تصدرت قارة أمريكا اللاتينية قائمة الأخبار الرئيسة خلال قمة الأمم المتحدة للعمل من أجل المناخ والتي عقدت في شهر نوفمبر من عام 2019، حيث تعهدت بتحقيق هدف مشترك بين دولها بالوصول إلى نسبة 70% من الاعتماد على الطاقة المتجددة في استخداماتها للطاقة بحلول 2030 – وهي النسبة التي تربو على ضعف المستهدف الذي يريد الاتحاد الأوروبي الوصول إليه، وهو نسبة 32%.[1]

ووفقا لما صرح به بنك أيه بي إن أمرو،[2] مثلت مصادر الطاقة المتجددة نحو 25% من إمدادات الطاقة في عام 2018. ومن ثم، فإن تحقيق هذا الهدف سيتطلب ضخ استثمارات ضخمة في طائفة متنوعةٍ من تكنولوجيا الطاقة المتجددة. وفي هذا الصدد، ينبغي ألا يكون هناك ثمة نقص في أعداد المستثمرين المحتملين. ومن بين دول أمريكا اللاتينية تقف أربعة منها في قائمة العشرين سوقًا الأفضل في العالم فيما يتعلق بجذب مستثمري الطاقة المتجددة،[3] حيث تتيح هذه الدول للمستثمرين فرصًا كبيرة للانخراط في مشاريع غير مطروقة وكذا أسواق التداول، وذلك وفقا لمؤشر الدولة الأكثر جاذبية في قطاع الطاقة المتجددة (RECAI).

Renewable Energy Country Attractiveness Index

وشهدت الفترة بين عامي 2012 و2015 ارتفاع إجمالي الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة إلى نحو 54 مليار دولار أمريكي،[1] وتركزت معظم هذه الاستثمارات في البرازيل وتشيلي والمكسيك. وفي العام 2017 بمفرده، قفزت نسبة الاستثمارات في هذا القطاع في هذه المنطقة 65% بما يعادل 17.2 مليار دولار أمريكي، في حين بلغ معدل النمو العالمي في هذا القطاع فقط 3%.[2] وكانت الاستثمارات غير المسبوقة التي شهدتها المكسيك وتلك التي تزيد عليها بما يعادل تسعة أضعاف في الأرجنتين هي العامل الرئيس وراء هذه الطفرة التي شهدتها القارة، ولا سيما في قطاعي مصادر الرياح والطاقة الشمسية. وقد شملت قائمة الدول التي شهدت استثمارات كبيرة في هذا المجال كلا من البرازيل وبيرو وتشيلي وكوستاريكا.

 مجابهة التغير المناخي

لا يشكل الإبقاء على المعدل المتسارع للنمو في الطاقة المتجددة في أمريكا اللاتينية فقط قدرة قوية من الناحيتين الاقتصادية والتجارية لبلادها، إذ إن الاستثمار في هذا القطاع قد غدا ضرورة بيئية.

ومن المنظور التاريخي، لم تسهم القارة في عملية التغير المناخي التي يشهدها العالم إلا بنسبةٍ ضئيلةٍ، فانبعاثات الكربون الناتجة عن بلادها قد بلغت حوالي 7% فقط من إجمالي الانبعاثات التي شهدها العالم في عام 2015 –[3] ومع ذلك، فإن دول القارة تعاني بشكل غير متناسب من التأثيرات السلبية لهذه الانبعاثات.

ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في أجزاء من قارة أمريكا اللاتينية بمعدل درجتين إلى ثلاثة درجة سيليزية بحلول عام 2050، وبمعدل 2.5 إلى 4.5 درجة سيليزية بحلول عام 2100.[4] ومن ثم، فإن التدهور الذي ستشهده الأنظمة البيئية والظواهر الجوية القاسية وانعدام التنوع البيولوجي الذي ستشهده المنطقة جراء هذا الارتفاع سيكون له عواقب وخيمة على الاقتصادات والكيانات الاجتماعية فيها.

وفي الحقيقة، فإن جيوغرافية المنطقة ومناخها وطبوغرافيتها وديموغرافيتها جنبا إلى جنب مع الحساسية المناخية للأصول الطبيعية تعني أن التغير المناخي قد غدا بالفعل واقعا يوميا بالنسبة للكثيرين.

