الطاقة المتجددة تحقق أرقاماً قياسية وتعكس واقعاً عالمياً جديداً
قطاع الطاقة المتجددة … مستقبل يولد اليوم.
بعد عقود من المناقشات والعمل والتطوير، والبدايات الخاطئة والوعود الرنانة، باتت مصادر الطاقة المتجددة مهيأة أخيراً لإزاحة الوقود الأحفوري من أعلى قمة هرم الطاقة لتصبح هي المصدر الرئيس والأساسي لإمدادات الطاقة في حياتنا الحديثة التي يتزايد فيها الطلب على الطاقة بشكل ملحوظ.
وفي تقريرها السنوي عن وضع قطاع الطاقة المتجددة، أكدت الوكالة الدولية للطاقة (IEA) أن مصادر الطاقة المتجددة ستحل محل الفحم كأكبر مصدر لتوليد الكهرباء في موعد أقصاه عام 2025.[1]
وعلى الصعيد العالمي، يأتي أكثر من ثلث الطاقة الكهربائية الآن من مصادر منخفضة الكربون، تمثل فيها مصادر الطاقة المتجددة ما نسبته 26٪ والطاقة النووية 10٪ أخرى[2]. وسنويا، سجل انتاج طاقة الرياح والطاقة الشمسية 2000 جيجاواط، بينما وصل حجم إمدادات الطاقة الكهرومائية إلى 1400 جيجاواط[3].
ويستمر زخم مصادر الطاقة المتجددة. وبينما ننتظر أن يتراجع توليد الكهرباء اعتماداً على الفحم والغاز الطبيعي والنفط خلال السنوات القادمة، من المتوقع أن تمثل مصادر الطاقة (باستثناء الطاقة النووية) المتجددة 38٪ من كامل سوق الطاقة العالمي بحلول عام 2027 . وتتصدر القائمة الكهرباء المولدة من مزارع الرياح والطاقة الشمسية، والتي سيتضاعف إنتاجها بحلول عام 2027 ، لتلبي أكثر من خُمس الاحتياجات العالمية.
فما الذي يحرك هذا الزخم الحالي الذي يقف وراء مصادر الطاقة المتجددة؟ سؤال وجيه.
لكن هذه الثقة تراجعت في الآونة الأخيرة، ولاسيما في نوفمبر 2022، عندما اجتمع رؤساء الدول في مصر لحضور مؤتمر الأمم المتحدة الأخير لتغير المناخ (COP27).
إذ اثار المشاركون في المفاوضات غضب النشطاء البيئيين بسبب تزكية علاجات الطاقة قصيرة الأجل لا الاستثمارات الخضراء طويلة الأجل. إذ يرى المعارضون أن ذلك يأخذنا بعيداً عن هدف الوصول بالحد الأقصى لارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية[4]. من ناحية أخرى، واجهت الحكومات انتقادات لاذعة بسبب تركيزها على صندوق “الخسائر والأضرار” الذي يهدف إلى تعويض الدول النامية عن الخسائر المتعلقة بمشكلات المناخ، بدلاً من معالجة الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلات. وقد ركزت الانتقادات بشكل خاص على القرارات التي تناولت “الخفض التدريجي” وليس “التخلص التدريجي” من استخدام الفحم[5].
لقد عشنا جميعاً شتاءً طويلاً وبارداً بدون الغاز الروسي رخيص الثمن. ورأينا في هذا الشتاء ارتفاعاً ملحوظاً في تكلفة الطاقة، وقضينا الشتاء نواجه شبح انقطاع التيار الكهربائي في فترات الذروة.
وما من شك أن قضية الطاقة الخضراء قد تراجعت من قائمة أولويات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عندما غزت قواته أوكرانيا في فبراير من العام الماضي. على الرغم من ذلك، وكما أوضحت وكالة الطاقة الدولية، فإن ما نتج عن ذلك من تراجع ملحوظ في إمدادات الوقود الحفري ” قد سلط الضوء على ما للكهرباء المتجددة المولدة محلياً من فوائد تتعلق بأمن الطاقة، مما دفع العديد من البلدان إلى تعزيز السياسات الداعمة للطاقة المتجددة”.[6]
ومن المنتظر أن يؤدي هذا التداخل بين أمن الطاقة والمخاوف المناخية طويلة الأجل إلى ظهور ملف طاقة مختلف تماماً في السنوات القادمة، ليس فقط داخل أوروبا، ولكن على نطاق العالم بأسره.
العالم يتحد في التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة
في الصين، سجلت إدارة الطاقة الوطنية 65.7 جيجاواط من الطاقة الشمسية الجديدة و22.5 جيجاواط من طاقة الرياح الجديدة في أول 11 شهراً من عام 2022، مما يعزز من مكانة البلاد كأكبر مطور للطاقة المتجددة في العالم[7]. وتبدو هذه الإضافات التي تبلغ مجتمعة أكثر من 88 جيجاواط مثيرة للإعجاب، لكنها يمكن أن تتضاعف إلى قرابة الـ 160 جيجاواط خلال عام 2023 إذا ما أتت جميع المخططات المقترحة بثمارها المرجوة.
وبحلول نهاية عام 2023، من الممكن أن تصل السعة الانتاجية من الطاقة الشمسية للبلاد إلى 490 جيجاواط، ومن طاقة الرياح إلى 430 جيجا واط، حيث تمثل الطاقة النظيفة ما يقرب من ثلث مزيج الطاقة في البلاد.
