عيادة عبد اللطيف جميل لتقنيات التعليم الآلي في مجال الرعاية الصحية (J-Clinic): عام من التقدم
بمناسبة مرور عام على تدشينها – تحدث السيد/ أنانثا تشاندراكاسان، عميد كُلّية الهندسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ورئيس عيادة عبد اللطيف جميل لتقنيات التعلم الآلي في مجال الرعاية الصحية (J-Clinic) حول التقدم الذي تحقق في هذا المشروع الذي يُعتبر ثمرة تعاون بين مجتمع جميل ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا
عُين السيد/ أنانثا تشاندراكاسان، عميد كُلّية الهندسة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والأستاذ/ فانيفار بوش، رئيس قسم للهندسة الكهربائية وعلوم الحاسب الآلي رئيسًا لعيادة عبد اللطيف جميل لتقنيات التعلم الآلي في مجال الرعاية الصحية (J-Clinic) في أكتوبر من العام 2018. وعلى مدار العام الماضي عمل كل من السيد/ أنانثا تشاندراكاسان والفريق التابع لعيادة. (J-Clinic) بجد واجتهاد على بناء علاقات متينة مع مقدمي الرعاية الصحية داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها، بهدف توسيع حدود عمليات البحث العالمية في مجال الرعاية الصحية بغية إضفاء تأثيرات حقيقية في مجال مكافحة الأمراض، وعلم التشخيص، واكتشاف العقاقير الطبية وتطويرها.
س: بعد مُضي عام واحد على إطلاق عيادة (J-Clinic)، هل أنت راضِ عن التقدم الذي تحقق حتى الآن؟
ج: لقد كان عامًا رائعاً بالنسبة لعيادة J-Clinic. وتمثلت أكبر الإنجازات التي حققناها في تعيين مجمع الباحثين العاملين في مجال تقاطع الصحة والذكاء الاصطناعي، وفي بعض المجالات الأخرى، على سبيل المثال تشخيص الأمراض، واكتشاف العقاقير، والطب المتخصص، وكذلك التعريف بأعضاء هذا المجمع.
ويكمن الجانب الهام من هذه الخطوة في رفع الوعي بهذا المجمع داخل أوساط معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT. وقد بدأنا بالفعل العمل على ذلك بنجاح خلال الاثني عشر شهراً الماضية. كما ترتكز طريقة عملنا بالكامل على التعاون مع مقدمي الرعاية الصحية، ونحتاج الوقت لتنسيق هذا التعاون. ورغم ذلك، فإن فريق المحققين الرئيسين التابعين لنا يعملون في الوقت الحاضر مع المستشفيات العاملة في كافة أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية وقد بدأوا بالفعل في إحراز تقدم مهم.
وتستغرق عملية إنشاء أي مركز أبحاث جديد بعض الوقت بطبيعة الحال، وقد انصب تركيزنا على مدى العام الماضي على توجيه دعوة لتقديم مشاريع مقترحة، ومن ثم دراسة هذه المقترحات، وتمويل أعضاء هيئة التدريس. كما قمنا بتعيين نخبة من أفضل المواهب القادمة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، من الحاصلين على جوائز زمالة التخرج ،وبالتالي استطعنا استقطاب المواهب المتخصصة في علوم الحاسب الآلي والهندسة البيولوجية إلى مجمعنا.
س: هل حققت بعض مشاريع بعينها تقدماً نوعياً ؟
ج: إجمالًا نعمل في الوقت الحالي على تمويل 18 مشروع، وتعمل جميع هذه المشاريع مع المستشفيات إلى حد ما. ومعظم هذه المستشفيات قائمة في الولايات المتحدة الأمريكية، لكننا بصدد التشاور مع مستشفيات أخرى، من بينهم واحدة في اليابان، قام بتقديمنا لهم محمد عبد اللطيف جميل – ونحن في صدد تحقيق نتائج جيدة.
وتتعاون السيدة/ ريجينا بارزيلاي، إحدى قادة هيئة التدريس في عيادة J-Clinic، مع مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن بغية المساعدة في التنبؤ بسرطان الثدي وذلك باستخدام بيانات صور الثدي الشعاعية.
كما أن السيدة/ ريجينا من بين المنظمين للندوة السنوية التي ستعقد في ربيع العام 2020 وتتناول اكتشاف عقار يعمل بالذكاء الاصطناعي وتصنيعه. وقد لعب مجتمع جميل دورًا فاعلًا في الإعلان عن هذه الورشة.