فسواحل القارة الممتدة وجزرها المنخفضة تجعلها عرضة، على نحوٍ استثنائي، لمخاطر ارتفاع مستويات سطح البحر. فعلى سبيل المثال، ففي الوقت الذي قد بدأ فيه الارتفاع المطرد في معدل درجات الحرارة العالمية في تسريع عملية إذابة كتل جليدية ضخمة في كل من تشيلي والأرجنتين، فإن هذا الأمر قد زاد من خطر حدوث فيضانات كارثية.

إن قارة أمريكا اللاتينية موطن لأصول بيئية حيوية مثل غابات الأمازون الاستوائية ومنطقة بانتانال المدارية الرطبة في البرازيل ومنطقة بارامو ذات الأنواع البيئية المتنوعة في كولومبيا، والتي تعتبر جميعها مناطق طبيعية خلابة ذات أهمية عالمية بما تحويه من أنظمة بيولوجية متعددة. ومن ثم، فإن أي تغييرات طفيفة في عملية التوازن البيئي الدقيق في هذه المناطق من شأنه أن يسبب سلسلة من التأثيرات الحادة حول العالم.

وتعتاد مناطق جنوب ووسط القارة اللاتينية على الظواهر المناخية العنيفة والقاسية. فعلى سبيل المثال، بلغت سرعة إعصار دوريان الذي دمر منطقة جزر الباهاما في سبتمبر 2019 نحو 185 مترًا في الساعة، بينما تسببت ظاهرة النينو التي انتهت في عام 2016 في إحداث حالة من الجفاف الشديد في جميع أرجاء المنطقة.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن الموقف الاجتماعي والاقتصادي في العديد من دول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي يجعلها عرضة، على نحو غير متناسب، لمخاطر تأثيرات التغير المناخي. فوفقا للتقرير الذي أصدرته اللجنة الاقتصادية للأمم المتحدة حول أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، فإن 30.1% من إجمالي سكان المنطقة قد عاش تحت خط الفقر في عام 2018، بينما قبعت نسبة 10.7 من السكان تحت ما وصفته اللجنة بـ”الفقر المدقع”،[5] وهو ما يعني أن نحو 185 مليون نسمة كانوا يقبعون تحت عتبة الفقر في حين أن 66 مليونا آخرين كانوا يئنون وطأة الفقر المدقع.

 تشيلي تتولى قيادة المهمة

تأتي دولة تشيلي في طليعة ثورة الطاقة المتجددة التي شهدتها قارة أمريكا اللاتينية، إذ يمكن حقا الإشارة إلى عددٍ من المبادرات الناجحة التي دشنتها الدولة بغية زيادة نسب مصادر الطاقة المتجددة في مزيج مصادر الطاقة بها.

وعلى الرغم من أن البلد قد اعتمد على الفحم والغاز والنفط المستورد في السواد الأعظم من احتياجاته للطاقة المحلية والصناعية منذ دخول الصناعة إليه، إلا أن البلد ذا الطبيعة الجبلية قد غدا من أكبر منتجي الطاقة الكهرمائية في العالم في العقود الأخيرة.

ومع ذلك، فإن المخاوف البيئية قد عزت بالرأي العام التشيلي خلال العقد الماضي – وكذا السياسة الحكومية وإن كانت لدرجة محدودة – إلى توجيه التركيز إلى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح اللتان تنعم بهما البلاد بكميات وفيرة. فعلى سبيل المثال، فإن قوة حرارة الشمس في صحراء أتاكاما في شمال تشيلي لا يمكن مقارنتها بنظيرتها في أي مكان آخر في العالم؛ أضف إلى ذلك أن السواحل الممتدة على طول البلاد تعتبر مصدرا غنيا للرياح على مدار العام.

وبحلول منتصف عام 2016، كانت تشيلي تنتج 865 جيجا وات في الساعة من الكهرباء المتجددة في الشهر. وبحلول شهر مارس من عام 2019، قفز معدل الإنتاج إلى 1.188 جيجا وات في الساعة.[1] وبنهاية شهر سبتمبر من عام 2019، يكون 22% تقريبا من إجمالي إنتاج الطاقة في البلاد قد نتج من مصادر طاقة متجددة.[2]

وأرست منظمة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة (FVR)، وهي جزء من شركة عبد اللطيف جميل للطاقة، دعائمها باعتبارها لاعبا رئيسا في قطاع مصادر الطاقة المتجددة التشيلي.