وبينما يظل الفحم حالياً مصدر الطاقة الرئيس في الصين، تسعى بدائل الطاقة النظيفة سريعاً إلى اللحاق بالركب. وفي مستهل عام 2015، وفرت مصادر الطاقة المتجددة أقل من 100 تيراواط ساعة (تيراواط ساعة) من الطاقة في الصين؛ وبحلول منتصف عام 2022، ارتفع هذا الرقم إلى حوالي 250 تيراواط ساعة[8]. ومن ناحية أخرى، ارتفع معدل توليد الطاقة المتجددة بنسبة 10٪ في عام 2022 – وهو ما يمثل معدل مذهل يفوق معدل نمو الفحم بخمسة أضعاف .
وخلال الأشهر العشرة الأولى من عام 2022، أضافت الهند 14.21 جيجاواط من الطاقة المتجددة إلى مزيج الطاقة لديها، لتتجاوز الـ 11.9 جيجاواط المضافة خلال الفترة نفسها من عام [9]2021. وقد تم توليد حوالي 151.94 (مليار وحدة) من الكهرباء في الهند من مصادر متجددة اعتباراً من يناير وحتى سبتمبر 2022، وهو ما يمثل زيادة هائلة مقارنة بعام 2021 التي سجلت 128.95 مليار وحدة. وتسعى الهند إلى إنتاج 500 جيجاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030.
وتتشابه القصة في الولايات المتحدة، حيث شهدت الأشهر الثمانية الأولى من عام 2022 إضافة 7.5 جيجاواط من طاقة الرياح و 5.7 جيجاواط من الطاقة الشمسية إلى شبكة الطاقة. وشكلت طاقة الرياح والطاقة الشمسية معاً ما يقرب من 70٪ من إجمالي إضافات الطاقة الجديدة في الولايات المتحدة، مما دفع حصة مصادر الطاقة المتجددة من توليد الكهرباء في جميع أنحاء البلاد إلى مستوى جديد بلغ 23 ٪[10]. وقد تجاوزت مشتريات الشركات من الطاقة المتجددة 11 جيجاواط في عام 2022، بينما تجاوز الاستثمار الخاص في مصادر الطاقة المتجددة حاجز الـ 100 مليار دولار أمريكي.
وعبر المحيط الأطلنطي، زاد انتاج الطاقة الشمسية في أوروبا بحوالي 50٪ خلال عام 2022 ، حيث قام الاتحاد الأوروبي بتركيب محطات بقدرة 41.4 جيجاواط من الطاقة الشمسية الجديدة – وهو ما يكفي لتوفير الطاقة الجديدة لحوالي 12.4 مليون منزل. [11]لكن النمو الكامل لهذه المنظومة لم يكتمل بعد، فوفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية، يتعين على أوروبا تركيب محطات لـ 60 جيجاواط إضافية من الطاقة الشمسية هذا العام لمواجهة تراجع إمدادات الغاز التي كانت تصل من روسيا. والآن، ثمة 10 دول في الاتحاد الأوروبي تضيف ما لا يقل عن 1 جيجاواط من الطاقة الشمسية سنوياً، وتتصدر تلك الدول ألمانيا التي حققت 8 جيجاواط إضافية في عام 2022.
وفي عام 2022، قام الاتحاد الأوروبي أيضاً بإضافة 15 جيجاواط من مزارع الرياح الجديدة، وهو ما يمثل زيادة تقدر بالثلث مقارنة بعام 2021. ويأتي أكثر من 90٪ من هذه الزيادة من المزارع البرية، والتي برزت فيها ألمانيا، والسويد، وفنلندا، وإسبانيا، وفرنسا بسرعة.
وكلمة السر هنا هي “الكفاءة”، حيث تقوم مزارع الرياح الحديثة بتوليد كهرباء أكثر لكل ميجاواط مقارنة بما كان ممكناً فيما مضى. وتتمتع مزارع الرياح البرية الجديدة في أوروبا بسعة انتاجية (لفترات ذروة التشغيل) تفوق 35٪، وتوفر 3 تيراواط في الساعة من الكهرباء سنوياً لكل جيجاواط تم تركيبه. أما المزارع البحرية فتوفر سعة انتاجية تصل إلى 50٪، وتنتج 4.4 تيراواط في الساعة سنوياً لكل جيجاواط تم تركيبه.[12]
وعلى الرغم من نواتجها الثانوية الخطيرة، تحتفظ الطاقة النووية التقليدية (أو طاقة الانشطار) بمكانتها كتقنية منخفضة الكربون يشيع استخدامها في توليد الكهرباء في جميع أنحاء العالم. وفي عام 2022، أضافت اليابان 4.2 جيجاواط من الطاقة النووية الجديدة[13]. وفي المملكة المتحدة، يتم الآن إنشاء اثنين من الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية في النقطة ج هنكلي في سومرست، مما يعكس تطورات مماثلة في كل من فنلندا، وفرنسا، والصين[14]. وتشمل خطط إزالة الكربون مساحات شاسعة من أوروبا الشرقية واليابان الطاقة النووية أيضاً. وعلى الصعيد العالمي، يتم توليد حوالي 10٪ من الكهرباء بالفعل اعتماداً على الطاقة النووية التقليدية[15]. وإذا استمرت التطورات الواعدة التي تم إحرازها في تكنولوجيا طاقة الاندماج الرائدة في تجاوز التوقعات (انظر الموضح أدناه)، فقد يصبح مستقبل الطاقة النووية النظيفة اللامحدودة أقرب مما توقعناه في أي وقت مضى.
