يتطور سوق السيارات بشكل سريع في المملكة العربية السعودية، وعبر الشرق الأوسط بأكمله، حيث يسعى المستهلكون لامتلاك الأفضل دائمًا،
ورغم فترة الاضطراب النسبي التي شهدتها سوق السيارات في دول مجلس التعاون الخليجي خلال العامين الماضيين، وانخفاض مبيعات السيارات بشكل عام، كانت هناك علامات مبشرة بازدهار سوق السيارات الكهربائية الهجينة في المنطقة.
ويتوقع أن يزداد الطلب العالمي على السيارات الهجينة (هايبرد) بنسبة 16 بالمئة لكل عام، ما بين عامي 2017 و 2022[1]. يقود هذا النمو تغير التوجه العام فيما يتعلق بوقود السيارات والرغبة في الابتعاد عن الوقود الهيدروكربوني التقليدي، إلى جانب زيادة تركيز الجهات التنظيمية على تشجيع استخدام تقنيات الوقود البديلة، كالسيارات الكهربائية الهجينة.
يقول السيد حسن جميل، نائب الرئيس ونائب رئيس مجلس إدارة شركة عبد اللطيف جميل: “نحن نتوقع استمرار الزيادة في الطلب على السيارات الكهربائية الهجينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا. وليس السبب الوحيد في ذلك هو كفاءة الوقود العالية بتلك السيارات، والتي تقلل من النفقات بشكل كبير، ولكن أيضًا رغبة السائقين في الحفاظ على البيئة. كما أن الحكومات في جميع أنحاء المنطقة تساعد على تغيير التوجهات من خلال السياسات التي تهدف إلى زيادة إقبال السائقين على اقتناء المركبات الهجينة.”
ومن بين هذه الحكومات حكومة المملكة العربية السعودية التي كانت حريصة للغاية على الاستجابة للطلب المتزايد على السيارات الآمنة على البيئة. تم تطبيق المعيار السعودي لاقتصاد الوقود بالمؤسسات (CAFE) عام 2016، بهدف زيادة معدل الاقتصاد في الوقود بنسبة 58 بالمئة، من 12 كم/لتر من الوقود إلى 19 كم، بحلول عام 2025[2].
أطلقت شركة عبد اللطيف جميل سيارات بريوس الكهربائية الهجينة في المملكة العربية السعودية في فبراير 2016.
لطالما تصدرت شركة تويوتا قائمة مبيعات السيارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، وهو ما يليق بالشركة المصنعة للسيارات الهجينة الكهربائية الأعلى مبيعًا في العالم.
وقد لاقت سيارات شركة تويوتا رواجًا واسعًا في المنطقة خلال شراكتها المستمرة مع شركة عبد اللطيف جميل منذ عام 1955، ما ساهم بشكل كبير في ازدهار تلك الصناعة وإدخال العديد من التقنيات الحديثة التي شكلت التطورات الأخيرة في القطاع.
السيد/ مازن جميل (على أقصى اليسار) والسيد تاكايوكي يوشيتسوجو (على اليسار) يحتفلان بإطلاق سيارة لكزس LC500 بالمملكة العربية السعودية في مايو 2017.
أجرت مجلة “فتح الآفاق” حديثًا مع السيد تاكايوكي يوشيتسوجو، الممثل الرسمي للمكتب التمثيلي لشركة تويوتا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حول الإمكانات الاقتصادية بالمنطقة، وأسباب نجاح شركة تويوتا، وتوقعاته للمستقبل.
س: هل تظن أنه قد تم إغفال الإمكانات الاقتصادية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، مقارنةً بالاهتمام الشديد بالأسواق البرازيلية، والروسية، والهندية، والصينية، أو ما يطلق عليها “مجموعة أسواق البريك”؟
ج: كانت تسمية “أسواق البريك” شعارًا لافتًا للانتباه حاز على اهتمام كبير، لكنه لم يشتت انتباه المستثمرين الحقيقيين. ولا شك أن الإمكانات الإنمائية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا لم يتم إدراكها بالكامل بعد، لكنني لا أظن أنه قد تم تجاهل إمكانات النمو الاقتصادي بالمنطقة. تتميز منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا بموقعها الجغرافي الملائم، والتعداد السكاني الكبير، خاصةً الأجيال الشابة، ووفرة الموارد الطبيعية، لذا نحن واثقون أن مستقبل المنطقة سيكون قويًا للغاية.
