الإبداع. تصميم الاتصالات. البيانات. تعيين وكالة إبداعية جديدة لإعادة تشكيل قطاع الإعلام في المنطقة من خلال الذكاء الاصطناعي
بعد أكثر من 20 عامًا من النجاح الذي حققته وكالة DriveDentsu التابعة لشركة عبد اللطيف جميل في قطاعات الإعلان والإعلام في الشرق الأوسط، كشفت عبد اللطيف جميل عن خططها الطموحة لتطوير وكالة إبداعية جديدة تعتمد على التكنولوجيا في المنطقة، تركز على التخطيط المكثف للقنوات وإنشاء المحتوى والتوزيع والتحليل المعتمد على البيانات.
Delphys الشرق الأوسط (DelphysME) هي نتيجة شراكة رائدة بين عبد اللطيف جميل والوكالة الإبداعية اليابانية الدولية Delphys.
تعتبر شركة Delphys جزءًا من مجموعة تويوتا، بالرغم من أنها تعمل بشكل مستقل تمامًا.
ومن خلال المقر الرئيسي في دبي ومكاتب جدة والرياض، يقدم المشروع الجديد خدمات في كل شيء بدءًا من التميز التجاري والتصميم إلى الإستراتيجية والتحليلات الرقمية.
قاد نوريوكي هيجاشي شركة Delphys ME بالتعاون مع رمزي أبو ضرغام (مدير العمليات) وميشيل زوين (المدير التنفيذي للإبداع) وحبيب سابا (المدير الإداري لتطوير الأعمال).
يضطلع الفريق بمسؤولية تحقيق أعمال تعتمد نهجًا يقوم على البيانات عبر جميع الأنشطة، بما في ذلك محرك الذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة والذي يطلق عليه اسم “Hiro”، والذي سيساعد في تزويد العملاء برؤى متقدمة وإرشادات إستراتيجية.
التعلم من التجربة
تحل DelphysME محل DriveDentsu التي تأسس في عام 2005 بعد أن انضمت شركة Drive Communications، الشركة الإعلامية والإعلانية الأصلية لشركة عبد اللطيف جميل التي تأسست عام 1997، إلى
الشبكة العالمية للوكالة اليابانية الإبداعية Dentsu. كان رمزي أبو ضرغام مديرًا إداريًا في DriveDentsu لمدة تسع سنوات حتى أُغلقت في أوائل عام 2018. ويشغل الآن موقع مدير العمليات في DelphysME، ويتيح له هذا الموقع المثالي الاستفادة من خبرته السابقة للمساعدة في قيادة وكالة جديدة مزدهرة لخدمة منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
وقد صرح قائلاً “اعتمدت Drive نموذج الوكالة التقليدي، بعد أن أنشئت في الأصل كوكالة داخلية.” “ولكن خلال السنوات العشر الماضية، كان لتقدم التكنولوجيا ووسائل الإعلام الرقمية تأثير متزايد على الطريقة التي يرى بها المسوقون أعمالهم التجارية. وبحلول عام 2015، أصبح من الواضح أن نموذج أعمال Drive لم يعد مستدامًا. في الوقت نفسه، كانت إستراتيجية Dentsu العالمية تتغير أيضًا. وقد قررنا أن هناك حاجة إلى نهج جديد تمامًا للدور المحوري للتقنية المعترف بها في تحقيق أهداف الإعلان والتسويق للعملاء.”
حدث الانتقال من DriveDentsu تدريجيًا على مدار عامي 2016 و2017. وبحلول أوائل هذا العام، كان رمزي والفريق المكون من قرابة 100 شخص جاهزين للالتحاق رسميًا بعمليات Delphys الوليدة في الشرق الأوسط. وأوضح قائلاً “لقد رأينا فرصةً لدمج الشركتين في كيانٍ جديد ومن هنا كانت نشأت DelphysME، واتجاهها الجديد.”