وفي هذا الصدد، صرح مانويل بافون، المدير الإداري لـمنظمة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة (FVR) في أمريكا اللاتينية، أن الحكومة التشيلية ملتزمة بقوة بتحقيق نمو أكبر في قدرات توليد الطاقة من مصادر متجددة في البلاد: “لقد وضعت الحكومة التشيلية هدفا بالوصول إلى نسبة 20% من الطاقة المتجددة بحلول عام 2050، بيد أنها قد نجحت في تحقيق هدفها مبكرا في عام 2018. ومن ثم، فإنها تفكر الآن في زيادة نسبة الهدف إلى 25% أو 30%، إذ تريد الدولة تكهين جميع مصانع توليد الطاقة التي تعمل بالفحم في البلاد – وهو ما يعني أنها ستتمكن من التخلص من 5 جيجا وات من الطاقة المتولدة حراريا – بحلول عام 2040. وسيحل مزيجاً يجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والتكنولوجيا محل هذه المصانع.”

ومن بين هذه المشاريع المبتكرة التي تعمل منظمة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة (FVR) عليها الآن هو مشروع هجين يمزج بين استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من أجل تزويد نحو 250,000 منزل في البلاد بالطاقة النظيفة على مدار العام. جدير بالذكر أن المشروع مقسم على موقعين – محطة توليد طاقة تعمل بالطاقة الشمسية في شمال البلاد وأخرى تعمل بالرياح في جنوبها.

وعن هذا المشروع، يقول بافون: ”يتيح لنا الجمع بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح توفير الطاقة المتجددة على مدار 24 ساعة في الأسبوع“، مضيفا أنهم ”يقومون خلال النهار بتوليد الطاقة اعتمادا على الطاقة الشمسية، بينما يقومون بتوليدها ليلا اعتمادًا على طاقة الرياح“.

وفي إشارة منه إلى ما تستهدف الحكومة التشيلية تحقيقه بحلول 2020، قال بافون: ”الحكومة التشيلية ملتزمة بتقديم عطاء في مايو من عام 2020، حيث ستطلب الهيئة التشيلية للطاقة الوطنية إنتاج ستة تيرا وات من الطاقة. وعلى الرغم من أن الشركات الأربع الكبرى العاملة في السوق الآن تخسر من حصتها كل عام، إلا أن السوق نفسه آخذ في النمو. ونتوقع أن يواصل نموه ليصل إلى 1.5 جيجا وات كل عام على مدار السنوات الخمس التالية. ومن ثم، فهو سوق رائع بالنسبة لنا.“

وفي الحقيقة، فإنه في ضوء هذه القدرة الكامنة لدولة تشيلي على تحقيق التطور في هذا القطاع، نقلت فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة (FVR) مقراتها الإقليمية من البرازيل إلى تشيلي. وفي هذا الصدد، يقول بافون: ”إن الحكومة التشيلية من مؤيدي الطاقة المتجددة، وهناك عدد من الفرص الرائعة هنا. نريد أن نكون على مقربة بقدر المستطاع من هذا السوق حتى يتسنى لنا اغتنام هذه الفرص عندما تجد على الساحة.“

وليست الحكومة التشيلية وحدها من يدرك أهمية مصادر الطاقة المتجددة، إذ يوجد علاقة قوية بين التغير المناخي والحاجة إلى مصادر الطاقة المتجددة في عقول الشعب التشيلي، وفق ما صرح به بافون.

Atacama Desert
Atacama Desert, Chile © Photo Credit Alex Wolo

تبلغ طول سواحل تشيلي أكثر من 4,000 كم، وتتمتع البلاد بمناخ متنوع، ولكن كمية هطول الأمطار قليلة، كما أن البلاد تعيش في منتصف فترة من الجفاف تبلغ 13 عاما. وفي ضوء معرفة البلاد الضعيفة بالطاقة الكهرمائية، فليس من المدهش، كما صرح بافون، أن يكون تبنيها هي والبرازيل لفكرة مصادر الطاقة المتجددة وما يصاحب ذلك من إطار عمل تنظيمي لهذا النوع غير الضار من مصادر الطاقة بمثابة دليل على قدرتهما الكامنة على أن يحققا أكثر قصص النجاح في قطاع الطاقة المتجددة في القارة: ”تقف معظم الدول في منطقة أمريكا اللاتينية على نفس الدرجة. ومن ثم، تستطلع  FRVالمشروعات في أورجواي والبرازيل وبيرو وكولومبيا. ولكن تشيلي، على سبيل المثال، قد تقدمت خطوة على جميع هذه الدول فيما يتعلق بأمور معينة مثل أطر العمل التنظيمية. وعلى الرغم من أن الأمر قد يستغرق وقتا طويلا للشروع في مشروع ما، إلا أنه سيكون مستقرا وآمنا. أضف إلى ذلك أن معظم بنوك أمريكا اللاتينية توجد في تشيلي.“

الاستثمار في المياه

جذب الجفاف الذي ضرب  تشيلي الانتباه إلى الحاجة الماسة إلى الاستثمار في قطاعٍ آخر حيوي في البنية التحتية في البلاد، وهو قطاع المياه.