س: هل ازداد الوعي الخاص بإمكانات المملكة العربية السعودية تحديدًا؟
ج: نعم! نحن نتوقع زيادة مطردة في اهتمام المستثمرين بالمملكة العربية السعودية، خاصةً بعد إعلان المبادرات القوية والطموحة الخاصة برؤية المملكة لعام 2030. وبالإضافة لسياسات الحكومة الحديثة والمتطلعة للمستقبل، فإن تعداد الشباب بالمملكة العربية السعودية يعد واحدًا من أهم نقاط القوة الخاصة بها، فتقسيم الشرائح السكانية بالمملكة يشبه هرمًا جميلًا، قمته التعداد القليل نسبيًا لشريحة كبار السن، وقاعدته شريحة واسعة من الشباب وصغار السن.
س: كيف تصف سوق السيارات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا؟
ج: نحن نرى إمكانات نمو هائلة في سوق السيارات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، والأسباب الرئيسية لذلك هي التعداد السكاني الكبير بالمنطقة (وأكرر، خاصةً من الشباب)، ووفرة الموارد الطبيعية، والنمو الاقتصادي، والإصلاحات الأخيرة في المملكة العربية السعودية، كالسماح للنساء بقيادة السيارات في 2018. العوامل الأساسية التي تحفز الازدهار هي السلامة، والأمان، والاستقرار السياسي. كما يؤثر النمو الاقتصادي المستقر على زيادة إمكانات سوق السيارات بشكل أساسي ومباشر.
وتتشابه الأسواق المختلفة بالمنطقة في بعض السمات، كالاهتمام الكبير الذي يوليه المستهلكون لعوامل معينة كالجودة، وقوة التحمل، والثقة، وجميعها مواطن قوة بالنسبة لسيارات تويوتا. لكن هناك أيضًا اختلافات عديدة بين أسواق المنطقة، سواء بالنسبة للوائح التنظيمية، كتطبيق المعيار السعودي لاقتصاد الوقود بالمؤسسات (CAFE) في المملكة العربية السعودية، واحتياجات التنقل، والقوة الشرائية، ونمط الحياة، والعديد من العوامل الأخرى. على سبيل المثال، يفضل الكثيرون في دول مجلس التعاون الخليجي سيارات الدفع الرباعي الخاصة بالقيادة في الطرق الوعرة، بينما عادة ما يفضل المستهلكون في الأسواق الأخرى السيارات الأصغر عند شراء أول سيارة خاصة بهم. كما أن سيارات النصف نقل ما زالت تقوم بدورها الحيوي في اعتماد الكثير من الشركات وأصحاب الأعمال الصغيرة عليها في إتمام أعمالهم.
س: كيف تختلف تفضيلات وتوجهات المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا عنها في المناطق الأخرى؟
ج: هناك طلب واسع على جميع أنواع المركبات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، من سيارات نقل الركاب، حتى سيارات الدفع الرباعي، والسيارات الفارهة، والمركبات التجارية. السبب الرئيسي في ذلك هو تنوع الشرائح السكانية، والثقافات، والتضاريس بالمنطقة. ويمكننا القول أن نسبة من يفضلون سيارات الدفع الرباعي بالمنطقة أكبر من نظيرتها في المناطق الأخرى.
س: ما هو المنهج الذي تتبعه شركة تويوتا لتلبية الاحتياجات المتنوعة للمستهلكين في الأسواق المختلفة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا؟
ج: اتبعت شركة تويوتا منذ بداية نشأتها منهج يركز على إرضاء المستهلكين، وذلك من خلال تقديم منتجات فائقة الجودة تتخطى جميع توقعاتهم. تلخص هذه الفلسفة مبادئ شركة تويوتا ومنهجها في العمل، ومازالت هي الدافع الأقوى لنا اليوم. فنحن نحرص دومًا على الاستماع لزبائننا من خلال الموزعين والبائعين، ونحاول دمج آرائهم في خطط تطوير منتجاتنا لنقدم لهم سيارات وخدمات أفضل تتوافق مع مطالبهم وتلبي احتياجاتهم.
تتبع بعض الشركات منهج “إخراج المنتج”، حيث يتم تصميم النموذج التقديمي وفقًا لوجهة نظر المصنع. بينما نسلك نحن الطريق المعاكس، باتباعنا لمنهج إرضاء المستهلك. فنحن نركز على المستهلك، ونوع السيارة التي يحتاجها لكل عام، وكل دولة، وكل منطقة. ونولي القسم الأكبر من اهتمامنا لرأي المستهلك حتى نصل إلى الطريقة المثلى لتلبية احتياجاته.
