كيف ينسجم التزام عائلة جميل بالتصدي لتغير المناخ مع الهدف 13 من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة -العمل المناخي

UN SDG 13هل سبق وأن واجه عالمنا تحديًا أكثر خطورة من تغير المناخ؟  هذا التهديد الذي أخذ يتصدر عناوين الأخبار العالمية بشكل متزايد خلال العقد الماضي. والحقيقة أن تغير المناخ  يستحق بالفعل كل هذا الاهتمام، فهو ليس مجرد أزمة عابرة قد تسبب بعض الاضطرابات المؤقتة ثم نمضي بعدها في حياتنا اليومية وكأن شيئًا لم يكن، بل هو فعليًا تهديد وجودي يمكن أن يغير طريقة حياتنا ونظامنا البيئي وكوكبنا إلى الأبد. 

يتسبب تغير المناخ بالفعل في زيادة تواتر وشدة الظواهر الجوية المتطرفة في حدتها مثل موجات الحرارة والجفاف والفيضانات والأعاصير المدارية. كما أنه يزيد من تفاقم مشاكل إدارة المياه، ويقلل من الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي، ويزيد من المخاطر الصحية، ويضر بالبنية التحتية الحيوية ويعطل توفير الخدمات الأساسية مثل المياه والصرف الصحي والتعليم والطاقة والنقل، وربما يصبح قريبًا سببًا رئيسيًا في نزوح البشر والحيوانات على حد سواء.

وفقًا لأحدث تقرير صادر عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC)، يعكف العلماء على رصد ومراقبة التغيرات في مناخ الأرض في كل منطقة وعبر النظام المناخي بأكمله[1]

وقد تلاحظ لديهم أن العديد من التغييرات المرصودة في المناخ لم يسبق لها مثيل منذ آلاف السنين، إن لم يكن مئات الآلاف من السنين، وبعض التغييرات التي بدأت بالفعل – مثل استمرار ارتفاع مستوى سطح البحر والاحترار – ستظل على وضعها لمئات وربما لآلاف السنين.

ولهذا تأتي معالجة هذه المشكلة والتقليل من مخاطرها في صميم الهدف 13 من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة: اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره.

حددت اتفاقية باريس[2] أهدافًا صارمة لمحاولة منع آثار تغير المناخ الذي يصعب تغيير مساره، أو على الأقل تقليل آثاره الأكثر سوءاً. والهدف من ذلك هو الإبقاء على ارتفاع درجة الحرارة العالمية خلال هذا القرن في نطاق أقل بكثير من 2 درجة مئوية- ويفضل 1.5 درجة مئوية- فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. 

ولتحقيق ذلك، سيحتاج العالم إلى تحقيق نسبة صفرية صافية من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون (2CO) بحلول العام 2050.

وتهدف اتفاقية باريس أيضًا إلى تعزيز قدرة البلدان على التعامل مع آثار تغير المناخ، من خلال تزويدها بتدفقات مالية كافية، وإطار تكنولوجي جديد وإطار عمل معزز لبناء القدرات.

إنجاز متواضع . . .

على الرغم من أن 196 بلدًا أعلنت تبنيها لأهداف اتفاقية باريس في مؤتمر الأطراف 21 الذي انعقد في باريس في 2015، إلا أن التقدم المحرز نحو هذه الأهداف على مدى السنوات الست الماضية كان متفاوتًا إلى حد كبير، حتى قبل تفشي جائحة كوفيد-19 العالمية وآثارها الصحية التي تسببت في فوضى اجتماعية واقتصادية عارمة في جميع أنحاء العالم. 

ولهذا يُشدد العلماء على ضرورة خفض الانبعاثات العالمية إلى 45٪ دون مستويات عام 2010 بحلول عام 2030 من أجل الوصول إلى الهدف المتمثل في خفض درجة الحرارة بمعدل 1.5 درجة مئوية.[3] ومع ذلك، شهد العام 2020 زيادة تصاعدية في تركيزات الغازات الدفيئة الرئيسية في الغلاف الجوي مثل ثاني أكسيد الكربون، على الرغم من الانخفاض المؤقت في الانبعاثات المرتبطة بتباطؤ النشاط الاقتصادي بسبب الجائحة، بعد أن كانت قد وصلت بالفعل إلى مستوى مرتفع جديد في العام السابق[4]

كان عام 2019 أيضًا ثاني أكثر الأعوام حرارة في تاريخ كوكب الأرض، مشكلا بذلك نهاية العقد الأكثر حرارة (2010-2019) على الإطلاق[5].

