المكتب الاعلامي- مجتمع جميل

أعلنت مجموعة من الجهات البحثية والإنسانية الرائدة عن تدشين تعاون فيما بينهم لتسخير البيانات والتقنيات في محاولة لوقف الصدمات المناخية التي تؤدي إلى الجوع في المجتمعات الرعوية المستضعفة.

وفي السياق ذاته، يجري حاليًا إنشاء “مرصد جميل للتدابير الاستباقية في مجال الأمن الغذائي” للمساعدة في مواجهة التهديدات المتزايدة التي يواجهها سكان الأراضي القاحلة في العالم نتيجة تزايد شدة وتواتر الكوارث المرتبطة بالمناخ.

ويعتمد المشروع الجديد على الاستفادة من خبرات خمسة شركاء في هذا المجال، وهم جامعة إدنبرة، والمعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية (ILRI)، وجمعية إنقاذ الطفل، ومعمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL)، ومجتمع جميل.

وستجمع الشراكة بين أحدث تقنيات مراقبة البيانات بشأن علامات الإنذار المبكر من سوء الأحوال الجوية والتغير المناخي من جهة، وبين التطبيقات والتدخلات التي يقودها المجتمع من جهة أخرى.

وسيتعاون مرصد جميل مع الجهات المعنية بالعمل مع المزارعين لتطوير الأدوات الرقمية والتحليلية التي تساعدهم على المساهمة بفعالية في أمنهم الغذائي والتغذية وسبل العيش. 

ويخطط الباحثون لاستخدام البيانات على مستوى المجتمع المحلي جنبا إلى جنب مع الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار وبيانات الطقس والاستشعار عن بعد لفهم التأثير المحتمل للصدمات المناخية والاستعداد لها والتخفيف من حدتها.

ويهدف المشروع الأول لمرصد جميل إلى سد فجوات الأدلة التي تمنع حاليًا اتخاذ إجراء فعال قائم على التنبؤ المسبق لحماية الأطفال وأسرهم وسبل عيشهم وتغذيتهم في أجزاء من شرق إفريقيا.

وفي الوقت الذي يوجه فيه العالم اهتمامه إلى قمة الأمم المتحدة للأنظمة الغذائية الدورة السادسة والعشرين لمؤتمر الأطراف (COP26) في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، يتزايد التركيز إلى الحاجة للاستعداد الكامل لمواجهة أوجه الضعف والصدمات والضغوط الناجمة عن تغير المناخ.

هذا وتواجه الأراضي القاحلة، التي تعد موطنًا لمليارات من البشر وتشكل 40 في المائة من مساحة الأرض، خطر تقلب معدل هطول الأمطار والجفاف وارتفاع درجات الحرارة وتدهور جودة الأراضي، مما يؤدي إلى انعدام الأمن وإشعال الصراعات نتيجة التنافس على الموارد.

ويقول الخبراء إنه غالبًا ما يكون قد فات الأوان للاستجابة بفعالية عندما تبلغ هذه الأزمات ذروتها ويصبح الجوع مستفحلًا.

ويقتضي هذا التعاون بين الشركاء الخمسة أن يقدم كل شريك رؤى محددة لآلية عمل مرصد جميل. وفي هذا السياق، ستستخدم جامعة إدنبرة خبرتها في الابتكار القائم على البيانات للجمع بين البيانات والمعلومات والمعرفة المحلية للتنبؤ بشكل أفضل بمخاطر المناخ، وتشجيع الإجراءات المنسقة وتوجيه التدخلات.

وتقرر أن يتخذ مرصد جميل من المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية في شرق إفريقيا مقرًا له، إذ يتعاون المعهد مع مئات الشركاء في جميع أنحاء القارة ويحتضن كذلك مركز مازينجيرا (Mazingira) ومشاريع أخرى تركز على الأمن الغذائي والبحوث البيئية في الأراضي القاحلة.

تعمل جمعية إنقاذ الطفل على مواجهة تحديات الجوع وسوء التغذية في بعض من أكثر الأماكن جفافًا في العالم منذ 100عام، وتعتمد في جهودها الإغاثية على ثروة من الخبرة العملية والبرامجية التي تدعم المجتمعات في تعزيز جهود الاستجابة والتأهب والتكيف. وتلتزم جمعية إنقاذ الطفل بتعزيز الإجراءات القائمة على التنبؤ المسبق بأزمات الغذاء باستخدام أدوات مثل التحليل الاقتصادي العائلي بهدف التنبؤ بآثار الصدمات المناخية على الأسر المستضعفة.

ويعتبر معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر شريكًا في التقييم والمعرفة، وسيربط مرصد جميل بفرق من الباحثين لتقييم مدى نجاعة تدابير المبادرة، كما سيتبادل الأدلة المستمدة من أبحاث التقييم التجريبي الحالية حول تغير المناخ الفعال وبرامج التكيف.

فيما تتصدى مؤسسة مجتمع جميل الدولية لمعالجة بعض القضايا والتحديات الأكثر إلحاحًا في العالم، من خلال الإجراءات والحلول القائمة على البحث العلمي والعلوم والبيانات والتكنولوجيا، وهي أيضًا إحدى الجهات الداعمة لمرصد جميل وتقدم خبرتها في إنشاء معاهد تعاونية وبرامج بحثية وبرامج مجتمعية على مدار الـ 75 عامًا الماضية.