يقول هيجاشي سان “بالرغم من الشكوك السطحية الحالية في المناخ الاقتصادي، إلا أن منطقة الشرق الأوسط لا تزال تتمتع بالكثير من الإمكانات المستقبلية نظرًا لوجود عدد كبير من سكانها من الشباب والمتمرسين في المجال التكنولوجي، كما أن الحكومات تبذل الكثير من الجهود في البرامج التحويلية التي تقدم إمكانات مثيرة للاهتمام، مما يجعلها مكانًا متميزًا لشركة Delphys لاستثمار النمو المستقبلي” “ومع كون عبد اللطيف جميل أحد أبرز الموزعين العالميين لشركة تويوتا كشريك موثوق به لشركة تويوتا موتورز (TMC) منذ أكثر من 60 عامًا وDelphys شركة تابعة لشركة تويوتا، يمثل التآزر في النهج الثقافي والتجاري أمرًا منطقيًا في هذه الشراكة.”
ومن حيث القيمة المضافة للعملاء في المنطقة، علق هيجاشي سان قائلاً “إن معرفتنا ومهارتنا العالمية في مجال التكامل والمحتوى والتسويق الرقمي والشخصي والتوزيع المباشر تضعان شركة DelphysME في موقع فريد جدًا يمكنها من إضافة قيمة إلى العلامات التجارية وتقديم إجاباتٍ ضرورية على المشهد الصناعي دائم التغير في المنطقة”.
الإنسان الرقمي
مدى السنوات القليلة الماضية، انتهت شركة Delphys من عمليتها التحويلية، بالتحول نحو التكنولوجيا والتسويق الرقمي والتوجيهي وبعيدًا عن مزيج التسويق الجماعي التقليدي للإعلانات التلفزيونية والإذاعية والإعلانات خارج المنزل.
وهي الخطوة التي حققت توزيعات أرباح فعلية للعملاء الحاليين بما في ذلك باناسونيك وكانون والخطوط الجوية اليابانية وعدد من البنوك اليابانية الكبرى.
ويأمل رمزي الآن في تكرار هذا النجاح مع DelphysME.
حيث يقول: “تجمع Delphys ME بين التجارب والوسائل الرقمية والتكنولوجيا بطريقة تجعلنا متفردين بالنسبة للوكالات الإبداعية الأخرى. فنحن نركز على ثلاثة مجالات: تصميم الاتصالات، حيث نعمل مع العملاء لإيجاد حل لمشكلاتهم التجارية أو التسويقية؛ وإنشاء المحتوى، حيث نحدد المشكلة وننشئ محتوى لها؛ والتوزيع والبيانات، والذي يساعدنا على خدمة المحتوى الخاص بنا استنادًا إلى سلوكيات الجمهور وتفضيلاته وسجل أنشطته واحتياجاته ورغباته.
“وقد كان نموذج العمل السابق يستخدم وسائل الإعلام الإذاعية بصفة أساسية، مثل التلفزيون أو الراديو، حيث يحصل الجميع على نفس الرسالة في نفس الوقت.
أما ما نقوم به الآن فهو تحديد العملاء وسلوكهم الشخصي الفريد، والأهم من ذلك، دوافعهم ورغباتهم. ثم ننشئ محتوى مخصص designed لهم ونتابع ذلك المحتوى عبر قنواتٍ مختلفة، ونختبره بالتفصيل ونتفاعل مع العملاء لتحسين العلاقة بينهم وبين الجهة المعلنة.”
استغلال ثورة البيانات
إن استخدام التكنولوجيا المتطورة والبيانات الضخمة لتحقيق أهداف الإعلانات الخاصة بالعملاء هو جوهر اهتمام DelphysME.
بل إنها تقوم بتطوير محرك الذكاء الاصطناعي الأحدث الخاص بها والذي يطلق عليه اسم “Hiro” لإبلاغ القرارات الإعلامية، بناءً على عوامل العالم الحقيقي والسلوكيات الملاحظة وبيانات المستهلك.