وقد ألحقت موجات الجفاف، والتي أعاقت توليد الطاقة الكهرومائية على نطاق واسع في عام 2021 (-3٪ من الإنتاج من عام 2020)، ألحقت الضرر بالقطاع الأوروبي حتى عام 2022، حيث أبلغ الاتحاد الأوروبي عن تراجع جديد في إنتاج الطاقة الكهرومائية خلال الأشهر التسعة الأولى من العام بلغت نسبته 15%[16]. ومن المرجح أن يكون تراجع الطاقة الكهرومائية في الاتحاد الأوروبي بمثابة انتكاسة مؤقتة، حيث تستمر الدول الأوروبية في مسعى التخلي عن الغاز الطبيعي وتحقيق المزيد من الاستقلال في مجال الطاقة.
على الرغم من ذلك، شهد مجال الطاقة الكهرومائية خارج الاتحاد الأوروبي ما يمكن اعتباره نوعاً من العودة في عام 2022، حيث تجاوزت كل من البرازيل والولايات المتحدة والصين إنتاج عام 2021. وإجمالاً، أنتجت محطات الطاقة الكهرومائية في عام 2022 ما يقرب من 300 تيراواط في الساعة من الكهرباء أكثر مقارنة بعام 2021، ومن المتوقع أن يشهد عام 2023 نمواً سنوياً يقدر بـ 400 تيراواط أخرى.
على الرغم من ذلك، فإن الصعود العالمي المستمر لمعدلات الطاقة المتجددة خلال عام 2022 ليس أمراً شاذاً، ولكنه مجرد دليل على مسيرة تمضي بلا توقف.
والجدير بالذكر أن المشرعين وواضعي القوانين حول العالم يتفقون في ضمان أن تصبح الطاقة الصديقة للبيئة المصدر المهيمن للطاقة لمنازلنا وشركاتنا في المستقبل القريب.
خمس سنوات مهمة لقطاع الطاقة المتجددة
عندما نحاول استقراء المستقبل القريب، وأعني هنا من الآن وحتى عام 2027، نرى أنه من المتوقع أن ينمو قطاع الطاقة المتجددة بحوالي 2500 جيجاواط على مستوى العالم – أي بزيادة تقدر بـ 85٪ مقارنة بالسنوات الخمس الماضية. وبعبارة أخرى، من المنتظر أن ينتج العالم المزيد من الطاقة المتجددة خلال السنوات الخمس المقبلة، وأن حجم الزيادة سيتماثل مع ما شهدناه في العقدين الماضيين.[17]
ومن المنتظر أن تمثل مصادر الطاقة المتجددة 90٪ من إجمالي التوسعات العالمية في مجال الكهرباء خلال هذه الفترة، ويأتي ذلك مدفوعا بمجموعة من التشريعات المحلية الطموحة والتي تشمل: إستراتيجية REPowerEU الأوروبية، والخطة الخمسية الرابعة عشرة للصين، والقانون الأمريكي للحد من التضخم، وسياسة التحول الأخضر التي تتبناها اليابان، ونظام الحوافز الهندي المرتبط بالإنتاج.
- أوروبا: تهدف استراتيجية REPowerEU الأوروبية إلى زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة من إجمالي مزيج الطاقة لتبلغ 45٪ بحلول عام 2030 – وهو ما يتجاوز الهدف السابق البالغ 40٪. و تتصدر ألمانيا وإسبانيا المشهد في هذا السياق. وتعمل إسبانيا على زيادة سعة الشبكة من أجل مشروعات الطاقة المتجددة، كما تعمل على تيسير عمليات استصدار التراخيص والموافقات لمحطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الجديدة. وفي الوقت نفسه، تقوم ألمانيا بطرح المزيد من العطاءات، كما تعمل على زيادة عوائد أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية. وتتوافق هاتان السياستان مع حملة الاتحاد الأوروبي التي يتمثل الهدف منهما في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55٪ في جميع أنحاء القارة بحلول عام 2030.
- الصين: تطالب الأهداف الجديدة الطموحة التي اشتملت عليها الخطة الخمسية الرابعة عشرة للصين بانتاج ما يقرب من نصف السعة الانتاجية الجديدة للطاقة المتجددة في العالم من الآن وحتى عام 2027. وقد جاءت إصلاحات السوق، وكذا الدعم الشامل المقدم من حكومات المقاطعات من أجل تعزيز الثقة في صناعة الطاقة المتجددة. ونظراً لأن استخدام مصادر الطاقة المتجددة على نطاق المرافق أصبح الآن أقل تكلفة مقارنة بالاعتماد على الفحم، يتوقع بعض المراقبين أن تحقق الصين هدفها بوصول السعة الانتاجية من طاقة الرياح والطاقة الشمسية إلى 1200 جيجاواط قبل خمس سنوات من الموعد الأصلي المحدد وهو عام 2030. وعلاوة على ذلك، تعهدت الصين باستثمار حوالي 90 مليون دولار أمريكي خلال السنوات الخمس المقبلة في صناعة الطاقة الشمسية الكهروضوئية – وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف المبلغ المخصص للاستثمار في هذا المجال من قبل بقية مناطق العالم مجتمعة.
