• يطور معمل عبد اللطيف جميل للأمن المائي والغذائي العالمي تقنية جديدة محمولة باليد للكشفالمبكر عن أي تلوث في الألبان، لتكون وسيلة أقل تكلفة وأكثر دقة وبنتائج فورية
  • تعمل الأداة على البطارية وتهدف إلى تحسين ضبط الجودة في قطاع منتجات الألبان – من المزارع مروراً بمراكز الجمع ووصولاً إلى المصانع

يجري حاليا، في معمل عبد اللطيف جميل للأمن المائي والغذائي العالمي (J-WAFS) في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)،ً تطوير أداة محمولة باليد ومنخفضة التكلفة لقياس جودة وسلامة الألبان.

وتعاني الطرق الحالية المعتمدة لضبط جودة وسلامة الألبان من ثغرات تجعل من غير الممكن الاعتماد عليها خاصة في الدول ذات سلسلة التوريد المعقّدة والضخمة، مثل الهند، بسبب مشاركة العديد من المزارع والمنتجين الصغار للألبان. ويمكن أن تتضرر جودة الألبان في العديد من مراحل الإنتاج والجمع على امتداد سلسلة التوريد، بفعل عوامل مختلفة منها التغيرات في الحرارة والرطوبة، وتعدد طرق المعالجة، واستخدام تقنيات لا يمكن الاعتماد عليها بهذا الخصوص. وتجري حالياً اختبارات الجودة في مصانع المعالجة باستخدام نظم مستقلة، وذلك في مرحلة ما قبل نقل الألبان إلى المستخدمين النهائيين. وهذا يعني خطر تلوث الألبان محتمل في مراحل ما قبل الاختبار وما بعد الاختبار.

ويعمل الباحثون في معمل عبد اللطيف جميل للأمن المائي والغذائي العالمي على تطوير حل يمكن استخدامه في أية مرحلة من مراحل سلسلة التوريد، لضمان جودة وسلامة الألبان من المزارع وصولاً إلى السوق والمستهلك. وهذا الحل هو عبارة عن أداة تقنية جديدة، محمولة باليد، وتعمل على البطارية، لقياس محتويات الألبان من الدهون والبروتين، وهما العاملين الرئيسيين في تحديد جودة الألبان. وتقدّم الأداة قراءة فورية للنتائج.

وتعمل الأداة من خلال غمسها في عينة من اللبن، حيث يعمل جهاز الاستشعار داخل الأداة على كشف مستوى تركيز جزيئات الدهون والبروتين ضمن جزيئات اللبن. وتعرض الآلة النتائج على شاشة مبنية داخلها، وتستغرق العملية أقل من دقيقة.

وتكمن إيجابية هذه التقنية في إمكانية إجراء الاختبار على الأرض مباشرة في أية مرحلة من مراحل سلسلة التوريد. وهذا يعني أيضاً القدرة على تتبع أي خلل في عينات الألبان، سواء من حيث التركيز أو الجودة أو السلامة، وتحديد المصدر بدقة وسهولة أكبر، مهما كان كبيراً عدد المزارع المشاركة أو الوسطاء المعنيين في عملية الإنتاج. وهذا من شأنه دعم آليات ضبط التوريد مباشرة، وإدارة التوريد، والحدّ من عمليات التلف لاحقاً.

وقطاع الألبان هو من القطاعات العالمية الأكبر– فعلى سبيل المثال، بلغ إنتاج الهند بمفردها من الألبان في 2016 حوالي 155 مليون طن، حيث يوجد في الدولة أكثر من 75 مليون من مزارعي الألبان. لكن وبحسب منظمة الصحة العالمية، يصاب واحد من كل عشرة أفراد بالمرض سنوياً نتيجة استهلاك أغذية ملوثة، من ضمنها منتجات الألبان. ويواجه الأطفال دون الخمس سنوات من العمر خطراً أعلى، حيث يتوفى 125 ألف طفل سنوياً من أمراض منقولة بالأغذية. وتتيح هذه الأداة الجديدة تسليط الضوء على أهمية الجودة والسلامة في الأغذية وتحديداً في قطاع الألبان، وتضع حداً للمخاطر المتعلقة بهذا الجانب بفضل القدرة على استخدامها في مختلف مراحل سلسلة التوريد، وبالتالي قدرتها على المساهمة في الحدّ من تلوث منتجات الألبان ومن الأمراض المنقولة بمنتجات الألبان، وضمان مستويات ثابتة من الجودة.

وتأسس معمل عبد اللطيف جميل للأمن المائي والغذائي العالمي في 2014 بالشراكة ما بين مجتمع جميل ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهو يهدف إلى دعم جهود تطوير وتطبيق التقنيات والسياسات العامة والبرامج الخاصة بمواجهة التحديات المختلفة المتعلقة بأنظمة المياه والغذاء في العالم.

ويجري العمل على هذا البحث على يد نائب رئيس معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا لشؤون التعليم المفتوحة، البروفيسور سنجاي سارما.

لمزيد من المعلومات عن البحث، يمكنكم الاطلاع على هذا الرابط.