لعيادة عبد اللطيف جميل لتقنيات التعلم الآلي (J-Clinic) هدف طموح جريء يتمثل في إحداث تغيير شامل في المخرجات والنتائج الطبية للناس في أنحاء العالم إذ تمثل العيادة أحدث تعاون بين مجتمع جميل ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في بوسطن.

فالتوجه الرئيسي هو التركيز على تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي للتعلم الآلي (AI) قادرة على إحداث طفرة في الوقاية من الأمراض واكتشافها وعلاجها حتى وإن كانت J-Clinic، رابع تعاون رئيس بين مجتمع جميل وماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) – لا تزال في بداية عملها.

وستركز العيادة على الخروج بتقنيات تعلم آلة عالية الدقة، اقتصادية التكاليف وقابلة للتوسع وطرح تلك التقنيات تجارياً في قطاع الرعاية الصحية تبدأ من التشخيص وصولاً للأدوية ولتشمل حالات عسيرة مثل السرطان والزهايمر ومرض باركنسون والسكر والكلى والربو.

بحسب Accenture، فإن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في اقتصاد الرعاية الصحية من شأنه تحقيق وفورات سنوية تقارب 150 مليار دولار بحلول عام [1]2026 . ومن هذه التوفيرات 40 مليار دولار أمريكي يمكن توفيرها بالاعتماد على الجراحة بمساعدة الروبوت، و5 مليار دولار أمريكي في التشخيص الأولى، و3 مليار دولار خلال تشخيص الصور الطبية. أما إذا تكرر التوجه وطُبق على مستوى العالم، فإن الأثر المالي لهذا الذكاء الاصطناعي في قطاع الرعاية الصحية سيكون هائلاً. لذا تنوي J-Clinic أن تكون في صدارة هذه الثورة الطبية.

يُعلق السيد حسن جميل، رئيس مجتمع جميل بالمملكة العربية السعودية، على الأمر قائلاً: “إن الدفع بخبرات ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في مجال تعلم الآلة إلى مجال الرعاية الصحية من شأنه إحداث تحول كبير في المنتجات الطبية المقدمة للناس حول العالم.

فالرعاية الصحية مثلت جانبًا مهمًا لأنشطة مجتمع جميل منذ بدايات انطلاقنا، وذلك بدء من تأسيس أول مستشفى غير ربحي للتأهيل البدني في المملكة العربية السعودية وحتى الشراكة مع مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة. وها هي J-Clinic تواصل رحلتها في دعم أحدث البحوث والابتكارات في مجال الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية والعالم أجمع.”

إن هذا الجمع بين الرؤى السريرية والبيولوجية وتعلم الآلة يثير الطموح ويحرك الآمال نحو إحداث تحول عالمي في مجال الرعاية الصحية والمجالات الطبية الهادفة إلى إنقاذ حياة الملايين من البشر، وطرح تقنيات جديدة، وتحسين صناعة الرعاية الصحية كاملة في شتى أنحاء الكوكب.

 

تستند J-Clinic على خبرات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في علوم الأحياء الخلوية وعلو الأحياء الطبية، وعلوم الحاسب، والهندسة، والعلوم الاجتماعية للمساعدة في الدفع بالتقدم في ثلاث مجالات رئيسية:

  1. طرق الطب الوقائي وتقنياته مع إمكانيات وآفاق تغيير مسار الأمراض غير المعدية بالسيطرة عليها.
  2. اختبارات تشخيص اقتصادية التكاليف قادرة على اكتشاف المشاكل الصحية والحد منها على السواء.
  3. تطوير العقاقير واكتشافها لتمكين الوصول إلى اكتشاف وتطوير أسرع وأرخص للدوائيات الجديد، وبخاصة العقاقير المستهدفة للعلاجات الفردية الخاصة.
تعيين أنانثا ب شاندراكاسان، عميد كلية الهندسة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، رئيساً لعيادة J-Clinic. يُعلق شاندراكسان قائلاً: “ستحقق عيادة J-Clinic فارقًا في حياة المرضى في كل أنحاء الأرض بدءاً من المستشفيات الكبرى وحتى القرى في العالم النامي. “فهي ستنطلق من خبرات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) الطويلة في المجالات البيولوجية الطبية، لعقود من التعاون مع أرقى المستشفيات التعليمية عالمية المستوى في بوسطن، وصلاتنا بأكثر شركات العالم البيوتكنولوجية.”