- الولايات المتحدة الأمريكية: يضمن القانون الأمريكي للحد من التضخم (USIRA) والصادر في أغسطس 2022 الأمن المالي لمصادر الطاقة المتجددة عن طريق تمديد نظام الإعفاءات الضريبية حتى عام 2032. وبحلول عام 2027، من المنتظر أن تكون الإضافات السنوية من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ضعف ما تم تسجيله في مطلع العقد. ولا يقتصر الاهتمام بمصادر الطاقة المتجددة على المناطق الساحلية وحسب – فهناك حوالي 37 ولاية تفتخر الآن بمعايير وأهداف المحفظة التي تدعم التوسع في مجال الطاقة المتجددة. وبتزكية الخيارات الصديقة للبيئة، يمكن للقانون الأمريكي للحد من التضخم أن يشجع على تحقيق زيادة تقدر ب 20 ٪ في نطاق إنتاج الوقود الحيوي والديزل المتجدد، وهو ما يؤدي إلى إطلاق موجة جديدة من الأبحاث حول التطبيقات العملية للنفايات والمخلفات.
وفي مكان آخر، وضعت سياسة التحول الأخضر في اليابان، والتي تم اعتمادها في فبراير من هذا العام، وضعت خريطة طريق منقحة لإزالة الكربون من البلاد. وتتضمن إستراتيجية اليابان الجديدة الطاقة النووية، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وآلية معدلة لتسعير الكربون .
وفي الهند، يهدف نظام الحوافز المرتبط بالانتاج إلى تحفيز المزيد من الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة من خلال دعم تصنيع وحدات الطاقة الشمسية الكهروضوئية عالية الكفاءة وبطاريات الخلايا الكيميائية المطور.
لا شك أن الحفاظ على كوكب يصلح لعيش الإنسان لا يتوافق مع استمرار الاعتماد على الوقود الحفري. فإذا كانت صناعة الطاقة المتجددة تسعى إلى الاستحواذ على محطات الطاقة، والشبكات، واحتلال الصدارة، فيجب أن تمضي مدعومة بمجموعة جديدة من التقنيات المتطورة. فدعونا نلقي نظرة على بعض الإنجازات الواعدة التي شهدتها الصناعة مؤخراً، وتلك التي مازالت تلوح في الأفق.
الطاقة المتجددة تمضي قدما مدعومة بالتقنيات الحديثة
لا تعتبر التكنولوجيا باهظة الثمن إلا من منظور الاستثمار. ولكن على المدى البعيد، قد يسهم تبني تقنيات الطاقة المتجددة الأكثر تطوراً في توفير 12 تريليون دولار للاقتصاد العالمي بحلول عام [18]2050. ووفقا لمنتدى الاقتصاد العالمي، لا ينبغي على الحكومات التركيز على تطوير التقنيات القائمة خلال عام 2023 وحسب، بل يجب عليها أيضا ابتكار تقنيات جديدة.
وفي الوقت الحالي، يعكف العلماء على انتاج الهيدروجين الأخضر عالي الكفاءة (الذي يتم الحصول عليه عن طريق التحليل الكهربائي للمياه باستخدام الطاقة النظيفة)، وهو ما يسهم في توفير الطاقة للمناطق المحرومة من مصادر كافية لطاقة الرياح والطاقة الشمسية. وفي مارس 2022، كشف باحثون أستراليون النقاب عن خلايا التحليل الكهربائي ذات التغذية الشعرية الحاصلة على براءة اختراع بكفاءة 95٪، والتي بذلك تتفوق على التقنيات الحالية بمقدار الربع[19]. وتستطيع هذه التقنية الجديدة أن تخفض تكلفة الهيدروجين الأخضر إلى 2 دولار أسترالي للكيلو بحلول عام 2025.
وفي سبتمبر من العام نفسه، منح الاتحاد الأوروبي إعانات بقيمة 5.2 مليار يورو وجهت لمشروعات الهيدروجين الأخضر، ومن المتوقع أن تتدفق مليارات أخرى إلى السوق عبر القانون الأمريكي للحد من التضخم.[20] ووفقاً لبعض التقديرات، قد يصل الطلب على الهيدروجين إلى 150 إلى 500 مليون طن سنوياً بحلول عام 2050[21].
ومن الأمور الأخرى التي قد تغير قواعد اللعبة إعلان بعض الباحثين في عام 2022 عن نجاحهم لأول مرة في تسخير الاندماج النووي[22]. حيث استخدم فريق من الباحثين ينتمي إلى منشأة الإشعال الوطنية في كاليفورنيا 2.05 ميجا جول من الطاقة لتسخين الوقود باستخدام الليزر، مما أدى إلى إطلاق 3.15 ميجا جول من الطاقة خلال هذه العملية. وأنتجت التجربة طاقة كافية لغلي غلاية ماء، لكن نجاحها اثبت جدوى تقنية ظلت حبيسة عوالم الافتراضات لعقود من الزمن. وقد أعلن المنتدى الاقتصادي العالمي أن النتائج التي توصل إليها الباحثون في منشأة الإشعال الوطنية “من المرجح أن تشجع على القيام بالمزيد من البحوث لغرض تطوير التقنية ذاتها، مما يدفعنا نحو مستقبل يمكن أن يوفر فيه الاندماج النووي طاقة غير محدودة وآمنة ونظيفة.”[23]
ومن خلال عبد اللطيف جميل لإدارة الاستثمار (JIMCO)، تسهم شركة عبد اللطيف جميل في ترجمة الحلم إلى واقع. فالشركة تعد مستثمراً رئيساً في مؤسستين رائدتين في قطاع طاقة الاندماج الذي يشهد تطوراً سريعاً وهما: كومنولث فيوجن سيستمز – مركز الانصهار وعلوم البلازما في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ومقره بوسطن والذي يعد جيف بيزوس وبيل جيتس من بين داعميه[24] – وشركة جنرال فيوجن ومقرها كندا، وهي مدعومة أيضًا من قبل بيزوس.