وسبق أن أشار فادي جميل، نائب الرئيس ونائب رئيس مجلس إدارة عبداللطيف جميل، في مقاله ضمن سلسلة سبوت لايت ، إلى أن تغير المناخ لن يتوقف وسيمضي في مساره أثناء تصارع العالم مع جائحة كوفيد-19،  مؤكدًا على أن إنقاذ الأرواح وسبل العيش يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لحالة الطوارئ المناخية المتسارعة. 

يقدم أحدث تقرير[6] للفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ تقديرات جديدة لفرص تجاوز تداعيات الاحترار العالمي في العقود المقبلة، ويخلص إلى أنه ما لم تكن هناك تخفيضات فورية وسريعة وواسعة النطاق في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فسيكون الحد من الاحترار إلى ما يقرب من 1.5 درجة مئوية أو حتى 2 درجة مئوية حلمًا بعيد المنال عن أيدينا.

ويوضح التقرير كذلك أن غازات الدفيئة المنبعثة من الأنشطة البشرية هي المسؤولة عن حوالي 1.1 درجة مئوية من الاحترار منذ 1850-1900، وانتهى إلى نتيجة مفادها أن درجة الحرارة العالمية ستصل على مدى العشرين عامًا القادمة أو قد تتجاوز 1.5 درجة مئوية من الاحترار في المتوسط.

ويستند هذا التقييم إلى مجموعة بيانات رصدية محسنة لتقييم الاحترار التاريخي، فضلا عن التقدم المحرز في الفهم العلمي لاستجابة النظام المناخي لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان.

فاليري ماسون-ديلموت، الرئيسة المشاركة لمجموعة العمل المسؤولة عن الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ

وفي هذا الصدد، تقول فاليري ماسون-ديلموت، الرئيسة المشاركة لمجموعة العمل المسؤولة في الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ: “هذا التقرير أصاب كبد الحقيقة“.

وتابعت: “أمامنا الآن صورة أوضح بكثير عن المناخ الماضي والحاضر والمستقبل، وهو أمر ضروري لفهم أين نتجه، وما الذي يمكن عمله، وكيف يمكننا الاستعداد.”

ملتزمون برؤية طويلة المدى

إن التحضير لأنواع الإجراءات التي يتوخاها الفريق الحكومي الدولي المعني بتغير المناخ (IPCC) لمكافحة تغير المناخ ليست مهمة قصيرة الأجل، ولكنها مهمة تعتمد على التفكير طويل الأجل والاستثمار والالتزام – وهي ثلاث صفات دأبت عائلة جميل على إظهارها على مدار الـ 75 عامًا الماضية.

تنشط عائلة جميل في مجموعة متنوعة من المجالات الهامة، من التنقل والطاقة المتجددة وتخزين الطاقة وحلول المياه، إلى الخدمات المالية والصحة والتعليم وسبل العيش والفقر والفنون والثقافة، وتتميز أعمال عائلة جميل – التجارية والخيرية على حد سواء – بالنظر إلى ما هو أبعد من الآن، والانخراط في التفكير المدروس وطويل الأجل والاستثمارات الملتزمة في العديد من المجالات التي تسهم بفعالية في التخفيف من آثار تغير المناخ.

لنأخذ الماء، على سبيل المثال، وهو بالتأكيد أثمن مواردنا، بل هو المورد الذي يحتل الصدارة في مواجهة تغير المناخ. فوفقًا لتقرير الأمم المتحدة حول التقدم المحرز بشأن أهداف التنمية المستدامة[7]، لا يزال مليارات الأشخاص حول العالم يعيشون دون مياه شرب نظيفة، ومحرمون حتى من أبسط خدمات الصرف الصحي والنظافة الأساسية، خاصة في المناطق الريفية والبلدان الأقل نموًا. 

وسيؤدي تغير المناخ إلى تفاقم هذه الحالة الصعبة بالفعل بسبب آثاره السلبية على البيئة الطبيعية، مثل الغابات والتربة والأراضي الرطبة، التي تشكل عوامل رئيسية في توافر المياه ونوعيتها.