ريجينا بارزيلاي وجيمس كولينز عينا كقائدان مشاركان في افتتاح عيادة J-Clinic. تقول بارزيلاي “إن كل شيء في حياتنا اليوم يسري وفق توقعات تعلم الآلة، سواء كان السفر أو البنوك أو التسلية” والجزئية الوحيدة التي لا ننتفع فيها بهذه التقنية الفعالة هي أكثر ما يؤثر فينا وعلينا، ألا وهي الرعاية الصحية.

لذا فإن هدف المركز هو تغيير ذلك. فنحن نطمح في تقديم أفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي التي نطورها في معاملنا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) لمستشفيات الولايات المتحدة وعياداتها و لأنحاء العالم أجمع.”

استخدامات الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية

تقنيات تعلم الآلة والذكاء الاصطناعي تدفع بالفعل آفاق الرعاية الصحية إلى جوانب لم يُحلم بها قبل عقد أو عقدين.

فشركة الذكاء الاصطناعي DeepMind قد قدمت أداة في مستشفى Royal Free Hospital بلندن لتحليل البيانات الصحية المباشرة لتحديد المرضى الذين تهددهم مخاطر فقدان عمل الكلية المفاجئ والقاتل[2].

يُستخدم الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة بالفعل في مكافحة مرض السكري والذي يقدر تكاليفه السنوية بأكثر من 245 مليار دولار أمريكي في فواتير طبية وفاقد أجور[3]. ولقد نجحت منظومة Virta التي ضمت تطبيق هاتف ذكي، وبرنامج ذكاء اصطناعي وأطباء فعليين في مساعدة 87% من المرضى الذي كانوا يعتمدون على الأنسولين للتحكم في حالتهم الطبية لتقليل جرعاتهم أو التخلص من استخدام الأنسولين كليًا[4].

على غرار مماثل، سيمكن استخدام الذكاء الاصطناعي من مراجعة وترجمة الماموجرام بسرعة أكثر 30 مرة وبدقة تبلغ 99% بما يقلل الحاجة لخزعات غير ضرورية وكذلك البلبلة والتوتر العصبي إزاء أخطاء التشخيص.[5][6]

لقد تبين أن الذكاء الاصطناعي بمقدوره الوقوف بدقة على الشذوذات في صور الأشعة المقطعية على الصدر، أسرع من الفحوصات اليدوية بما يتراوح بين 62% و97%، بما يمنح متخصصي الأشعة وقت أكثر للتركيز على المراجعات والفحوصات التي تتطلب تفسيرًا أو تقييما أكبر[7].

لا ريب أن إمكانيات الذكاء الاصطناعي في خفض تكلفة اكتشاف العلاجات وتطويرها وخفض وقت التطوير واضحة وجلية.

نوفارتس Novartis، وسانوفي Sanofi، وفايزر Pfizer، وغلاكسو سميث كلاين GlaxoSmithKlein، وأمجين Amgen وميرك Merck وغيرهم هم أمثلة على عمالقة صناعة الأدوية الذين أعلنوا شراكات مع شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة التي تهدف لاكتشاف مجموعة من الأدوية الجديدة للأمراض، من علم الأورام وطب القلب[8].

تستخدم فايزر Pfizer تقنيات IBM للذكاء الاصطناعي Watson للبحث عن علاجات الأورام المناعية، فيما وقعت سانوفي منصة شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة بالمملكة المتحدة Exscientia، للوقوف على علاجات لأمراض الأيض، وتستخدم شركة Roche التابعة لـ Genentech نظام ذكاء اصطناعي لتعزيز بحث الشركة متعددة الجنسيات عن علاجات للسرطان[9].

 

شراكة دائمة مستمرة

إن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ومجتمع جميل شريكان قويان منذ أمد بعيد وتجلت الشراكة في ثلاثة تعاونات رئيسية هي مختبر جميل لمكافحة الفقر (J-PAL)، الذي أنشئ عام 2003؛ ومعمل عبداللطيف جميل لأنظمة الماء والغذاء (J-WAFS))، الذي أنشئ عام 2014، ومعمل عبد اللطيف جميل العالمي للتعليم (J-WEL) الذي أنشئ عام 2017.

يعلق السيد فادي جميل، رئيس مجتمع جميل الدولي، قائلاً “”لقد عملنا معا لأكثر من عشرين عام لجعل العالم أفضل.