وتعمل البروفيسور/ دينا كتابي، إحدى أعضاء مجمعنا، بالتعاون مع مايو كلينك في مدينة روتشستر بولاية مينيسوتا. كما تقوم بعمل رائع في رصد نوبات الصرع باستخدام موجات الراديو بدون استخدام أي أجهزة على جسم المريض.
هذه مجرد بداية لكنها تبدو واعدة.
س: كيف يبدو تجاوب هذه المستشفيات مع هذه النوعية من التعاون؟
ج: أبدت المستشفيات على مدى العقد الماضي اهتماماً كبيراً بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي بغية تشخيص الأمراض ووصف الأدوية على نحو أفضل. وما يزال فهم مدى إمكانية هذه التقنية المذهلة قيد التطور، وما يزال هناك إمكانات هائلة لإجراء المزيد من الأبحاث في ذلك المجال واعتقد أن القائمين على المستشفيات قد بدأوا في إدراك ذلك.
فعلى سبيل المثال، في عدة حالات لا نكتفي فقط بتشخيص المرض، حيث يتعين علينا أن نتمكن من توضيح السبب وراء النتيجة التي توصلت إليها الخوارزمية. كما يكمن هدفنا في زيادة المعرفة لدى أصحاب المهن الطبية ومساعدتهم في تقديم خدمات طبية أفضل.
ونفكر الآن في كيفية عمل الآلات والبشر سويًا بأفضل السبل. وفي الحقيقة يجرى كل من الأستاذة/ جولي شاة والأستاذ/ بيل أوليت مسابقة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا للذكاء التعاوني لطلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا – مع تقديم جائزة قدرها 50,000 دولار أمريكي – بغية استكشاف كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي التعاوني وعلوم الحاسوب في تمكين الإنسان. ومن الواضح أن الصحة ستمثل جزءاً مهماً من ذلك.
وعملت الأستاذة/ جوليا بنفسها على استخدام الإنسان الآلي وتوصلت إلى طريقة تتيح قيام الإنسان الآلي بالعمل كممرض حيث يضع جداول زمنية لمختلف الإجراءات الطبية في المستشفيات. وهناك العديد من المجالات التي نرى فيها عمل الآلات والبشر سويًا.
ويكمن جزء كبير مما نقوم به داخل عيادة J-Clinic في تشجيع عملية التبني من خلال تعليم العاملين في المجال الطبي، ويمثل ذلك جانب آخر نجحنا خلاله في قطع أشواط كبيرة خلال العام الأول من عملنا. ومن الواضح بأن التكنولوجيا الخاصة بالذكاء الاصطناعي تتطور بسرعة كبيرة، تماماً كما تزداد رغبة مقدمي الخدمات الصحية في تبني هذه التقنيات بوتيرة سريعة أيضاً.
س: ما أهمية الحوار بينكم وبين المستشفيات وعملهم معكم على استكشاف فرص جديدة يمكن خلالها للذكاء الاصطناعي إحداث فارق؟
ج: لا شك بأن ذلك يكتسب أهمية بالغة وهو ما يؤكد الجوانب الريادية لعيادة J-Clinic.
قمنا بإطلاق برنامج مشاريع النماذج الأولية وذلك بقيادة مركز ديشباندي ومبادرة الابتكار التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بغية إنشاء مسارات جديدة للأفكار ذات التأثير. ويعمل أول مشروع نموذج أولي على التركيز في دعم مهمة عيادة J-Clinic في احتضان البحوث في تقاطع علوم الحاسب الآلي، والبيانات الضخمة، وعلوم الحياة.
وبدلًا من البدء بمحاولة إيجاد حل، يعمل مشروع عيادة J-Clinic للنماذج الأولية على تحديد الفرص غير المعروفة من قبل، وذلك قبل الشروع في صياغة الحلول لدى شبكة الطلاب والباحثين وأعضاء هيئة التدريس التابعين لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
ويتيح ذلك لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وعيادة J-Clinic التوصل إلى القيمة الكامنة من ذلك الاكتشاف العلمي، والعمل على بناء نظام إيكولوجي، وتدريب رواد الأعمال على إعداد مشاريع تعمل على تناول المشاكل الكبرى مع الأسواق العالمية.