تساهم ألمار لحلول المياه، وهي شركة متخصصة في تقديم القدرات الفنية لتطوير البنية التحتية للمياه، في الجهود العالمية لمعالجة هذا الوضع، كما هو موضح في مقالتنا ضمن سلسلة وجهات نظر بعنوان توافر المياه

تستحوذ ألمار، وهي جزء من شركة عبداللطيف جميل للطاقة والخدمات البيئية، على حصة كبيرة في محطة المحرق لمعالجة مياه الصرف الصحي  في البحرين،  فضلًا عن فوزها بعقد مدته 29 عامًا لتشغيل ذات المحطة  بطاقة 100،000 متر مكعب / يوم، وهي أول خط أنابيب للصرف الصحي بعمق 16.5 كم في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي وأول شبكة لتجميع مياه الصرف الصحي في البلاد. كما انضمت ألمار إلى تحالف شركات يقوم بتطوير واحدة من أكبر محطات تحلية المياه في العالم، وهي محطة الشقيق 3 المستقلة لتحلية المياه الحائزة على جوائز والواقعة على ساحل البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية. ومع اكتمال تشييدها بحلول نهاية عام 2021 كما هو مخطط لها، ستكون محطة الشقيق 3 التي تبلغ تكلفتها 600 مليون دولار أمريكي قادرة على توفير 450،000 متر مكعب من المياه النظيفة لحوالي 1.8 مليون شخص يوميًا.

تعمل ألمار على توسيع عملياتها بوتيرة سريعة في أمريكا اللاتينية، وشمل ذلك الاستحواذ على شركة معالجة المياه التشيلية “اوسمفلوا” (Osmoflo SpA)  في عام 2019، بالإضافة إلى استحواذها على حصة قدرها 50٪ في الشركة التشيلية الرائدة “أغواس واي ريليس اس. ايه.” (Aguas y Riles S.A) في عام 2020، وتواصل مساعيها لبناء منصة إقليمية في أمريكا اللاتينية لمعالجة قضايا مثل توافر المياه والصرف الصحي في هذه البلدان. كما أن لها حضورًا متزايدًا في مصر، حيث تدير الآن 58 محطة لتحلية المياه من خلال استحواذها على مجموعة ريدجوود

الطاقة لا تقل أهمية عن الماء لمجتمع اليوم. إنها تزود مدننا بالكهرباء وتدفئ منازلنا وتدعم أنظمة المياه والغذاء لدينا وتدفع عجلة الانتاج في مصانعنا. ومن المؤسف أيضًا أن مصادر الطاقة التقليدية القائمة على الكربون، مثل الفحم والنفط والغاز، تمثل واحدًا من أبرز العوامل المتسببة في تغير المناخ من خلال الانبعاثات الضارة لثاني أكسيد الكربون.  ولذا فإن زيادة إمدادات الطاقة المستدامة والمتجددة بشكل كبير أمر حيوي لتحقيق أهدافنا الصفرية الصافية.

وقد سبق وأن أشرنا بمزيد من التفصيل في مقال سابق ضمن سلسلة مقالات “وجهات نظر” التي تنشرها عبداللطيف جميل، إلى ما تبذله شركة عبداللطيف جميل للطاقة من مساعٍ لدفع جهود التحول إلى نموذج الطاقة المستدامة واستكشاف تقنيات جديدة لمعالجة تغير المناخ من خلال ذراعها الرائد في مجال الطاقة المتجددة، فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة (FRV)، التي نجحت بفضل حضورها القوي في خمس قارات، من تطوير أكثر من 50 محطة للطاقة المتجددة، وإنشاء مجموعة مشاريع تشكل معًا ما يزيد عن 2.5 جيجاوات في أسواق الطاقة الشمسية العالمية في جميع أنحاء أستراليا والشرق الأوسط والهند وأفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا اللاتينية.

