تزامنًا مع التصريحات الحكومية الصادرة مؤخرًا وإبراز أهمية المرأة في الاقتصاد السعودي، أجرت مجلة “فتح الآفاق” التابعة لشركة عبد اللطيف جميل حوارًا مع السيدة/ العنود الحجيلان، رئيس قسم التواصل بشركة عبد اللطيف جميل لوكالة التأمين، ودار الحديث حول التغيرات التي يشهدها المجتمع السعودي ودورها كامرأة عاملة ومستقبل المرأة في صفوف القوى العاملة في المملكة العربية السعودية.

لقد تلقيتِ دراستك في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وعملت فيهما. برأيك، ما هي أهم الفوارق التي لاحظتها حال عودتك للعمل بالمملكة العربية السعودية؟

لقد أنهيت تدريبي في مجال العمل القانوني في لندن. وتتميز المملكة المتحدة بنظام قانوني عتيق ذو مرجعية معروفة حيث يعتمد في وضعه على السوابق القضائية. ولذا يسهل نوعًا ما الحصول على جميع مصادر القانون المختلفة سواء من خلال الكتب أو من المصادر المتاحة على شبكة الإنترنت. أما فيما يتعلق بالنظام القانوني في المملكة العربية السعودية، فهو نظام حديث ودائم التغير إلى حدٍ كبير، الأمر الذي يجعل العمل في إطاره أكثر تحديًا، ويجبرك على أن تكون واسع الحيلة.

ومع ذلك، يعني هذا أيضًا كثرة الفرص المتاحة في المملكة العربية السعودية، طالما أننا ما زلنا في مرحلة “الابتكار” و “الإبداع”. لدينا الكثير كي نتعلمه ولدينا أيضًا الكثير كي نبدع من خلاله. تُسَن قوانين جديدة وتوضع نُظُم ولوائح ويجري العمل علي بناء المدن وتوسيعها، فالفرص لا تنتهي ونحن محظوظون كوننا جزءًا من هذا التغيير الذي لا يأتي سوى “مرة واحدة في العمر”.

ما هي رؤيتكِ للتطور الحاصل في دور المرأة بالمملكة العربية السعودية خلال العشر سنوات الماضية؟

عشت بالخارج أحد عشر عامًا. وعندما عُدت، ذُهلت من عدد النساء اللواتي حصلن على التعليم العالي والمؤهلات العليا. فغالبية الفتيات الصغيرات في وقتنا هذا لديهن طموحات كبيرة وحريصات للغاية على مواصلة الحياة الوظيفية. كما فتحت الحكومة أبوابًا كثيرة للمرأة وشجعت على إحداث تلك الطفرة. ومختصر القول، آن الأوان الذي تفخرين فيه بكونك امرأة في المملكة العربية السعودية.

ما مدى حماستك إزاء التزام المملكة بتوسيع نطاق إمكانات المرأة على غرار ما هو موضَّح في رؤية 2030؟

أرى أن المبادرات الحكومية رائعة، كما أن التغييرات التي جرت بالفعل واعدة للغاية. أتمنى أن أرى سيدات كثيرات يعتلين المناصب الحكومية الرفيعة كمناصب السفراء على سبيل المثال، لأنني أومن أن هناك الكثيرات من النساء السعوديات ممن يتمتعن بقدرات عالية ويُمكِنهن أداء دور هام في تنمية وطننا.

في بلدٍ يوجد به مثل هذا العدد من الشباب، هل تلحظين تغيرًا في سلوك ومعتقدات الفتيات السعوديات؟

الأجيال الصغيرة من الفتيات لا تؤمن بالمحال، فهن قويات وطموحات ومتحمسات. إلا أن هذا ليس أمرًا جديدًا بالكلية. فقد أحرزت المرأة في الأجيال الأكبر سنًا تقدمًا هائلًا في مجال التكنولوجيا الحيوية والفيزياء والأعمال، من بين أمورٍ أخرى. وأرى أن الأجيال الأصغر سنًا ستواصل السير على نفس الطريق -إن لم تحقق المزيد- في ظل الدعم الزائد الموجه إليهن.