يلعب الموزعون والبائعون دورًا هامًا في تلك العملية. وتختلف حالة السوق، واللوائح التنظيمية، واحتياجات المستهلكين من دولة إلى أخرى. تطلع شركة تويوتا على آخر التوجهات والتفضيلات التي تنشأ في كل سوق من خلال موزعيها المحليين. فنحن نحرص على الاستماع لآراء المستهلكين، وتقديم عروض مخصصة تتوافق معهم. يؤثر ذلك على تشكيلة النماذج التي نعرضها، والمواصفات الخاصة، وطريقة تسويقنا لبعض الخدمات المحددة. لذا فإن للموزعين دورًا شديد الأهمية فيما يتعلق بأعمال شركة تويوتا.
س: برأيك، هل يعتبر العمل مع شريك محلي أمرًا ضروريًا لتحقيق الاستفادة القصوى من إمكانات سوق السيارات بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا؟ وإن كانت إجابتك بنعم، فلمَ؟
ج: بالطبع، يساعدنا العمل مع شريك محلي يعرف السوق جيدًا على تقديم أفضل خدمات البيع، وخدمات ما بعد البيع، التي تناسب احتياجات المستهلكين، وهو ما نتطلع دومًا لتحقيقه والاستمرار عليه.
يساعدنا الشركاء المحليون على ضمان التركيز على آراء المستهلكين. أحد أهم القيم التي نلتزم بها هي أن نكون “الأفضل في السوق”. لذا يجب أن يكون الموزعون والبائعون التابعون لنا الأفضل في سوقهم المحلي. وحتى يتحقق ذلك، يجب عليهم وضع أمر إرضاء المستهلكين في صدارة قائمة أولوياتهم، من خلال تلبية احتياجاتهم. هدفنا النهائي هو رسم البسمة على أوجه زبائننا، وضمان رضائهم، وذلك من خلال تقديم أفضل السيارات وخدمات ما بعد البيع.
ويساهم الحرص الدائم على التركيز على التفاصيل، والبحث المستمر عن وسائل تحسين خدماتنا وإرضاء مستهلكينا في كل نقطة من تلك النقاط بشكل حتمي في الوصول لمركز “الأفضل في السوق المحلي”.
س: ما هو مقدار التطور في أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا الذي يؤهلها لاستيعاب التقنيات الجديدة كالسيارات الهجين، والمركبات الكهربائية، والمركبات التي تعتمد على خلايا الوقود الهيدروجينية؟
ج: في الوقت الحالي، يعتبر عدد السيارات الكهربائية الهجينة التي يتم قيادتها في طرق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا صغيرًا مقارنة باليابان أو الولايات المتحدة الأمريكية.
وهناك عدة أسباب لذلك، ففي اليابان، على سبيل المثال، أسعار الوقود مرتفعة للغاية وهناك عدة عوامل مادية جذابة تقدمها الحكومة لتحفيز المواطنين على اختيار السيارات التي تستخدم تقنيات الوقود البديلة، كالسيارات الكهربائية الهجينة.
بينما في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، الوقود رخيص، ولا توجد نفس العوامل المادية المحفزة على اقتناء تلك السيارات، لذا فالاهتمام بها أقل. لكن هذا يتغير الآن، فالحكومة السعودية، على سبيل المثال، اعتمدت بالفعل معايير معدل الاقتصاد في استهلاك الوقود بالمؤسسات، وهناك عدة مبادرات للحفاظ على نقاء الهواء بالإمارات، كخطتها لجعل 50 بالمئة من سيارات تاكسي دبي صديقة للبيئة بحلول عام 2020، لذلك نرى أن مستقبل المركبات الصديقة للبيئة، كالسيارات الكهربائية الهجينة، مشرق في المنطقة
وقد رأينا سيارة تويوتا ميراي الكهربائية التي تعمل بالوقود الخلوي هنا في أبو ظبي بالإمارات.
س: ما الذي يحمله المستقبل بالنسبة لشركة تويوتا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا، وعلاقتها مع شركة عبد اللطيف جميل؟
لدينا رؤية إيجابية جدًا للمستقبل، فهناك إمكانية كبيرة لازدهار شركة تويوتا بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا. وعلاقتنا بشركة عبد اللطيف جميل واحدة من أكثر علاقات الشراكة التي نملكها حول العالم نجاحًا، ونحن فخورون بها ونعتز بها للغاية. ونتطلع لأعوام عديدة من النجاح معًا
[1] Global Micro-Hybrid Vehicles Market – Forecasts and Trends (2017-2022), Mordor Intelligence, March 2017
[2] SASO sets standards for Cars, Arab News, 5 August 2015