كما تمتلك فوتواتيو  ذراعًا متخصصًا في الابتكار, وهي “فوتواتيو اكس” (FRV-X)، الشركة الرائدة في مجال تكنولوجيا  بطاريات تخزين الطاقة، مما يوفر إمدادات من الطاقة المتجددة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. وقد دخلت فوتواتيو-اكس بالفعل في شراكة مع المطور البريطاني هارموني انيرجي في مشروعين لبطاريات تخزين الطاقة في المملكة المتحدة، وهما محطتيّ هولز باي (Holes Bay) في دورست، وكونتيجو (Contego) غرب ساسكس؛ وأعلنت مؤخرًا عن خطة لإنشاء أكبر نظام لتخزين الطاقة بالبطاريات (BESS) في  المملكة المتحدة بمحطة كلاي تاي (Clay Tye)  في مقاطعة إسكس الإنجليزية.   

وقد تم تناول هذا الموضوع بمزيد من التعمق في هذا البودكاست الذي استضافه فادي جميل. ضمن سلسلة “سبوت لايت”

يتجلى التزام فوتواتيو-اكس بالاستثمار في مستقبل أكثر استدامة من خلال مشاركتها في تدشين الجيل التالي من أنظمة النقل العام التي تعمل بوقود الهيدروجين. بدأت فوتواتيو-اكس أولى خطواتها في هذا المجال من خلال شراكة مع الاتحاد الاحترافي لسائقي سيارات الأجرة في مدريد لاستبدال ما لا يقل عن 1,000 سيارة أجرة تقليدية بمركبات خضراء تعمل بالهيدروجين بحلول عام 2026.  حيث تتولى شركة تويوتا، الشريك الوثيق لعبداللطيف جميل في مجال السيارات منذ فترة طويلة، تزويد المشروع بنموذج خلية الوقود المبتكر لسيارة تويوتا ميراي (Toyota Mirai)  الذي حطم الرقم القياسي بتحقيق مسافة سفر  تصل إلى 600 كيلومتر دون أي تأثير بيئي. 

يقع مشروع نقل الهيدروجين الثاني في أليكانتي، رابع أكثر المقاطعات اكتظاظا بالسكان في إسبانيا، حيث تتعاون فوتواتيو-اكس مع “فيكتاليا” (Vectalia) لتطوير أول   نظام نقل بالحافلات الخضراء يعمل بالهيدروجين على نطاق واسع..

FRV Vectalia HyVus Bus, Alicante

الاستثمار في الابتكار

بالإضافة إلى الاستثمار في الجوانب المباشرة لجلب المزيد من الحلول المستدامة لمجتمعنا اليوم، تستثمر عائلة جميل أيضًا في الأفكار والابتكارات التي يمكن أن تساعد في تأمين مستقبل أكثر ملاءمة للمناخ.

وفي هذا الصدد، يركز معمل عبداللطيف جميل لأنظمة للماء والغذاء (J-WAFS) في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، الذي شارك في تأسيسه مجتمع جميل ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، على تمويل الأبحاث والابتكارات والتكنولوجيا المتقدمة التي تضمن إمدادات آمنة ومرنة من الغذاء والمياه بأدنى حد من التأثير البيئي.

البروفيسور جون هـ . لينهارد، أستاذ المياه والهندسة الميكانيكية، مدير معمل عبداللطيف جميل للماء والغذاء (J-WAFS) في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا

وعن ذلك يقول البروفيسور جون هـ . لينهارد، مدير معمل عبداللطيف جميل للماء والغذاء: “يُمول معمل عبداللطيف جميل للماء والغذاء الأبحاث المتقدمة في جميع أقسام معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، خاصة تلك الموجهة إلى توفير إمدادات آمنة ومستقرة من المياه والغذاء في جميع أنحاء العالم والحد من التأثير البيئي، بهدف تلبية الاحتياجات المحلية والعالمية لسكان يتوسعون ويتطورون بسرعة على كوكب متغير.”

منذ تأسيسه في عام 2014، مول معمل عبداللطيف جميل للماء والغذاء أكثر من 60 مشروعًا، وخصص أكثر من 12 مليون دولار أمريكي  لتمويل متابعة أبحاثه وتوسيع نطاقها. وتشمل قائمة المشاريع الناجحة البرنامج البحثي في المحاصيل المقاومة للمناخ التي يمكن تربيتها لتحمل عوامل عدم اليقين المتعلقة بتغير المناخ، وصناعة مرشح من أنسجة الخشب الطبيعي لتنقية مياه الشرب.