وفي الوقت الحالي، تقوم شركة جنرال فيوجن ببناء محطة تجريبية في كولهام، بالقرب من لندن، والتي تعتبر مركزا لأبحاث الاندماج في المملكة المتحدة منذ عقود. ومن المقرر أن يبدأ العمل في المحطة خلال عام 2025. وتهدف الشركة إلى طرح مفاعلاتها الأولى في الأسواق في أوائل العقد الثالث من القرن الحالي. والجدير بالذكر أن شركة كومنولث فيوجن سيستمز، والتي تتخذ من بوسطن مقراً لها، تتبنى نهجاً مختلفاً يعتمد على تقنية التوكاماك. ويقول بوب مومجارد، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة كومنولث فيوجن سيستمز، أن الشركة تهدف إلى أن يكون لديها مفاعل قيد التشغيل بحلول عام 2028.
وبغض النظر عن التكنولوجيا المستخدمة، لا يمكن تناول إنتاج الطاقة دون التطرق إلى تخزينها. فقد كان عام 2022 عاماً مهماً نظراً لما تم إحرازه من تقدم ملحوظ في مجال تكنولوجيا البطاريات. ففي صيف 2022، أزيح الستار عن محاولات بعض المهندسين تطوير نوع جديد من “بطاريات الجاذبية”، القادرة على تخزين كميات هائلة من طاقة الوضع لاستخدامها في أوقات الذروة[25]. ويعتمد هذا النظام على الطاقة المتجددة أثناء النهار لتغطية الأحمال الزائدة والتي تتراجع ليلاً فيتم توليد الكهرباء من الكابلات! وتتضح جدوى الفكرة جلية، إذا ما لاحظنا أن السعة الانتاجية لهذه المنظومة تبلغ 250 كيلوواط من الطاقة، أي ما يكفي لتوفير الطاقة اللازمة لـ 750 منزلاً، و جميعها مخزنة بطريقة أقل تكلفة وأكثر حفاظاً على البيئة مقارنة ببطاريات الليثيوم .
وفي ديسمبر من العام نفسه، أعلن باحثون من جامعة سيدني بأستراليا عن إنجاز هائل في عالم البطاريات المصنوعة باستخدام كبريت الصوديوم، وهو ملح منصهر معالج يأتي من مياه البحر. وتعتمد هذه العملية برمتها على الانحلال الحراري (والذي يعني تحلل المواد عند درجات حرارة مرتفعة) والأقطاب الكهربائية القائمة على الكربون لزيادة تفاعل الكبريت، مما ينتج عنه وسيط تخزين أكثر كفاءة بأربع مرات مقارنة ببطاريات الليثيوم[26].
وفي الواقع، يمثل التخزين في الوقت الحالي عنصراً رئيساً لسياسات الطاقة في جميع أنحاء العالم، وقد قامت دول مثل ألمانيا وإسبانيا والبرتغال بطرح عطاءات لمشروعات الطاقة المتجددة والتخزين في عام 2022. وتستعد كل من الصين والهند كي تحذو حذو تلك الدول. وفي المكسيك، تعكف شركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة، الشركة الرائدة في مجال الطاقة المتجددة وهي جزء من شركة عبد اللطيف جميل للطاقة، تعكف على تطوير ونشر ما يسمى بمشروعات تخزين الطاقة “خلف العداد” في إطار النموذج الابتكاري “تخزين الطاقة كخدمة” (EnSaaS) والذي يركز على القطاع الصناعي.
وتعد فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة، وذراعها الابتكاري (FRV-X)، رائدتين أيضاً في مضمار أنظمة تخزين طاقة البطاريات في المملكة المتحدة في هولز باي، دورسيت، وكونتيجو، وغرب ساسكس؛ وكلاي تاي، وإسيكس؛ وكل ذلك بالإضافة إلى محطة هجينة للطاقة الشمسية وأنظمة تخزين طاقة البطاريات في دالبي، كوينزلاند في أستراليا. وقد استحوذت شركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة على مشروعين إضافيين من مشروعات أنظمة تخزين طاقة البطاريات بي اي اس اس في المملكة المتحدة في خريف عام 2022، بالإضافة إلى حصة الأغلبية في مشروع أنظمة تخزين طاقة البطاريات في اليونان.
وبالنظر إلى المستقبل، نرى التقنيات الجديدة تمضي قدما في دعم استثمارات الطاقة المتجددة في السنوات القادمة.
ومن المنتظر أن يسمح نوع جديد من الأفلام الشفافة يثبت فوق نوافذ المباني والمركبات بالحصول على الطاقة من ضوء الشمس الطبيعي. وتعمل شركات مثل (يوبيكيوتاس إينرجي)، والتي تتخذ من سيليكون فالي مقرا لها، على تطوير التكنولوجيا التي تسمح للضوء المرئي بالاختراق أثناء الحصول على الطاقة من الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية لأغراض التدفئة والتبريد وإعادة شحن البطاريات[27].