ووفقا للبيانات الصادرة من هيئة الأرصاد الجوية في تشيلي، فقد سجل هطول الأمطار في البلاد ارتفاع يقدر بـ82 مم في سانتياجو منذ بداية عام 2019، على أن الموقف يبدو أكثر سوءًا وقلقًا في فالبارايسو في قلب البلاد، حيث تشهد الآن فترة جفاف تمتد لنحو 12 شهرًا، هي الأشد على مدار قرن من الزمان.[1]

وفي الوقت الذي يؤثر فيه انعدام المطر سلبا على القطاع الزراعي في تشيلي، فإن له أيضا آثارًا على إمدادات الطاقة فيها – حيث إن 50% من الطاقة الكهربائية المولدة فيها تنتج من الطاقة المائية –[2] وعمليات التعدين، والتي يتطلب كل منهما كميات ضخمة من المياه العذبة.

ويمكن لبرامج تحلية مياه البحر الممتدة على نطاق واسع في البلاد أن تقدم حلا لهذه المشكلة، إذ بلغ عدد محطات تحلية مياه البحر العاملة في البلاد في ديسمبر 2019 إحدى عشرة (11) محطة، في حين يجري الآن تطوير عشر (10) محطات أخرى،[3] بما في ذلك إنشاء أكبر محطة لتحلية مياه البحر في قارة أمريكا اللاتينية والتي تجري عمليات الإنشاء فيها الآن في منطقة أتاكاما.[4] وعلى الرغم من ذلك، فإن معظم المياه الناتجة عن هذه المحطات توجه نحو قطاع التعدين المتعطش للمياه.

وفي ضوء الجهود التي تبذلها تشيلي لمعالجة التحديات المائية القائمة في البلاد، استحوذت ألمار للحلول المائية، وهي جزء من شركة عبد اللطيف جميل للطاقة وأحد المطورين العالميين الرائدين في مشروعات البنية التحتية للمياه، على شركة معالجة المياه التشيلية Osmoflo SpA في نوفمبر من عام 2019.

وتشمل عملية الاستثمار العديد من العقود التشغيلية وعقود الصيانة في قطاع الصناعة المائية، جنبا إلى جنب مع أسطول من وحدات معالجة المياه المتحركة ذات القدرات المتعددة، والتي بمقدورها توفير حلول طارئة قصيرة المدى للعملاء التجاريين.

ومن المتوقع أن تتسع هذه المحفظة الاستثمارية بسرعةٍ في ضوء تطور مشروعات البنية التحتية للمياه وتقديم خدمات التشغيل والصيانة لسلسلةٍ عريضةٍ من عملاء هذا القطاع الذين يسعون للاستعانة بمصادر خارجية لتحقيق هذا المطلب.

وخلال الكلمة التي ألقاها أمام قمة مدريد – COP25 – حول التغير المناخي والتي عقدت تحت مظلة الأمم المتحدة في نوفمبر 2019، قال كارلوس كوزين، المدير التنفيذي لألمار للحلول المائية والرئيس الحالي للرابطة العالمية لتحلية المياه: ”إن التغير المناخي مشكلة قائمة. وباعتبارنا قادة في قطاع المياه، فيجب أن نكون على دراية بهذا الأمر وأن نعمل على الحد من آثاره. إن المياه ركن رئيس في مجابهة التغير المناخي، ويقع على عاتقنا مسؤولية تبني ممارسات وحلول جديدة من شأنها المساعدة في تخفيف المعاناة الناجمة عن ندرة المياه وتلوثها عبر العالم.“

COP25 Climate Change Summit
كارلوس كوزين، المدير التنفيذي لألمار للحلول المائية والرئيس الحالي للرابطة العالمية لتحلية المياه يتحدث أمام قمة مدريد – COP25 – حول التغير المناخي