س: ما هي التحديات الرئيسة التي واجهتها خلال السنة الأولى من العمل في عيادة J-Clinic؟
ج: يعتمد نجاح الجهود التي نبذلها إلى حد بعيد على قواعد البيانات التي يمكننا الوصول إليها، ولكن نواجه حساسية واضحة من قبل المستشفيات التي تقوم بتقديم البيانات. فنحن نتعلم ونتبنى ونحقق تقدم هائل في بناء هذا النوع من الاتصالات وإعداد حلول آمنة.
أود أن ألحظ خطى متسارعة في هذا المجال، لكنني على ثقة بأنه بمجرد تفعيل التعاون، سنتمكن من الوصول إلى قدر هائل من البيانات. فما نحاول القيام به كعيادة يكمن في الوصول إلى مزيد من المؤسسات حتى نتمكن من إنشاء مجمع أوسع.
س: إلى أي مدى يبدو من الصعب التعريف بالمشاريع التي تقومون بتمويلها حالياً والبالغ عددها 18 مشروعًا ؟
ج: لدينا 43 طلب للجولة الأولى من التمويل، وجميع هذه الطلبات تنسجم مع أعلى المعايير، كما شمل الكثير منها العديد من أعضاء هيئة التدريس، وبالتالي فقد شهدنا مشاركة كبيرة من مجتمع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
وتبدو هذه النتائج طيبة، وأتوقع نمو ذلك بسبب نمو عدد الأشخاص الذين بحاجة إلى الرعاية الصحية، ونمو عدد الأشخاص الذين يستخدمون تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقد بادرت عيادة J-Clinic إلى تأسيس ذلك المجمع.
كما أننا نحاول استكشاف المزيد من أوجه التعاون الأخرى مع عيادة J-Clinic على صعيد التوسع بالأثر، ونحن بصدد إجراء حوار مع الشركات والمؤسسات حول كيفية العمل المشترك لأجل التوسع في حضور عيادة J-Clinic ونطاق تأثيرها.
س: هل من المهم إقامة أي من أوجه التواصل مع معامل جميل الأخرى بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا؟
ج: نعم، وبطبيعة الحال حققنا تقدماً جيداً في هذا المجال، ولاسيما في التعليم، وذلك بالتعاون مع معمل عبد اللطيف جميل العالمي للتعليم. ومن المهم بالنسبة لي، بجانب الاستفادة الكبيرة من شبكة المستشفيات التي نمتلكها في الولايات المتحدة الأمريكية، أن يكون لعيادة J-Clinic تأثير ملحوظ في الأسواق الأقل نموًا مثل المجتمعات الريفية في الهند، حيث تبذل إحدى الجهات المانحة جهوداً جديرة بالإعجاب.
كما نود أن نتمكن من تقديم التقنيات اللازمة والأجهزة الطبية التي تتميز بالتكلفة البسيطة إلى جانب الذكاء الاصطناعي إلى المناطق النائية في أفريقيا وغيرها من المناطق في الدول النامية – واعتقد بأن معمل عبد اللطيف جميل لمكافحة الفقر قادر على لعب دور محوري في هذا المجال.
س: في النهاية ما الذي يمكن أن نترقبه في العام المقبل؟
ج: أتوقع أن تثمر جهودنا مبكراً فيما يتعلق بالبحث الذي باشرنا به، مع تحليل قواعد بيانات حقيقية، ونشر المزيد من الأوراق، وتبني هذا البحث مبكراً ضمن المستشفيات.
وآمل احراز المزيد من التقدم في برنامج مشاريع النماذج الأولية، حيث يمكننا تحديد مجالات جديدة ومهمة بغية تطوير التقنية التي يمكن أن تؤدي إلى إطلاق مشاريع ناشئة بصورة مباشرة. كما أتوقع تحقيق قدر هائل من التقدم في التعليم مع إجراء مزيد من الحلقات الدراسية حول الذكاء الاصطناعي والصحة بالإضافة إلى إقامة مزيد من المعسكرات التدريبة والندوات حول اكتشاف العقاقير.
كما آمل بناء علاقة واحدة على الأقل من علاقات التعاون الصناعي الكبرى، تتيح لنا توسيع التمويل الذي نحصل عليه لتغطية مزيد من المجالات، وإشراك المزيد من الأفراد، وتعزيز مجمع عيادة J-Clinic.