وتتطلع شركات التكنولوجيا الأخرى إلى مصدر آخر غير مستغل إلى حد كبير للطاقة النظيفة المتاحة بالمجان – وهو المحيطات.
وقد أنتهت شركة ويف سويل انرجي الأسترالية للتو من اختبار امتد لمدة عام كامل تم اجراءه قبالة ساحل جزيرة كينج آيلاند للحصول على فتحة نفث اصطناعية. ويعمل النظام عن طريق سحب الماء إلى غرفة مركزية وضغط الهواء من أجل تدوير التوربينات. وتعد شركة ايكو ويف باور السويدية من رواد انتاج الأجهزة الرائدة التي تطفو على سطح الماء وتعتمد على الموجات الصاعدة لزيادة ضغط السوائل، وتدوير المحركات المائية الداخلية. وتوجد الوحدات بالفعل قبالة إسرائيل وجبل طارق، ومن المنتظر تنفيذ التركيبات التالية خلال هذا العام في المياه قبالة سواحل لوس أنجلوس. وتراهن شركة ايه دبليو اس انرجي الأسكتلندية أيضاً على طاقة الأمواج. وتتضمن تقنيتها ربط عوامة ضخمة تحت الماء، تسمى ارشميدس ويف سوينج، ربطها بقاع المحيط لتتماوج مع الأمواج فتتولد الطاقة لتشغيل المولدات وتغذية الشبكة.
لذا، ومع الدعم التشريعي الذي يأتي مدفوعاً بمثل هذه الطفرات التقنية المبتكرة، نطرح سؤالاً: لماذا لا تلبي الطاقة المتجددة حتى الآن جميع احتياجات الطاقة المتزايدة في العالم؟
مشاركة الأفكار من أجل مواجهة حالات الطوارئ المتعلقة بالطاقة
يمكن لمشروعات الطاقة المتجددة أن تنمو بمعدلات أعلى من أي وقت مضى، ولكن وكالة الطاقة الدولية ترى أنه يتعين عليها أن تحافظ على معدل نمو بنسبة 60٪ على مدار السنوات الخمس الحاسمة المقبلة من أجل البقاء على أمل تحقيق سيناريو صافي الصفر بحلول عام 2050.[28]
ولا تزال هناك تحديات عديدة في هذه الرحلة – و لكن كلها يمكن التعامل معه.
ويظل الفحم يتمتع بميزة المرونة لا سيما في الصين. وفي الوقت الذي تكافح فيه مدنها الضباب الدخاني يومياً، تجاوزت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن إنتاج الكهرباء الذي يعتمد على الفحم في الصين رقماً قياسياً بلغ 4.5 مليار طن في عام 2002 – وهو ما يزيد عن ثاني أكسيد الكربون المنبعث من قطاع الطاقة بأكمله في أوروبا خلال العام السابق[29]. وعلى الصعيد العالمي، من المتوقع أن يكون الفحم مسؤولاً عن 30٪ من توليد الكهرباء العالمية حتى عام 2027 على الأقل[30]
كي نحجم عن الاقبال على الفحم، نحتاج إلى جعل البدائل أكثر جاذبية. فوفقاً لوكالة الطاقة الدولية، يتعين على المشرعين دعم خطط الطاقة المتجددة كي تأتي بثمارها المرجوة، وذلك من خلال تحقيق المزيد من الحرية في عمليات طرح العطاءات واستصدار التراخيص. ولعل التفكير الشمولي جد ضروري هنا، فهو يضمن تطوير البنية التحتية لتخزين الطاقة وتوزيعها بما يتوافق مع القدرة الإنتاجية.
من ناحية أخرى، يجب على الاقتصادات الناشئة وضع إطارات سياسية وتنظيمية تهدف إلى تحفيز الاستثمار الوافد، والتحرك نحو المعايير الدولية الأكثر اتساقاً. كما يجب أيضاً أن تكون خيارات التمويل الشاملة متاحة لضمان تمويل المشروعات المقترحة بسرعة.
ولايزال ارتفاع التكاليف المبدئية وغياب الدعم السياسي يمثلان عائقاً أمام تقنيات الطاقة المتجددة “التي يمكن التحكم فيها وتعديلها”. ويشمل ذلك: الطاقة الكهرومائية، والطاقة الحيوية، والطاقة الجيوثيرمالية. ومن المنتظر أن يزيد انتاج الطاقة الكهرومائية بمقدار 17-33 جيجاواط فقط خلال الخمس سنوات المقبلة، وذلك مقارنة بالذروة التي تحققت في عام واحد إذ بلغ الانتاج 45 جيجاواط في عام 2013. والجدير بالذكر أن نمو الطاقة الحيوية على المستوى العالمي يظهر جلياً ويتركز في الصين وتركيا والبرازيل، وذلك بفضل استراتيجياتها التي تركز على إنتاج الطاقة من النفايات وتعريفة التغذية – وكلها أمور غير موجودة في الدول الأخرى. وفي مجال الطاقة الجيوثيرمالية، ليست هناك سياسات مصممة من أجل مواجهة المخاطر المالية المتزايدة المتعلقة بالاستكشافات الجديدة (والتي غالباً ما تثبت عدم جدواها الاقتصادية). ويتمخض عن ذلك توقعات بتراجع النمو إلى ما دون الـ 6٪ خلال الخمس سنوات المقبلة.