وبهذه المناسبة، قال البروفيسور آلان دنكان، الأستاذ بالأكاديمية العالمية للزراعة والأمن الغذائي بجامعة إدنبرة:

“سيوفر مرصد جميل أدوات صنع القرار لأولئك الذين يواجهون أكثر آثار تغير المناخ حدة، ونحن ندرك تمامًا أنه لا توجد منظمة واحدة لديها القدرة على معالجة التعقيدات التي تواجه مجتمعات الأراضي القاحلة؛ ولكن بفضل الخبرة الراسخة في مجال الابتكار القائم على البيانات في مجموعة من السياقات، نعتقد أن جامعة إدنبرة ستكون قادرة على قيادة هذه الشراكة من خلال ترسيخ التعاون بين مجتمعات الرعاة وخبراء البيانات الضخمة ومراقبة الأراضي والأمن الغذائي، وهذا يتماشى مع جهودنا التي تركز على معالجة المشاكل الحقيقية التي يواجهها الناس على أرض الواقع، واستكمال مبادرات الأمن الغذائي الأخرى الجارية بالفعل”.

من جانبه، قال فادي جميل، نائب رئيس مجتمع جميل:

“يواصل مرصد جميل السير على نهج مجتمع جميل في دعم المبادرات التي تجمع بين الخبرات والموارد والبيانات لتحقيق تأثير ملموس، ولهذا سيركز مرصد جميل على التصدي لآثار أزمة المناخ – التحدي الكبير في عصرنا – من خلال حلول جريئة تجمع بين وجهات النظر الدولية والإقليمية والمحلية، وتضمن تحقيق الغرض المتوخى منها ويمكن تنفيذها على نطاق واسع. ومن المثير أن هذه المبادرة الجديدة تتزامن مع احتفال عائلة جميل بمرور 75 عامًا على انطلاق مسيرتها في ميدان العمل الخيري والتجاري، وقد استلهمنا الكثير من شركائنا في هذا المشروع الجديد، ونتطلع إلى المساهمة بمدخلاتنا الإستراتيجية لضمان نجاحه”.

وقال جورج ريتشاردز، مدير مجتمع جميل:

“ننظر إلى الأدلة والبيانات باعتبارهما عاملان أساسيان لإطلاق مبادرات فعالة لمواجهة خطر تغير المناخ على المجتمعات الضعيفة، ونأمل أن يسهم نهج مرصد جميل في تمكين التحول من الاستجابة لأزمة المناخ إلى التنبؤ القائم على البيانات والتكيف، مما يساعد على إيجاد حلول أفضل للتحدي المتمثل في انعدام الأمن الغذائي. يشرفنا أن ندعم إطلاق هذا المركز المتميز، وأن نعرض تجربة مجتمع جميل في تطوير ودعم الشراكات الرامية إلى توحيد الخبرات العلمية الرائدة عالميًا وتعزيز الإجراءات المصممة محليًا لمعالجة هذه القضية الملحة”.

وقالت جوانا جريس، رئيسة قسم الجوع وسبل العيش في جمعية إنقاذ الطفل: “في عالم يتأثر بشكل متزايد بتغير المناخ، تتعاظم الحاجة إلى تعزيز آليات التنبؤ المسبق بتأثير الجفاف والطقس القاسي والتسبب في الجوع وسوء التغذية، واتخاذ تدابير استباقية لمنع فقدان الأرواح، ولا شك في أن القيام بذلك بالصورة الصحيحة سيكون له مردود هائل على صحة الأطفال لعقود قادمة؛ ولهذا يهدف مرصد جميل إلى المساعدة في ضمان أن يصبح التحرك المبكر لمنع الأزمات الغذائية هو القاعدة وليس الاستثناء”.

وقال حسن بشير، المدير المؤسس لشركة نورشينج نومادس ليمتد ومدير وكالة تطوير التأمين الشامل: “تواجه الأسواق الرعوية في إفريقيا تحديات عديده لكونها تقع في مناطق نائية، وبعيدة عن بعضها البعض، وتحتاج إلى تكاليف هائلة لتزويدها بالخدمات على نحو مستدام. ويمكن للنماذج المبتكرة التي تستفيد من البيانات والتحليلات أن تساعد في تحسين الكفاءة والحجم والتأثير عبر مناطق الرعي في إفريقيا.”

وقال جيمي سميث، المدير العام للمعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية: “يُسعدنا أن نستضيف ونساعد في تدشين الافتتاح الرسمي لمرصد جميل الذي تتقاطع أهدافه مع أهداف المعهد الدولي لبحوث الثروة الحيوانية من حيث كونه مركز مكرس للبحث من أجل التنمية، ونعتقد أن تركيزه على الأراضي القاحلة والنظم الإيكولوجية الهشة يأتي في التوقيت المناسب تمامًا. ولا يفوتني هنا أن أشير إلى أهمية الحاجة إلى العمل مع الشعوب الرعوية وكذلك المنظمات الأخرى التي تخدمهم إذا أردنا مساعدة المجتمعات الرعوية على الاستعداد لصدمات الأمن الغذائي والتغذية الناجمة عن تغير المناخ”.

وقال إقبال داليوال، المدير التنفيذي العالمي في معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر: “لم يعد خافيًا أن تغير المناخ هو المشكلة الأساسية لهذا القرن، ولهذا يشرفنا الانضمام إلى هذه الشراكة ودعم الاستثمارات في التقييم الصارم واتخاذ القرارات المستندة إلى الأدلة والبحث العلمي للمساعدة في ضمان عدم التخلي عن الفئات الأشد تأثرًا بتغير المناخ والأكثر معاناة من الفقر”.

يمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات على موقع مرصد جميل: www.jameelobservatory.org