هل لدى النساء أنفسهن شغف يحثهن على أداء دورٍ أكبر في المجال العام في المجتمع السعودي أو في الاقتصاد؟

نعم، أعتقد ذلك، وقد بدا هذا بالفعل جليًا في وسائل الإعلام التقليدية والاجتماعية. تعمل المرأة على كسر الأعراف التقليدية التي قيدها بها المجتمع، وأصبحت تشعر بمزيدٍ من الأريحية تجاه تولي المناصب العامة.

ما الذي ستجنيه المملكة العربية السعودية في ضوء سعي الحكومة إلى تحقيق أهدافها ذات الصلة بالمرأة في رؤية 2030 على مدار العشر سنوات المقبلة؟

تشجيع الإناث على أن يصرن جزءًا من القوة العاملة سيكون له أثره في تمكين المرأة وتعزيز الاقتصاد. فالحث على تحقيق المزيد من الاستقلالية سيربي الأجيال الصغيرة من الإناث على القوة والاعتماد على الذات والتحلي بالقدرة. وسيكون لهذا أثره في تقليل الضغط على العائلين من الرجال، فضلًا عن الفائدة الكبيرة لغير المتزوجات والأرامل على وجه الخصوص.

بصفتكِ امرأة، ماذا يعني لكِ العمل في شركة عبد اللطيف جميل؟ وما مدى انعكاس النهج الحديث للحكومة على بيئة العمل؟ وما مدى تطبيقه على المرأة في شركة عبد اللطيف جميل؟

من المعروف أن العنصر الرجالي كان الغالب في عبد اللطيف جميل نظرًا لطبيعة الأعمال التجارية الرئيسة بها. ومع ذلك، لا تزال عبد اللطيف جميل تثبت نجاحها في كونها الشركة الرائدة في توظيف الإناث وتدريبهن وتوفير فرص عمل لهن. وعلاوة على ذلك، وبعد تفرعها إلى قطاعات جديدة، جعلت توظيف المزيد من النساء على جميع المستويات بما فيها المناصب العليا أولوية لها. وقد ساعد هذا، بالتوازي مع رؤية الحكومة 2030 بشأن دخول الإناث مجال العمل، على خلق بيئة داعمة للموظفات.

هل تقدم الشركة نموذجًا للشركات السعودية الأخرى كي تحتذي به؟

بكل تأكيد. بصفتنا كيانًا منظمًا بمؤسسة النقد العربي السعودي (SAMA)، نهدف في شركة عبد اللطيف جميل لوكالة التأمين إلى الالتزام الصارم بالأخلاق والشفافية في جميع أعمالنا. ولكن بدلًا من أن نكون وسيطا في “المعاملات”، نسعى أن ينظر إلينا الآخرون بصفتنا مستشارين وخبراء استشاريين نشجع على إقامة المشاريع التجارية والنمو والابتكار. نؤمن بأنه علينا أن نقدم لعملائنا أفضل الخدمات وألا نتقاعس أبدًا عن تقديم النصح بشأن المجازفات غير التقليدية. كما نسعى إلى إحياء الوعي بالسوق من خلال التواصل مع جميع الجهات المعنية ذات الصلة.

هل تلحظين انضمام المزيد من النساء إلى شركة عبد اللطيف جميل لوكالة التأمين؟ وما هي تطلعاتهم حيال التقدم الوظيفي داخل المؤسسة؟

تحرص شركة عبد اللطيف جميل لوكالة التأمين حرصًا تامًا على استخدام السعوديات في مختلف مستويات العمل داخل المؤسسة. وننشُد في الوقت الحالي توظيف سيدات في مناصب مختلفة بدايةً من وظائف السكرتارية وحتى وظائف الامتثال والتسويق على سبيل المثال.

هل تنوين تقديم طلب للحصول على رخصة قيادة في العام المقبل على خلفية إعلان الحكومة الأخير بشأن قيادة النساء؟

لدي في الوقت الحالي رخصة قيادة من المملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة، كما قُدْت السيارة في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ودولة الإمارات العربية المتحدة. وهذا يعني أنني أنتوي دون شك التقدم بطلب للحصول على رخصة قيادة في المملكة العربية السعودية أيضًا. أرى أن خيار القدرة على القيادة أمر هام جدًا بالنسبة للمرأة لأنه سيمكِّنها ويمنحها مزيدًا من الاستقلالية.