وتظل أسواق الطاقة المتجددة عرضة للتأثر بالاتجاهات المالية والجيوسياسية الأوسع نطاقاً. فقد تباطأ نمو الطاقات المتجددة في الولايات المتحدة خلال عام 2022، بسبب ارتفاع التكاليف، وضغوط سياسات التجارة الدولية، والتضخم الاقتصادي، ومشكلات سلاسل التوريد. وعلى سبيل المثال، أثر الإغلاق خلال جائحة كوفيد-19 في الصين على توصيل مكونات الطاقة الشمسية الكهروضوئية وتوربينات الرياح.
وبالنظر إلى هذه القضايا التي تتعلق بإمدادات الطاقة، نرى أن أوروبا تواجه ضغوطا تدفعها إلى الاستثمار بشكل أكثر جرأة في قاعدتها التصنيعية الخاصة من أجل التحول إلى الطاقة الصديقة للبيئة. ووفقاً لتوقعات وكالة الطاقة الدولية، يجب أن تضاعف أوروبا صافي زيادة انتاجها السنوي من طاقة الرياح، وأن ترتفع هذه الزيادات بنسبة 30٪ أو أكثر بالنسبة للطاقة الشمسية، إذا كانت تريد تحقيق هدفها المتمثل في بلوغ 69٪ من الكهرباء الصديقة للبيئة بحلول عام 2030.
كما يجب إعادة تصميم المزايدات لتعكس كلاً من التكلفة المتزايدة لمصادر الطاقة المتجددة وما ينطوي عليها من ايجابيات تتعلق بأمن الطاقة.
ومن المتوقع أن تستمر العديد من هذه التحديات حتى عام 2023، وقد نحتاج إلى تعزيز تحول الطاقة المتجددة بشكل أكبر وأسرع.
والقطاع الخاص مجهز بشكل متفرد للمساعدة في مواجهة هذه الرياح المعاكسة.
توفير الطاقة للجميع: معركة نخوضها حتى الموت
لعل معركتنا للتصدي لتغير المناخ هي في واقع الأمر معركة لتوفيرالطاقة المتجددة. ويعد رأس المال الخاص من الأدوات الفعالة في سباقنا مع الزمن الذي بات يطغو على عالمنا.
يتميز رأس المال الخاص، بطبيعته، بالصبر والتجرد من أهواء المستثمرين الذين يركزون على الأرباح أوتأثيرات تقلبات الجداول الزمنية الانتخابية قصيرة الأجل. كما يمكن لرأس المال الخاص ان يتحرك برؤية مستقبلية، فتتوجه الأموال نحو استراتيجيات تقدم فوائد على مدى عقود، لا مجرد سنوات أو شهور.
ونحن هنا في عبد اللطيف جميل، نضطلع بدورنا في هذا السياق الفريد، حيث تدير فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة الآن أكثر من 50 محطة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح في خمس قارات، ومن المتوقع أن تصل قدرتها الانتاجية إلى 4 جيجاواط بحلول عام [31]2024. وفي فبراير 2023، قمنا بافتتاح مكتب في المملكة المتحدة، والذي يمتلك حالياً مشروعات قيد التشغيل بقدرة تصل إلى أكثر من 80 ميجاواط، إلى جانب مشروعات قيد الانشاء بقدرة تصل إلى 200 ميجاواط، فضلا عن مشروعات قيد التطوير بقدرة تصل إلى أكثر من 1 جيجاواط. وعلاوة على ذلك، في عام 2022، كانت محطتا بطاريات تخزين الطاقة في هولز باي وكونتيجو هما صاحبتا الآداء الأفضل في البلاد، وذلك وفقاً للتصنيف الذي أعد بواسطة أداة المراقبة مودو انيرجي. كما أعلنت الشركة عزمها دخول السوق الألمانية، ولديها خطط لتزويد 800 ألف منزل بالطاقة النظيفة. ومن المنتظر أن يسهم افتتاح مكتبي لندن وألمانيا بشكل إيجابي في تحقيق هدف فوتوواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة المتمثل في الوصول إلى 1 جيجاواط من الطاقة الانتاجية في أوروبا بحلول عام 2025.
وبالإضافة إلى ذلك، فقد قامت الشركة مؤخراً بتأكيد خططها الخاصة بتطوير أول محطة للطاقة الشمسية في نيوزيلندا. ومن المنتظر أن يقوم المشروع الذي سينتج طاقة تقدر بـ52 ميجاواط في لوريستون، بشمال كرايستشيرش، بتوليد طاقة تكفي لإمداد 9800 منزل بالطاقة عند تشغيله بالكامل، وهو الأمر المتوقع أن يحدث في عام 2024.
أما في الجارة أستراليا، فقد اتمت فوتواتيو المشاريع الطاقة المتجددة الاتفاق المالي الخاص بمحطة الطاقة الشمسية في والا والا في نيو ساوث ويلز، وهي خامس مزرعة للطاقة الشمسية في الولاية والعاشرة في أستراليا كلها، و تصل قدرتها مجتمعة إلى 1 جيجاواط.