“يمكننا تغذية بيانات Hiro وفي الوقت نفسه ضبط مؤشرات الأداء الرئيسية لتوجيه عملية صنع القرار به. وقد يمثل شيء بسيط أحد الأمثلة على ذلك، مثل تأثير الطقس على سلوكيات الإعلانات لدى الأشخاص. كيف يؤثر يوم ممطر على نوعية مقاطع الفيديو التي يشاهدها المستخدمون على يوتيوب، وما هي المدة التي يستغرقونها في مشاهدتها؟ ويمكن أن يؤدي ذلك إلى توجيه مبتكرينا بطريقة مختلفة وهو الهدف الرئيسي لـ Hiro. لا يزال Hiro في مراحله الأولى، ولكننا نعتقد أنه يستطيع مساعدتنا في أن نصبح شركة رائدة في قطاع الإعلانات في المنطقة.”
الاستجابة للديموغرافيات الفريدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
من خلال القدرة على إنشاء وتعقب مواد إبداعية استثنائية عبر جميع القنوات الرقمية، من صفحات الويب البسيطة وصولاً إلى المسلسلات التلفزيونية أو العروض الترويجية داخل التطبيق مع شركات مثل أوبر، يثق رمزي في نجاح DelphysME. كما أنه يتميز بالواقعية أيضًا – ويسارع إلى إدراك البيئة المعقدة التي ستعمل فيها هذه الوكالة الجديدة المثيرة.
لا شك في أنه توجد تحديات في الشرق الأوسط كما هو الحال في الأسواق العالمية الأخرى، مثل انخفاض موازنات الإعلان والتسويق على مدى السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة. ومع ذلك، فإن رمزي متفائل بالمستقبل
“لدينا مجموعة من الشباب المتمرسون بدرجة هائلة في مجال التكنولوجيا. لذا، وبينما ينخفض الإنفاق الإعلاني التقليدي، فإن التركيبة السكانية للمنطقة تعني أن الإنفاق الرقمي والمتنقل في ازدياد. وقال “هذا هو المكان الذي نرى فيه ما يميزنا على نماذج الوكالات التقليدية التي لا تزال تركز على وسائل الإعلام الجماهيرية.”
طموحات المستقبل
نه يتميز بنفس القدر من الصراحة في طموحه بشأن DelphysME. “من خلال التكنولوجيا ونموذج العمل الجديد لدينا، يمكننا خدمة منطقة الشرق الأوسط بأكملها من دبي. ولا يتعلق الأمر بتقديم محتوى مختلف في أسواق مختلفة، بل يتعلق بتكييف اقتراحات عملائنا لتناسب جماهير مختلفة، بغض النظر عن مكان وجودهم في الإمارات العربية المتحدة أو المملكة العربية السعودية أو في أي مكان آخر في المنطقة.”
إنه يُشبّه هذه المشكلة بمشكلة المعلنين الذين يعملون في الولايات المتحدة. فهو يشير إلى المعلنين الذين يستهدفون ملامح عملاء محددة بدلاً من النظر إلى مدن أو ولايات فردية، مثل نيويورك أو كاليفورنيا.
“إنهم قد يستهدفون مجموعة ثقافية معينة، مثل الأمريكيين الآسيويين، أو فئة عمرية محددة، أو مجموعة اهتمامات، مثل مالكي السيارات فوق سن الأربعين. مع عمق البيانات التي لدينا الآن في متناول يدنا، يمكنك تقسيم جمهورك واستهدافه
بأي عدد من الطرق المختلفة. وسنطبق هذه الاستراتيجية نفسها على الشرق الأوسط،” على حد قوله.
مع تزايد التداخل بين العالم الحقيقي والعالم الرقمي في جميع أنحاء المنطقة وفي جميع جوانب حياتنا تقريبًا، تساعد DelphysME في دفع قطاع الإبداع في الشرق الأوسط نحو مستقبل ديناميكي يعتمد على البيانات.