وأضاف كوزين: ”ومن خلال الابتكار والبحث عن مصادر جديدة وغير تقليدية للمياه، فإنه بمقدورنا الحصول على المزيد من المعالجات الفعالة لإمدادات مياه أكثر نظافة والوصول إلى المياه في المناطق التي يندر وجودها فيها والمساعدة في مد يد العون لبناء مستقبل أكثر استدامة.“

 العمل على امتداد سلسلة جبال الأنديز

وعلى امتداد سلسلة جبال الأنديز بدءًا من تشيلي، فإن أسواق الطاقة المتجددة في كل من البرازيل وأوروجواي تعتبر مفيدة أيضا للنمو المتزايد لشركة عبد اللطيف جميل للطاقة في أمريكا اللاتينية.

ويعتبر مشروع محطة توليد الطاقة بالاعتماد على الطاقة الشمسية La Jacinta في منطقة سالتو في شمال أوروجواي واحدًا من أوائل المشروعات في المنطقة والذي طورته FRV، إذ كان هذا المشروع بمثابة أول اتفاقية شراء للطاقة الشمسية توقعه فوتواتيو FRV مع شركة الكهرباء Administración Nacional de Usinas y Transmisiones Eléctricas (UTE) المملوكة للدولة، وهو أول مشروعٍ يدخل حيز التنفيذ في عام 2015. ويظل هذا المشروع واحدًا من أضخم مشاريع الطاقة الشمسية في قارة أمريكا اللاتينية.

وبقدرة تبلغ 65 ميجا وات من التيار المستمر، تمد المحطة الشمسية كامل طاقتها الإنتاجية بنسبة 100% إلى شركة الكهرباء في أوروغواي، ما يعني الوفاء بالاحتياجات الكهربية لنحو 34,000 منزل، وهو الأمر الذي يخفض في الوقت ذاته انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بما يعادل 72,000 طن كل عام.

وعلى الرغم من أن فوتواتيو FRV قد باعت مشروع La Jacinta إلى شركة Invengery في عام 2017، إلا أن بافون قد صرح أن الشركة تنخرط الآن في عدد من المشاريع عبر البلاد ”لدينا خط أنابيب رائع في أوروغواي، ونحن على اتصال دائمٍ مع شركة الكهرباء في البلاد UTE كونها المسؤولة عن توليد وتوزيع ونقل الطاقة؛ وإننا لندرك تمام الإدراك الفرص العديدة المتاحة أمامنا في المستقبل القريب.“

وفي السياق ذاته، بدا بافون واثقا ومقتنعا بأفكار فوتواتيو FRV في البرازيل، إذ قال: ”إن البرازيل واحدة من أكبر اقتصادات العالم، ونحن ننتظر الآن لنرى كيف يعمل القطاع. وربما كان علينا الانتظار لأعوام قليلة قبل الشروع في ضخ رأس مال في أي مشروع، ولكننا سنبقي أعيننا مفتوحة عن كثب خلال اللحظة الراهنة على الفرص المستقبلية.“

 تحقيق الأحلام في المكسيك

بالإضافة إلى مشاريعها القائمة في تشيلي وأوروغواي والبرازيل، فإن فوتواتيو FRV ترسي دعائمها بشكل سريعٍ في الطرف الآخر من القارة، وبالتحديد في المكسيك، حيث تعمل في مشروعين كبيرين للطاقة الشمسية الفولطاضوئية.

وقد بدأت محطة توليد الطاقة التي تعمل بالطاقة الشمسية Potosi عملياتها في وقت مبكر هذا العام، حيث ستولد نحو 815,000 ميجا وات في الساعة كل عام، وهو ما يعني إمدادات من الطاقة تكفي لأكثر من 76,000 منزل، وهو ما يخفض بدوره انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 98 مليون طن كل عام.

Potrero PV Plant in Jalisco

أما المشروع الثاني الذي تعمل عليه فوتواتيو FRV، فهو مشروع محطة Potrero للطاقة الفولطاضوئية في غاليسكو، والذي سيولد 750,000 ميجا وات كل ساعة سنويا، وهو ما يكفي لاحتياجات 128,000 منزل ويخفض في الوقت ذاته من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنحو 437,000 طن. ويجري العمل الآن في هذه المحطة على أن تكتمل إنشاءاتها في يوليو 2020، أي بعد 15 شهرا من أعمال التشييد والبناء.