وإلى جانب العمل في مجال توليد الطاقة المتجددة، نحن رواد في مجال استخدام الطاقات المتجددة التحويلية في قطاع النقل أيضاً، وذلك من خلال الاستثمار في الشركات الرائدة في مضمار النقل التجريبي مثل جريفز اليكتريك موبيليتي، وجوبي آفيشن، وريفيان. وذلك بالاضافة إلى البرامج التجريبية التي تهدف إلى إزالة الكربون من وسائل النقل العام من خلال سيارات الأجرة صديقة البيئة التي تعمل بالهيدروجين في مدريد، والحافلات التي تعمل بالهيدروجين في آليكانتي بإسبانيا، وذلك أيضاُ يتم عبر شركة فوتواتيو لمشاريع الطاقة المتجددة.
ها نحن في خضم مشهد جديد ومثير لمنظومة الطاقة … إنه مشهد الاقتصاد الأخضر، والذي بإمكانه أن يعزز الرخاء عالمياً. وإذا صدقت توقعات وتقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي، فمن الممكن أن تبلغ قيمة الصناعات المحورية في مسعى بلوغنا صافي الصفر من الانبعاثات الكربونية أكثر من 10 تريليون دولار أمريكي بحلول منتصف القرن. [32]
ويقول فادي جميل، نائب الرئيس ونائب رئيس مجلس الإدارة بشركة عبد اللطيف جميل: “يمثل توفير المزيد من الوظائف على أرض الواقع وخفض الملوثات التي تنطلق في الهواء أهدافاً يتعين علينا جميعا أن نسعى لتحقيقها”.
” يتزايد عدد من يعانون حول العالم من فقر الطاقة لأول مرة ، وهو الأمر الذي يلقي علينا بظلال عدم المساواة و انتشار الصراعات”.
ولذا فإن التحول نحو الطاقة الخضراء يمثل مهمة يجب أن تكون مصدر الهام لنا جميعاً.
” بإمكان مصادر الطاقة المتجددة أن تسهم في خفض تكلفة إمداد منازلنا ومكاتبنا ومركباتنا بالطاقة. كما يمكنها مساعدتنا في التحكم في حياتنا مرة أخرى والحفاظ في الوقت نفسه على نظامنا البيئي من أجل الأجيال القادمة”.
[1] https://www.iea.org/reports/renewables-2022
[2] https://www.weforum.org/agenda/2022/08/electricity-capacity-power-renewable-energy/
[3] https://iea.blob.core.windows.net/assets/ada7af90-e280-46c4-a577-df2e4fb44254/Renewables2022.pdf
[4] https://www.theguardian.com/environment/2022/nov/20/deal-on-loss-and-damage-fund-at-cop27-marks-climbdown-by-rich-countries
[5] https://www.theguardian.com/environment/2022/nov/17/draft-cop27-agreement-fails-to-call-for-phase-down-of-all-fossil-fuels
[6] https://www.iea.org/reports/renewables-2022
[7] https://www.pv-magazine.com/2023/01/03/china-aims-to-add-160-gw-of-wind-solar-in-2023
[8] https://www.reuters.com/business/energy/china-track-hit-new-clean-dirty-power-records-2022-maguire-2022-11-23/
[9] https://pib.gov.in/PressReleasePage.aspx?PRID=1885147
[10] https://www2.deloitte.com/content/dam/Deloitte/us/Documents/energy-resources/us-eri-renewable-energy-outlook-2023.pdf
[11] https://www.euronews.com/green/2022/12/20/eu-solar-power-soars-by-almost-50-in-2022-which-country-installed-the-most
[12] https://windeurope.org/newsroom/press-releases/eu-wind-installations-up-by-a-third-despite-challenging-year-for-supply-chain
[14] https://namrc.co.uk/intelligence/uk-new-build
[15] https://ourworldindata.org/nuclear-energy
[16] https://iea.blob.core.windows.net/assets/ada7af90-e280-46c4-a577-df2e4fb44254/Renewables2022.pdf
[17] https://www.iea.org/news/renewable-power-s-growth-is-being-turbocharged-as-countries-seek-to-strengthen-energy-security
[18] https://www.weforum.org/agenda/2023/01/5-technology-trends-to-watch-in-2023/
[19] https://www.theguardian.com/australia-news/2022/mar/16/australian-researchers-claim-giant-leap-in-technology-to-produce-affordable-renewable-hydrogen
[20] https://www.euronews.com/green/2022/12/29/green-hydrogen-fuel-of-the-future-has-big-potential-but-a-worrying-blind-spot-scientists-w
[21] https://www.pwc.com/gx/en/industries/energy-utilities-resources/future-energy/green-hydrogen-cost.html
[22] https://www.theguardian.com/environment/2022/dec/13/what-is-nuclear-fusion-what-have-scientists-achieved-ignition
[23] https://www.weforum.org/agenda/2023/01/5-technology-trends-to-watch-in-2023/
[24] https://www.economist.com/the-economist-explains/2022/02/09/what-is-nuclear-fusion
[25] https://www.weforum.org/agenda/2022/07/gravity-batteries-store-renewable-energy/
[26] https://www.sciencedaily.com/releases/2022/12/221207101037.htm
[27] https://www.cnet.com/science/green-tech-to-watch-in-2023/
[28] https://iea.blob.core.windows.net/assets/ada7af90-e280-46c4-a577-df2e4fb44254/Renewables2022.pdf
[29] https://iea.blob.core.windows.net/assets/ada7af90-e280-46c4-a577-df2e4fb44254/Renewables2022.pdf
[30] https://iea.blob.core.windows.net/assets/ada7af90-e280-46c4-a577-df2e4fb44254/Renewables2022.pdf
[32] https://www.weforum.org/agenda/2023/01/global-energy-outlook-for-2023/