهج ورؤية يعود تاريخهما إلى أكثر من 75 عامًا، وهو تاريخ ميلاد شركة عبداللطيف جميل. ونحن نأمل أن يمتد العمل والإنجازات إلى ما هو أبعد من ذلك في المستقبل.

ويقول فادي جميل، نائب الرئيس ونائب رئيس مجلس إدارة عبداللطيف جميل: “يمكننا من خلال الخيارات والاستثمارات التي نقوم بها اليوم، أن نقدم مساهمة حقيقية لحماية مجتمعنا وأسلوب حياتنا وكوكبنا من أجل الأجيال القادمة. ومن خلال الابتكار والتصميم، يمكننا العمل معًا لتنفيذ طرائق أكثر استدامة وإنصافًا لتوفير فرص للجميع وتعزيز مجتمعاتنا وتطوير اقتصاداتنا “.

للتعرف علي المزيد حول كيفية مساهمة أنشطة عائلة جميل في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، يمكنك زيارة الموقع الالكتروني: https://jameel75.com/sdg لمشاهدة الفيديو الخاص بنا وتنزيل تقرير موجز.