وثمة تعاون آخر بين مجتمع جميل ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهو معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر (J-PAL) في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا،  والذي يعمل على الحد من الفقر من خلال ضمان أن سياسات العمل تنطلق مستندة إلى الأدلة العلمية. تأسس معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر في العام 2003، لكن البداية الفعلية لتعاونه الطويل مع مجتمع جميل بدأت في عام 2005. 

يعتمد المعمل في عمله على شبكة تضم أكثر من  261 أستاذًا جامعيًا من شتى الجامعات حول العالم، ويركز على عدد من القطاعات الحيوية التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من مستقبل مجتمعنا، بما في ذلك تغير المناخ. 

كيف يؤثر تغير المناخ على الفقر العالمي؟  تُظهر الأبحاث أن تغير المناخ يؤثر بشكل غير متناسب على الأشخاص الذين يعيشون في فقر ويهدد بنسف مسار الجهود المبذولة على مدى عقود طويلة للتخفيف من حدة الفقر على الصعيد العالمي. 

ومع ذلك، ما زال هناك نقص حاد في الأبحاث حول التأثيرات الواقعية للحلول المناخية، وهو ما يحتم تزويد القادة في جميع أنحاء العالم بمزيد من الأدلة حول فعالية الابتكارات التكنولوجية والسياساتية لتبني الحلول التي تعالج تغير المناخ والفقر وتنفيذها. هذا هو بالضبط المجال الذي يتفوق فيه معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر، من خلال تركيزه على جمع البيانات والأدلة من شتى أنحاء العالم للمساعدة في تحديد نوع السياسات والمشروعات والاستراتيجيات الأكثر فعالية في مكافحة الفقر والتخفيف من آثاره.

يقيس قطاع البيئة والطاقة وتغير المناخ في معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر التأثيرات الواقعية لسياسات الطاقة والبيئة، لا سيما فيما يخص التخفيف من تغير المناخ، والحد من التلوث، والتكيف مع تغير المناخ، والحصول على الطاقة. 

وتحقيقًا لهذه الغاية، أطلق المعمل مبادرات عديدة أبرزها مبادرة الملك للعمل المناخي (K-CAI)،  التي  تركز على أربعة محاور رئيسية: التخفيف من آثار تغير المناخ؛ تقليل التلوث؛ التكيف مع تأثيرات تغير المناخ؛ وتحسين فرص الوصول إلى الطاقة للمجتمعات منخفضة الدخل، وكذلك التحول إلى مصادر طاقة أكثر مراعاة للبيئة. 

تهدف المبادرة إلى تقييم البرامج بدقة للحد من آثار تغير المناخ على الفئات المهمشة من السكان حول العالم، ومن ثم العمل مع صانعي السياسات لتوسيع نطاق التدخلات الأكثر نجاحًا.

وعن ذلك، يقول إقبال داليوال، المدير التنفيذي العالمي لمعمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر : “تهدف مبادرة الملك للعمل المناخي إلى ضمان أن تؤدي أبحاث المناخ إلى تغييرا ذا مغزى من خلال اختبار التدخلات على أرض الواقع وبناء شراكات طويلة الأمد مع صانعي السياسات لتوسيع نطاق الحلول الفعالة.

الاستفادة من قوة رأس المال الخاص

يُركز معمل عبداللطيف جميل للماء والغذاء وكذلك معمل عبداللطيف جميل لمكافحة الفقر بشكل خاص على توجيه رأس المال الخاص والعام للاستثمار في البحوث والسياسات والتقنيات التي يمكن أن تساعد في تقليل أو حتى منع أسوأ آثار تغير المناخ. وهذا الهدف هو أيضًا محور تركيز صندوق جيمكو للأصول الإستراتيجية، وهو أحد الصناديق الاستثمارية الثلاثة التي تديرها شركة جميل لإدارة الاستثمار (جيمكو).

تجمع جيمكو بين الأنشطة الاستثمارية غير التشغيلية لعائلة جميل تحت مظلة واحدة لتصبح علامة تجارية استثمارية خالصة ومستقلة عن كل من عمليات عبداللطيف جميل التجارية وأنشطة جميل الخيرية، والتي تشمل باب رزق جميل, مجتمع جميل, فن جميل و مجتمع جميل السعودية.