“ويأتي تدشين عياد J-Clinic، بهدف إحداث ثورة في عالم الرعاية الصحية حول العالم، وبدء فصل جديد في التاريخ المشترك لمجتمع جميل ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) والبناء على ما تحقق من مشاريع مشتركة حتى اليوم.”

لذا فإن عيادة J-Clinic، التي ستمثل قاسمًا رئيسيًا في مساعي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) نحو أمور الذكاء، ستتولى دعم التعليم ومشاريع الأبحاث وورش العمل وغير ذلك من الأنشطة التي تأتي في نقطة التقاء تعلم الآلة والبيولوجيا. كذلك سوف تسعى إلى بحوث قابلة للتسجيل ببراءات اختراع يمكن طرحها تجاريًا ونشرها من خلال تراخيص للشركات الناشئة وشركات الأدوية لتجعل لهذه الإنجازات والتطويرات مكانها في الحياة العملية.

رئيس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) ل. رافائيل ريف: “إن نظام الرعاية الصحية لا يُعاني قصورًا أو عجزًا في كمية البيانات. لكن المشكلة بحق هي ندرة الأدوات والخبراء القادرين على تحويل البيانات الهائلة على مستوى السكان إلى روئ موجهة وقادرة على ضبط الرعاية الصحية بدقة على مستوى الأفراد.

لذا فإن الانطلاق والاستفادة من خبرات معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) القوية في مجالات تتراوح بين السرطان والعلوم العصبية، وصلاتنا القوية مع المجتمع الطبي عالمي المستوى في بوسطن يجعل عيادة J-Clinic قادرة على الإسراع بطرح تقنيات جديدة قادرة على جعل الرعاية الصحية أكثر فعالية في كل مكان حول العالم، بدءاً من القرى في الدول النامية حتى أكبر المستشفيات التعليمية.

لذا فإننا ممتنون بحق لمجتمع جميل لرؤيتهم الإنسانية، وجرأتهم، وسخائهم، وحماسهم المستمر للتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) على تحقيق عالم أفضل.”

 

تعرف على فريق قيادة عيادة J-Clinic

أنانثا ب شاندراكاسان، الرئيس (أقصى يمين الصورة)

  • عميد كلية الهندسة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)
  • عضو إدارة مختبر الذكاء الاصطناعي واطسون MIT-IBM
  • عضو تحالف MIT-SenseTime للذكاء الصناعي

ريجينا بارزيلاي، قيادة الكلية (منتصف يمين الصورة)

  • بروفسير الإلكترونيات بكلية الهندسة الكهربية وعلوم الحاسب في MIT
  • محققة في مختبر علوم الحاسب والذكاء الاصطناعي
  • حاصلة على زمالة ماك أرثر

جيمس ج كولينز، قيادة الكلية (يسار منتصف الصورة)

  • بروفسير الهندسة الطبية والعلوم
  • بروفسير الهندسة البيولوجية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)
  • حاصل على منحة رودس وزمالة ماك أرثر

فيليب أ شارب، عضو اللجنة الاستشارية (أقصى يسار الصورة)

  • أستاذ بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في معهد كوشي لأبحاث السرطان التكاملية
  • جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب (1993)
  • الميدالية الوطنية للعلوم (2004)

[1] Artificial Intelligence (AI): Healthcare’s New Nervous System, Accenture, 2017
[2] ثورة رقمية في عالم الرعاية الصحية تتشكل بسرعة، الإيكومنست، 2 مارس 2017
[3] كيف سيعالج الذكاء الاصطناعي النظام المريض للرعاية الصحية بالولايات المتحدة، نيوزويك، 24 مايو 2017
[4] كيف سيعالج الذكاء الاصطناعي النظام المريض للرعاية الصحية بالولايات المتحدة، نيوزويك، 24 مايو 2017
[5] ما الطبيب؟ لماذا سيعرف الذكاء الاصطناعي والروبوتات الصحة الجديد، PwC، يونيو 2017
[6] إن برنامج الصناعي ذلك قادر على تحديد ما إذا كنت مهدد بالسرطان قبل ظهور الأعراض، Wired، 26 أغسطس 2016
[7] 10 تطبيقات ذكاء اصطناعي واعدة في الرعاية الصحية، Harvard Business Review، 10 مايو 2018
[8] سلسلة صناعة الذكاء الاصطناعي: التوجهات الأكثر شيوعًا في قطاع الرعاية الصحية CB Insights، تم الاطلاع في أكتوبر 2018
[9] كيف يغير الذكاء الاصطناعي اكتشاف العلاجات، مجلة Nature، 30 مايو 2018