ويسير العمل في مشروعي FRV في المكسيك على النحو الصحيح، كما أنهما يؤديان على نحو جيد. وعن هذين المشروعين، يقول فرناندو ساليناس لورينغ، المدير الإداري لـ FRV في المكسيك ووسط أمريكا: ”بهذين المشروعين، نكون قد تمكنا من تنصيب طاقة بقدرة 640 ميجا وات في السوق المكسيكية والذي يحوي الآن نحو 73,000 ميجا وات، وهو ما يعني أن دورنا قد نما حتى أننا أصبحنا لاعبا مهما في هذا القطاع في فترة وجيزة جدا

Fernando Salinas portrait
Fernando Salinas Loring

وقد بدأت أولى محطات توليد الطاقة بالاعتماد على طاقة الرياح العمل في المكسيك في 2013، وتولد البلاد الآن نحو 12.4 ميجا وات من الطاقة الكهربية اعتمادا على طاقة الرياح، في حين تنتج 2.2 ميجا وات باستخدام الطاقة الشمسية. ولكن وفق ما أدلى به  لوررينغ، ”فإن الطاقة الشمسية آخذة الآن في اللحاق بركب طاقة الرياح.“

 

Mexican Renewable Energy Installations

ويضيف لورينغ أن أحد الأسباب وراء هذا النجاح هو التغيير الذي طرأ على الاتجاه الحكومي فيما يتعلق بقطاع الطاقة المتجددة، حيث يقول: ”أكدت الحكومة مرارا وتكرارا على الهدف الذي تريد الوصول إليه من الطاقة المتجددة بما يعادل نسبة 35% بحلول عام 2024، وهو الأمر الذي يعد بالغ الأهمية. وفي الوقت الحالي، فإن 24% من الطاقة المكسيكية تولد من طاقة نظيفة. ومن ثم، فنحن بحاجة للوصول إلى نسبة 35% في السنوات الخمس التالية. إن الأمر ليس باليسير، ولكن يمكن تحقيقه.“

وقد أبدى مانويل بافون نفس هذا الشعور بالتفاؤل في تشيلي، وهو ما يؤيده السياسات الحكومية المؤيدة للطاقة المتجددة وكذا التغير الذي طرأ على الرأي العام التشيلي هناك.

”إن الشعور الذي نراه في سائر أركان أمريكا اللاتينية نابع من الخوف من التغير المناخي، وهو الخوف الذي غدا أكثر مما كان عليه مذ أربع أو خمس سنوات خلت، إذ أصبح الناس يفكرون الآن في كيانات مجتمعاتهم ومدنهم، كما أدركت الحكومات وجوب حدوث تغيير في شيء ما في سياسات الطاقة. والحق أن الطاقة المتجددة عامل ضخم وجوهري في جميع هذه الأمور. ونحن في فوتواتيو FRV نتطلع لضخ رأس مال في هذه الفرص والمساعدة في الحصول على مزيج من الطاقة الأنظف لمستقبل أمريكا اللاتينية.“

[1]Latin America pledges 70% renewable energy, surpassing EU”, Reuters, September 25, 2019

[2] Energy Monitor: Renewable energy in Latin America, ABN Amro, May 2018

[3] Renewable Energy Country Attractiveness Index, Issue 54, November 2019

[4] Energy Monitor: Renewable energy in Latin America, ABN Amro, May 2018

[5]Investment in Renewable Energy Sources Is Booming in Latin America”, Americas Quarterly, accessed December 12, 2019

[6] Annual CO2 Emissions by Region, Global Carbon Project & Carbon Dioxide Information Analysis Center, 2019

[7]Latin America and Caribbean Climate Week Is an Opportune Moment to Strengthen Regional Climate Action”, World Resources Institute, August 20, 2019

[8] The Social Panorama of Latin America, Economic Commission for Latin America and the Caribbean, December 2019

[9]Renewable electricity generation in Chile from August 2016 to March 2019”, Statista, accessed December 4, 2019

[10] Figures published by the Chilean National Energy Commission, November 2019

[11]Long-term drought parches Chile”, Nasa Earth Observatory, accessed December 11, 2019

[12] Electricity generation by fuel: Chile, International Energy Agency 2017.

[13]Current situation and major challenges of desalination in Chile”, Desalination and Water Treatment Journal, December 2019.

[14]Chilean environmental authority approves largest desalination plant in Latin America”, Reuters, September 27, 2018.