تأسس الصندوق في عام 2018، ويسعى إلى توفير فرص استثمارية مسؤولة في الصناديق التي يمكن أن تسهم في توفير رؤى واضحة ومستدامة وطويلة الأجل.  وعن ذلك، يقول ستيفن سانت ليجر، المدير العام لصندوق جيمكو للأصول الإستراتيجية، أن الأمر يتعلق باستخدام قوة رأس المال الخاص لإحداث فرق إيجابي في العالم.

ستيفن د. سانت ليجر، المدير العام لصندوق جيمكو للأصول الإستراتيجية

“يستثمر صندوق جيمكو للأصول الإستراتيجية في مديري الصناديق الواعدين وذوي التفكير المستقبلي الذين تتوافق رؤاهم الإستراتيجية ورسالتهم مع إستراتيجيتنا، والذين لديهم درجة معتمدة من التخصص في القطاعات ذات الصلة. 

وتتنوع هذه الرؤى بين النُهج المستدامة لإنتاج الغذاء والمياه والأمن واستخدام الأراضي، ومحركات التقدم وتعميم التحول العالمي في مجال الطاقة نحو مصادر الطاقة المتجددة والمستدامة والنظيفة.”

 

تتضمن هذه الاستراتيجية محاور عمل عديدة منها على سبيل المثال ضخ الاستثمارات في الصناديق التي تقوم ببناء محافظ مستدامة في مجال كفاءة الموارد، وإزالة الكربون، والتكنولوجيات التمكينية، والطاقة المتجددة، ونماذج الطاقة الموزعة، والكهربة والمستقبل الكهروكيميائي للتنقل المستدام، والبنية التحتية للمياه والزراعة المتجددة.

ولعل أبرز هذه الصناديق هو صندوق الاستثمار في الزراعة المستدامة في نيوزيلندا، وهو يعمل على تعزيز أجندة الزراعة المستدامة من خلال استهداف التكنولوجيات المتقدمة ونماذج الأعمال المبتكرة، وكذلك الاستحواذ على المزارع ذات الأداء الضعيف بهدف رفع كفاءة انتاجها، فضلاً عن تحويل الأراضي الجرداء إلى استخدام سليم بيئيًا مع تحقيق معدل عالٍ من الانتاجية. 

ويمضي الصندوق في تحقيق هذه الغاية من خلال نهج متجدد لإنتاج الغذاء يهدف إلى المساعدة في تخفيف أو حتى منع الضرر الذي تسببه بعض الممارسات الزراعية الحديثة في أنظمة المياه والتربة والمناخ والتنوع البيولوجي.

Fady Jameel
فادي جميل – نائب  الرئيس ونائب رئيس مجلس الإدارة عبد اللطيف جميل

رؤية مشتركة لمستقبل مستدام

مع تواصل العمل في هذه المشاريع والاستثمارات والاستراتيجيات في وقت يواجه فيه العالم أحد أكبر التحديات على مر التاريخ، تفخرعائلة جميل  بمساهمتها في تحقيق  الهدف 13 من أهداف التنمية المستدامة، تماشيًا مع رؤية الأمم المتحدة الرامية إلى إيجاد أسلوب حياة أكثر استدامة للجميع.  

يقول فادي جميل، نائب الرئيس ونائب رئيس مجلس إدارة عبداللطيف جميل: “من خلال مساعينا واستثماراتنا التي نقوم بها اليوم، يمكننا تقديم مساهمة حقيقية في الجهود العالمية لمواجهة تغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة. ومن خلال الالتزام والسير على المسار الصحيح، يمكننا العمل معا لحماية البيئة وصيانة مجتمعاتنا في المستقبل”..

تعرف على المزيد حول دور أنشطة عائلة جميل في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة من خلال زيارة: https://jameel75.com/sdg ومشاهدة مقاطعنا المصورة وتحميل تقرير موجز حول أنشطتنا في هذا المجال.

[1] https://www.ipcc.ch/assessment-report/ar6/

[2] https://unfccc.int/process-and-meetings/the-paris-agreement/the-paris-agreement

[3]  https://sdgs.un.org/goals/goal13

[4]  https://news.un.org/en/story/2020/04/1062332

[5]  https://news.un.org/en/story/2020/03/1059061

[6]    https://www.ipcc.ch/assessment-report/ar6//

[7]  Summary Progress Update 2021: SDG 6 — water and sanitation for all, United Nations, 21 February 2021